السفيرة نبيلة مكرم: شكلنا غرفة عمليات للتواصل مع المصريين بالخارج العالقين في ضوء الإجراءات الوقائية للدول للحد من انتشار فيروس كورونا المرأة المصرية "قوية جداً" وجود 8 وزيرات و90 نائبة برلمانية ومحافظات وقاضيات يعنى أن المرأة المصرية تعيش أزهى عصورها نصيحتى لكل سيدة: اجعلى اليأس دائما حافزاً لنجاحك ! اختيار الرئيس لمصطلح "مراكب النجاة" كان رائعاً لأنه يمنح الأمل للشباب نظمنا 19 ملتقياً لأبناء الجيلين الثانى والثالث من المصريين بالخارج الدولة المصرية الجديدة لا أحد فيها ينسب الفضل لنفسه.. فجميعنا فى وقت الأزمات على قلب رجل واحد أمى والسيدة "سيربولين" هما كلمة السر فى تكوين شخصيتى علينا أن نفخر بالكابتن منى شندى بالبحرية الاسترالية و"ليلى بنس" سيدة الأعمال المصرية الأمريكية تحمل في حقيبتها الوزارية الكثير من ملفات ملايين المصريين بالخارج، وهي ملفات مغلفة بأحلام وأماني البحث عن لقمة عيش وفرص حياة بديلة أفضل، لكنها كذلك لا تخلو من الشجن والحنين للوطن، ولذلك عينها دائماً على كل مصري تبعده المسافات والأميال عن هذا البلد، خاصة الشباب من أبناء الجيل الثاني والثالث، وتستطيع أن تصفها ب "خط ربط الانتماء" بين كل مغترب ووطنه، ورغم كل تلك المسئوليات التي تؤرق بالها وتشغل مساحة كبيرة من وقتها وتفكيرها، تجدها متفانية في واجباتها كزوجة وأم، كلامنا عن السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين في الخارج والتي سنحاول البحث بداخل صندوق أفكارها عن تفاصيل كثيرة ربما ستعرفونها لأول مرة. هناك تجربة عظيمة شهد لها العالم لمصر وكانت بطلتها وزارة الهجرة وهي إجلاء المصريين من الصين بعد تفشي فيروس كورونا .. ماذا عن كواليس تلك التجربة؟ بالفعل هي تجربة مشرفة للدولة المصرية، فالدولة بجميع أجهزتها تعمل في ذلك الملف على قلب رجل واحد، والتنسيق يتم يومياً على أعلى مستوى، فجميعنا شاهدنا الدور الكبير الذي تقوم به وزيرة الصحة، تحت إشراف القيادة السياسية، والمتابعة الدقيقة لرئيس مجلس الوزراء، وسفارتنا في الصين، ووزارة الطيران المدني، هذه هي الرسالة التي تتبناها الدولة المصرية الجديدة، لا أحد ينسب الفضل لنفسه، فجميعنا في وقت الأزمات نكون علي خط دفاع واحد كتفاً بكتف، وكانت رسالة أيضاً لكل مصري مقيم بالخارج، أن بلدك لن تنساك، وسوف تصل لك أسرع مما تتخيل وقت الخطر، فعملية الإجلاء تمت بنجاح وبدون أى تكلفة لأي مواطن، عكس جنسيات أخرى كان فيها المواطن عليه أن يدفع حتى يتم إجلاؤه. هل تجربة إجلاء المصريين من الصين كانت أصعب تجربة مرت بها الوزارة في ظل أزمة كورونا العالمية؟ تجربة إجلاء المصريين من الصين كانت البداية لسلسلة عمل شاق لم ينقطع حتى الآن، فتقريباً نحن الدولة الوحيدة التي تبحث عن أولادها في الخارج وتعيدهم إلى وطنهم، فجميع الدول المصابة منعت حتى أبناءها من العودة لأوطانهم. فقد تم تشكيل غرفة عمليات، وإطلاق خط ساخن للتواصل مع المصريين بالخارج ممن تواجههم مشاكل في مغادرة البلاد والعودة إلى أعمالهم في ضوء الإجراءات الاحترازية والوقائية التي قامت بها عدد من الدول للحد من انتشار فيروس كورونا . كما خصصنا بريدا إلكترونيا ورقميا للتواصل عبر الواتس آب لتلقي الاستفسارات والشكاوى بهذا الشأن، وكذلك إعداد نموذج تسجيل عبر الإنترنت لتلقي بيانات المواطنين العالقين بسبب الأزمة. ** كم بلاغا تلقته غرفة عمليات الوزارة منذ بدء أزمة كورونا ؟ تلقت غرفة العمليات ما يتخطى 9453 حالة استفسار وشكوى من خلال مختلف آليات التواصل، تمثلت في نحو 4543 رسالة عبر الواتس آب المخصص لغرفة العلميات، و4018 استفسارا وشكوى من العالقين، عبر نماذج التسجيل على جوجل، إضافة إلى 621 رسالة عبر الفيسبوك، ونحو181 بريدا إلكترونيا، و80 استفسارا وشكوى عبر الخط الساخن، كما التقت غرفة العلميات مع 10 أشخاص كان لديهم استفسارا بشأن الإجراءات المتخذة في إطار تقييد حركة المواطنين بين الدول. وتنوعت الاستفسارات بين طلب العودة للعمل، وانتهاء الإقامة، وانتهاء التأشيرات، والالتحاق بعائل، والعودة النهائية للوطن، وطلب العودة بعد انتهاء الزيارة، وأخرى حول تحاليل (PCR)، المشترطة من بعض الدول. ** ما أبرز البعثات الدبلوماسية التي تم التواصل والتنسيق معها فيما يخص أزمة كورونا ؟ تم التواصل مع السفير محمد صالح الذويخ، سفير دولة الكويتبالقاهرة؛ لتنسيق الجهود حول عودة المصريين من حاملي الإقامات المتواجدين في إجازات بمصر إلى دولة الكويت، بعد إجراء فحص "PCR"، والتأكد من عدم إصابتهم بفيروس كورونا ، كما تم التواصل مع وزير الطيران المدني لتخصيص رحلات استثنائية، وذلك من أجل إعادة المواطنين الراغبين في العودة من السعودية، بواقع 3 رحلات يوميا بخط سير القاهرة- جدة – القاهرة، وأيضا رحلة يوميا بخط سير القاهرة- المدينة – القاهرة، وأيضا بنفس الفترة تم التصديق على عدد من الرحلات للرياض والدمام والقصيم وأبها. تم التواصل مع سفير الأردن بمصر، والسفير المصري بالأردن لمتابعة قضية نحو مائتين من المصريين العالقين بمطار الأردن، واتخاذ الإجراءات اللازمة نحو حل الأزمة بالتنسيق الجانب الأردني، إتاحة الفرصة للمصريين بالخارج الراغبين في العودة لمصر لتغيير موعد العودة ليصبح قبل تنفيذ قرار الدولة المصرية بتعطيل حركة الطيران منها وإليها بدءا من ظهر يوم 19 وحتى يوم 31 مارس الجاري، التواصل مع الجهات المعنية بمصر والمغرب لعودة فريق عمل شركة السويس للحاويات. ** ما حكاية الطلاب وعدد من المصريين العالقين على الحدود مع السودان؟ جميع الدول كما تعلمون الآن، أغلقت حدودها ومنافذها، هؤلاء الطلاب المصريين بالإضافة المصريين بالسودان البالغ عددهم 1700 طالب كانوا عالقين بعد قرارات إغلاق الحدود، ونجحت الوزارة بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية المصرية والسودانية، وتعاون منظمات المجتمع المدني في نقلهم إلى القاهرة، كما أننا على مدار الساعة بيتم التواصل والتنسيق مع رموز الجاليات المصرية والجهات المعنية في عدد من الدول لحل المشكلات الإنسانية سواء المتعلقة بحالات مرضية حرجة أو أطفال أو لم شمل الأسرة. ** مؤخراً وجدنا عدداً كبيراً من الشباب المصري المقيم في كندا يتنزه في محافظة الفيوم ويزور عدداً من المستشفيات ويلتقي مصابي العمليات الإرهابية من ضباطنا وجنودنا البواسل، كل ذلك تحت رعاية وزارة الهجرة.. من هؤلاء ولماذا الآن؟ كان يزيد عددهم على 50 شاباً من أبناء الجيل الثاني والثالث المصري المقيمين في كندا، وكانوا في زيارة لمصر بناءً على طلبهم، وتأتي هذه الجولة كنتيجة لزيارتي الأخيرة لكندا في شهر يوليو 2019، والتي وافقت خلالها على طلب هؤلاء الشباب بإجراء زيارة لمصر ضمن ملتقيات الجيلين الثاني والثالث التي تنظمها وزارة الهجرة لشبابنا بالخارج. **بالمناسبة، هل تلك الملتقيات تحقق هدفها المحدد علي أرض الواقع؟ فعلاً تحقق نتائج رائعة، ولولا ذلك لما نظمنا 19 ملتقياً خلال السنوات الماضية لأبناء الجيلين الثاني والثالث من المصريين بالخارج من دول أوروبا وكنداوأمريكا، وسعادتي تكون كبيرة جداً عندما استشعر رغبة أبنائنا بالخارج في زيارة وطنهم الأم للتعرف أكثر على ما يحدث بها من تنمية على الأرض واطلاعهم على حقيقة ما يجري في مصر، فشبابنا في الخارج هم خير سفراء لمصر في دول العالم المختلفة. ** وكيف سيتم إتاحة الفرصة لجميع الشباب المصري في الخارج للمشاركة في تلك الملتقيات؟ سيتم تدشين صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لشباب الجيلين الثاني والثالث لتلقي مشاركاتهم من خلالها، كما يتم نشر"لينك" عليه خاص لتسجيل من يرغب من شبابنا في الخارج من مختلف دول العالم للمشاركة في الملتقيات المقبلة التي ستنظمها الوزارة، وسيتم الإعلان عنه قريبًا، وهناك بعض الشروط البسيطة، وهي أن يتراوح سن الشاب المتقدم للمشاركة في الملتقي بين 18و35 عاما، وصورة من جواز سفره، وصور إقامته بالخارج، ومواعيد تواجدهم بمصر، للعمل على توفيق التواريخ الأنسب للغالبية، وطبعاً إرسال البريد الإلكتروني الخاص به حتى نستطيع التواصل معه بشكل دائم ومراسلته. ** كيف كان برنامج زيارات هؤلاء الشباب في مصر تفصيلياً؟ الرحلة تضمنت زيارات ميدانية إلى مستشفى القوات المسلحة لزيارة مصابي العمليات في سيناء، وأيضًا زيارة لمستشفى الناس الخيري، بالإضافة إلى زيارة لمحافظة الفيوم، وجولة في المحميات الطبيعية وفقا للبروتوكول الثنائي بين وزارتي الهجرة والبيئة، من أجل تعريف هذه الأجيال الناشئة بما لدى بلدهم مصر من ثروات طبيعية هائلة، كما تضمن الملتقى أيضًا زيارات للمتحف المصري، ووكالة الغوري، وبانوراما حرب 6 أكتوبر، فضلًا عن جولة بالعاصمة الإدارية الجديدة لنقل صورة حية لما تم في مصر من إنجازات حقيقية على أرض الواقع. ** لاحظنا خلال هذه الزيارة تواجدك بنفسك معهم في كثير من المواقع مثل كنيسة القديس قسطنطين والقديسة هيلانة ومستشفى القوات المسلحة رغم أن إدارة المراسم بالوزارة كانت يمكنها القيام بتلك المهمة؟ الهدف من تنظيم تلك الملتقيات كما أشرت هو تنمية شعور الولاء والانتماء لهذا الوطن في قلوب أبنائه بالخارج خاصة الشباب، فعندما يأتي الشاب ويجد من يستقبله الوزيرة المسئولة عن شئونه في الخارج والمعنية بملفه، ثم تقود الوفد في بعض الجولات بنفسها، وتشرح هي أيضاً بنفسها تاريخ المكان الذي يزوره، هذا سيشعر الشاب أو الشابة بقيمته وأهميته عند دولته ووطنه بالتأكيد. ** منذ سنوات كانت تعاني الكثير من الأمهات المصريات من فقدان أحد أبنائها في سن الشباب على "مراكب الموت" أو الهجرة غير الشرعية.. كيف استطعتِ القضاء على تلك الظاهرة؟ السيد الرئيس أعلن أن عام 2016 لم تخرج من مصر مركب هجرة غير شرعية واحدة، وأطلق مبادرة "مراكب النجاة"، والحقيقة أن هنا كان هناك تكاتف وإرادة كبيرة لوزاراتي الدفاع والداخلية في القضاء علي تجار الموت ومراكبهم، واختيار الرئيس لمصطلح "مراكب النجاة" كان رائعاً، لأن هذا الوصف أعطي أملاً، كما أنه حول الشباب المهاجرين بشكل غير شرعي من جناة إلى مجني عليهم، لأنهم كان "مضحوكاً" عليهم من تجار الموت، ولا نستطيع أن نغفل دور المرأة المصرية في القضاء علي تلك الظاهرة، فالأم هي المحفز أو المانع للهجرة غير الشرعية، لذلك قمت بزيارات عديدة لمحافظاتالفيوم والبحيرة والغربية، لتوعية الأمهات من خطر الهجرة غير الشرعية على حياة أبنائهم، لذلك بالتنسيق مع المجلس القومي للمرأة نعقد لقاءات جماهيرية مع تلك الأمهات لتوعيتهم. ** هناك تطبيق أصبح متاحاً الآن على الهواتف المحمولة اسمه "كلم مصر".. ما هذا التطبيق؟ تطبيق "كلم مصر" نعمل عليه منذ فترة كبيرة، لأن المصري في الخارج يحتاج إلى وسيلة تواصل مع دولته، واستخدمنا في هذا صفحتنا على وسائل التواصل الاجتماعي، وتوفير أرقام للشكاوي، ومؤخراً أطلقنا تطبيق "كلم مصر"، دائماً نحاول أن نعدد وسائل التواصل والاتصال مع المصريين في الخارج، واخترنا كلمة "كلم مصر" لأنها تحمل معنى الارتباط والتواصل، وهذا تعويض لنقص المادة الإعلامية الموجهة للمصريين في الخارج، خدمات هذا التطبيق إتاحة خرائط لجميع سفاراتنا وقنصلياتنا في الخارج، ووضع رابط مع مصلحتي الأحوال المدنية والجوازات، ووزارة الاستثمار، وبدأنا أول خطوة بالهواتف التي تعمل بنظام "الاندرويد"، والخطوة القادمة سنحاول تفعيل ذلك التطبيق على هواتف "الآبل"، كما خصصنا قسماً للشكاوي والرد عليها. ** كثيراً ما تصرحين بأن المرأة المصرية الآن تعيش عصرها الذهبي.. لماذا؟ طبعاً المرأة المصرية تعيش أزهى عصورها، فكما ذكرت عندما تشكل الحكومة ويكون بها 8 وزيرات، ومجلس النواب المصري يكون به 90 نائبة، وأصبح لدينا محافظات، والنيابة الإدارية مليئة بوكيلات النيابة، فتلك أدلة دامغة على أن المرأة المصرية الآن أصبحت في مقدمة الصفوف الأولى للجهاز الإداري للدولة وتعيش عصرها الذهبي، وهنا أوجه الشكر والتحية لواحدة من سيدات مصر العظيمات الدكتورة مايا مرسي رئيس المجلس القومي للمرأة على المجهود الكبير الذي تقوم به من أجل نساء مصر، وآخر شيء حضرته معها دليل علي مجهودها، وهو المنتدى الاقتصادي النسائي الدولي، الذي بذلت فيه مجهوداً كبيراً من أجل استقطاب عدد كبير من سيدات الأعمال من كافة أنحاء العالم للاطلاع على الدور الكبير التي تقوم به المرأة المصرية في دعم الاقتصاد المصري، فالمسئولية ليست ملقاة فقط على عاتق المرأة التي تتبوأ مناصب رفيعة في الدولة، ولكن المرأة المصرية لديها حمل كبير جداً حتى لو كانت جالسة في البيت كربة منزل، فهي من تنمي شعور الولاء والانتماء لدى أبنائها، هذا ألمسه عن قرب لدى الأمهات المصريات في الخارج، فهن من يقمن بزراعة الوطنية داخل نفوس أبنائهن خاصة أبناء الجيل الثاني والثالث، وأحب أيضاً أن أجدد التحية لزميلتي العزيزة الوزيرة السابقة غادة والي على منصبها الدولي الجديد، فكل موقع تشغله المرأة المصرية سواء داخلياً أو خارجياً تقدم من خلاله صورة مختلفة للعالم عن المرأة المصرية بشكل خاص والمرأة العربية بشكل عام. ** " أنا المساواة بين الأجيال: إعمال حقوق المرأة".. هذا هو شعار المرأة لسنة 2020 والذي تم إطلاقه في اليوم العالمي للمرأة.. ما إستراتيجية وزارة الهجرة لتطبيق هذا الشعار في الخارج؟ طبعاً أنا منحازة لقضايا المرأة، فداخل الوزارة أغلب الطاقم المعاون لي سيدات، فمساعد الوزارة فتاة من البرنامج الرئاسي للشباب، مديرة مكتبي سيدة، المستشارة الإعلامية للوزارة سيدة، أما بالنسبة لخارج مصر نحتاج لتسليط الضوء أكثر على مجهودات ونجاحات المرأة المصرية، وبالفعل نحن لدينا نماذج مشرفة يفخر بها كل مصري سواء كان رجلا أو سيدة، فلدينا أول قاضية مصرية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولدينا السيدة ليلي بنس التي منحتها مجلة فوربس المرتبة الرابعة فيما يتعلق بالاستشارات المالية والاقتصادية، ولدينا الكابتن منى شندي في البحرية الاسترالية، لدينا "آن علي" النائبة بالبرلمان الاسترالي، صحيح قدمت مع الدكتورة مايا مرسي مؤتمر "مصر تستطيع بالتاء المربوطة" لكن أريد أن أقدم الكثير من تلك المؤتمرات حتى أستطيع أن أبرز دور كل سيدة مصرية، خاصة بناتنا في الخارج، وعلى فكرة ما وصلوا إليه لم يكن بالسهل. ** بالمناسبة، هل المرأة المصرية تكون بنفس طباعها وشخصيتها خارج مصر.. أم تتغير؟ التعميم على البشر غير مطلوب، لكن بشكل عام جميعنا عندما نسافر خارج الحدود يحدث تغير ما بشخصيتنا بحكم ظرف المكان، لكن ما أجزم به أن المرأة المصرية تستطيع أن تصفها بأنها "قوية جداً"، بمعنى أنها عندما تصر على شيء تفعله وتنجح فيه بتفوق وامتياز، متحدية ظرفي المكان والزمان، مثلاً نموذج مثل السيدة "ليلي بنس"، عندما كانت حاملاً كانت تتعرض لمضايقات كثيرة، فهناك من يقول لها: أنتِ حامل ولن تستطيعي أن تفي بمتطلبات العملاء، وأموالنا سوف تتأثر ونخسر، ومن يقول لها أنت سمراء وعربية لن تنجحي، رغم كل ذلك "ليلي بنس" تغلبت علي كل الظروف، وأصبحت شركتها من أكبر شركات الاستشارات المالية والاقتصادية في أمريكا، السيدة المصرية داخل أو خارج مصر تشترك في شيء واحد وهو الإصرار والعزيمة. ** مازال البعض يرى مجتمعنا "ذكورياً".. بنسبة كم بالمائة تجدين تلك العبارة صحيحة؟ لا نستطيع أن نقول ذلك، ونقسم المجتمع ما بين مجتمع ذكوري وآخر نسائي، لكنى أرى أن المجتمع يتغير بنسبة كبيرة، والرئيس عبدالفتاح السيسي دائما يقول: "مصر الجديدة"، هذا يعني مصر الجديدة بشعبها بجميع فئاته رجالا ونساءً، كبارا وصغارا، شيوخا وشبابا، صحيح عندنا معوقات وتحديات لكن الدولة بجميع أجهزتها تحاول عبورها بأي شكل، حتى نصل إلى مستوى خدمي أفضل على جميع المستويات. ** في تقديرك الشخصي ما الذي رفع نسب زيادة تحويلات المالية للمصريين في الخارج؟ الفضل هنا لا يعود إلى وزارة الهجرة فقط، بل يعود إلى الدولة المصرية بكافة أجهزتها، فالقرارات الاقتصادية الأخيرة رفعت من نسبة الثقة بين المواطن المصري المغترب ودولته، بالإضافة إلى الثقة في الجهاز المصرفي المصري، من جهة أخرى، وعوامل أخرى كثيرة مثل "شهادة بلادي الدولارية"، التي ربطت أبناءنا خارج مصر بالمشروعات التنموية المصرية، وبالمناسبة مؤخراً كان لدينا مجموعة من الأطباء المصريين المقيمين في الخارج يريدون إقامة مدينة طبية عالمية في مصر، والمؤتمر الأخير ل"مصر تستطيع بالاستثمار والتنمية" كان له دور بالغ التأثير على تشجيع المصريين في الخارج علي إقامة مشروعات استثمارية في وطنهم. ** والدة حضرتك والسيدة سيربولين مديرة مدرستك كان لهما دوراً كبير في تكوين شخصيتك.. كيف هذا؟ هذا حقيقي، واسمحوا لي أن ابدأ الحديث عن والدتي، فهي كان لها دور كبير وعظيم في حياتي أنا وأخي، فوالدي توفى ونحن في سن صغيرة، ووالدتي تحملت المسئولية بشكل كامل، وكانت تقوم بدور الأم والأب، وظلت متابعة لنا في دراستنا، وكان لديها إيمان بالرياضة بشكل كبير جداً، فكانت تري فيها أنها الشيء الوحيد الذي يمكن أن يخرجنا من محنتنا أنا وأخي ويهون علينا مصيبة فقدان الأب، وبالفعل أنا وأخي كنا أبطالاً رياضيين، وأعتقد أن مجهودها كلل بنجاح فابنتها الوحيدة أصبحت وزيرة، وابنها أصبح طبيباً مرموقاً في الولاياتالمتحدةالأمريكية، أما السيدة سيربولين مديرة المدرسة فكان لها دور عظيم في استكمال شكل وصورة تربيتي، فالبيت والمدرسة لا شك أنهما مكملان لبعضهما البعض، وأتذكر في مرة أن السيدة سيربولين أخذت منى "جاكيت" لونه "بيج" لأنه مخالف للون "جاكيت" المدرسة "الأزرق"، وذهبت والدتي للمدرسة حتى تأخذ "الجاكيت" لكن سيربولين رفضت تماماً، وقالت لوالدتي: "لو سمحت لا تتدخلى في قرارات المدرسة فنحن نربي البنت.. ونريد أن تعلم أن ما فعلته خطأ"، والدتي احترمت وجهة نظر مديرة المدرسة وانصرفت دون أن تناقشها. ** هل في أي يوم من الأيام شعرتِ بأي نوع من الظلم في عملك لمجرد أنك سيدة؟ لا أستطيع أن أزعم بذلك، وأي إنسان سواء كان رجلاً أو سيدة عندما يجتهد يجني ثمار مجهوده نجاح. ** الوزيرة والأم .. كيف تستطيعين الموازنة بين المهمتين؟ حالي مثل حال كل امرأة عاملة، أوزع مجهودي ووقتي بين البيت والعمل، فأبنائي وبيتي وأهلي لهم حق علي، هذا طبعاً يتطلب مجهوداً مضاعفاً لإجراء عملية الموازنة، لكن هذا هو "المجهود السعيد"، فإذا قصرت في شيء أكون في حالة قلق وغير سعيدة، وما أقوم به تقوم به موظفة البنك أو الموظفة في أي شركة أو أي امرأة عاملة بوجه عام، فاصحي مبكراً حتى أطمئن أن كل متطلبات الأبناء على ما يرام، وعندما أعود للمنزل أتابع مذاكرتهم وعيني عليهم طوال الوقت، وأحب أن أشارك في أنشطتهم، وكثيراً ما أشركهم معي في بعض قراراتي الشخصية. ** ماذا تقولين لكل امرأة لا تستطيع أن تصل إلى حلمها ولديها حالة من اليأس؟ أقول لها لا تيأسي، واجعلي اليأس دائما حافزاً لنجاحك، وهنا لا أقصد المرأة المسئولة فقط، بل أوجه كلامي لكل امرأة تتحمل المسئولية بشكل أو بآخر، وأنا عن نفسي كل يوم يوجد درس جديد أتعلمه في حياتي. ** وختاماً.. ما الكلمة التي تقولينها لسيدات مصر بشكل عام؟ يارب 2020 يكون عاماً سعيداً لكل سيدة مصرية، وأوصيهن بالمحافظة على صورتهن بشكل دائم وتربية أبنائهم بشكل يليق بتاريخ هذا الوطن حتى نخرج جيلاً مشرفاً من الأبناء. نقلاً عن مجلة "الشباب".