"صحة الجماهير واللاعبين والمدربين هي الأولوية لنا؛ ولهذا يويفا منحت الفرصة للدوريات كي تستكمل بطولاتها هذا الموسم. يويفا قامت بالتضحية الأكبر وأجلت اليورو عامًا وهو ما سيكلفنا كثيرًا" هكذا تحدث ألكسندر سيفيرين رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" بعد قرار تأجيل كأس الأمم الأوروبية على خلفية انتشار فيروس كورونا المستجد، كوفيد-19. وعقد يويفا مع الاتحادات الوطنية الأوروبية والأندية اجتماعًا أمس، الثلاثاء، عبر الفيديو قرروا فيه تأجيل بطولة كأس الأمم الأوروبية عامًا لتقام في صيف 2021 ليمنحوا الفرصة للدوريات المحلية كي تستكمل في جدول زمني أقصاه 30 يونيو المقبل إن أمكن. تتوقف الكرة في العالم أجمع وفي أوروبا تحديدًا فيما عدا الدوري التركي الذي ما زالت مبارياته تلعب. توقف الدوري الإيطالي حتى إشعار آخر مع إعلان بعض الفرق مثل يوفنتوس وسامبدوريا بوجود حالات في صفوفهم. وهو أمر مشابه للدوري الإسباني المتوقف حتى بداية شهر أبريل المقبل والذي أعلن نادي فالنسيا إصابة 35% من قوامه ب فيروس كورونا وإصابة ستة من لاعبي إسبانيول، مع حجر صحي على لاعبي ريال مدريد بعد إصابة لاعب في فريق كرة السلة بالفيروس. أما إنجلترا فالدوري الممتاز والنشاط متوقف حتى الرابع من أبريل وقد أعلن أرسنال عن إصابة مدربه ميكيل أرتيتا بالفيروس الذي أصاب لاعب تشيلسي كالوم هودسون. حتى الآن مصير الدوريات الأوروبية مجهول في الوقت الذي ستعقد فيه رابطة الدوري الإنجليزي "بريميرليج" اجتماعًا غدًا لبحث تطورات الأزمة. كل ما سبق ربما كان يمهد لتأجيل يورو 2020 التي أصبحت رسميًا يورو 2021 وهو الأمر الذي انطبق على بطولة كوباأمريكا التي رُحلت إلى صيف 2021. لكن وهل كان يملك يويفا والاتحادات خيارًا أخر غير تأجيل اليورو لمنح الدوريات قبلة الحياة؟ الإجابة ربما تكون لا لم يكن الاتحاد الأوروبي يملك خيارًا غير تأجيل بطولته ربما لسببين أساسيين: بطولة ال 12 مدينة لأول مرة في تاريخ بطولة أمم أوروبا، التي كانت ستحتفل هذا الصيف بعامها الستين، تقام البطولة في 12 مدينة أوروبية مختلفة. الأمر يعني اتساع رقعة التنقل الجماهيري بين المدن وهو أمر غير مفضل في ظل طلب بعض الدول من رعاياها عدم السفر أو فرض حظر على التنقلات للحد من تفشي الفيروس. افتتاح البطولة في صيف 2020 كان على ملعب الأولمبيكو في العاصمة الإيطالية، روما، بين إيطاليا وتركيا؛ فهل كانت إيطاليا قادرة على استضافة مباراة الافتتاح يوم 12 يونيو المقبل والبلد كلها حاليًا تحت ما يشبه حظر التنقل إلا فيما عدا الضرورة. الأمر ليس مقتصرًا على إيطاليا فقط بل كافة الدول في القارة العجوز، فحتى الآن لا يُعرف متى ستنقشع غمة الفيروس؛ فكان من الأفضل تأجيل بطولة اليورو. خسائر فادحة لا يمكن تحملها نشر موقع "ذي أتليتك" مساء أول أمس، الإثنين، تقريرًا عن طلب يويفا من الاتحادات والأندية مبلغ 275 مليون جنيه إسترليني لتأجيل البطولة ومنحهم الفرصة لإكمال دورياتهم المحلية؛ مبلغًا لا يبدو كبيرًا في مقابل الخسائر التي ستتكبدها الأندية والدوريات في حالة إلغاء الموسم. مزيد من التفاصيل هنا. حذر رئيس أتليتكو مدريد، إنريكو سيريثو، في وقت سابق من الخسائر الفادحة التي ستتكبدها الأندية في حال إلغاء الموسم. ويتوقف الدوري الإسباني لمدة أسبوعين حتى نهاية الشهر الحالي لكنه من غير المحتمل عودته قريبًا مع ظهور إصابات في أندية فالنسيا وإسبانيول. ويقدر البعض الخسائر المحتملة في إسبانيا في حال إلغاء الليجا بما يقرب من 700 مليون يورو. ولا يختلف الوضع في الدوري الألماني فبحسب تقرير فإن الخسائر المحتملة من إلغاء الجولات التسع ستكون 370 مليون يورو فقط من حقوق البث التلفزيوني. وفي إنجلترا يبدو الوضع مماثل؛ فالأندية تواجه صعوبات كبيرة فنادٍ كإيفرتون يعتمد على نصيبه من حقوق البث التلفزيوني بنسبة 71% من إجمالي دخله كما جاء في الموسم الماضي. لمزيد من المعلومات هنا. كما أكد رئيس الاتحاد الإنجليزي أن مباحثات مع حكومة بلاده جارية لدعم الأندية التي ستتعثر ماليًا. تفاصيل هنا. الأمر لا يقتصر في تلك الدوريات على حقوق البث التي ربما تستمر في حال استئناف المباريات. وهناك كذلك عائدات يوم المباريات التي ستفقدها الفرق حال عودة البطولات دون جمهور لكنها ربما تكون قربان بسيط في سبيل استئناف النشاط وعودة الحياة إلى مباريات كرة القدم.