أنور عبدربه يكتب: فضفضة على الورق ** قطع الأهلي و الزمالك شوطًا لا بأس به في طريق التأهل للدور نصف النهائي لدوري الأبطال الأفريقي، بعد فوز الأول على فريق صن داونز بطل جنوب أفريقيا 2/صفر، وفوز الثاني على الترجي بطل تونس 3/1.. ويبقى الشوط الثاني لكل منهما في ملعب المنافس حاسمًا في تحديد من سينال شرف التأهل للمربع الذهبي، وهو ما يحتاج منهما إلى التركيز والهدوء والروح القتالية العالية للحفاظ على هذا الفارق الذي حققاه في القاهرة، وحتى لا يقعا في المحظ ور، وهو الخسارة لا قدر الله بنتيجة أعلى من النتيجة التي حققها كل منهما في مباراة الذهاب. وأبدأ ب الأهلي الذي فاز بهدفين نظيفين ولم تهتز شباكه بأي هدف، فأقول إنه قادر بالتصميم وإرادة الفوز وروح الفانلة الحمراء، على أن يحافظ على هذا الفارق، ومطلوب منه فقط أن يركز ولا يبالغ في الدفاع حتى لا يحدث ما لا تحمد عقباه، ولابد أن يضع اللاعبون نصب أعينهم ما حدث الموسم الماضي هناك عندما فاز نفس هذا الفريق بخمسة أهداف نظيفة.. والمثل يقول: "لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين"، وهذا ما نتمناه للأهلي، ويا حبذا لو نجح في إحراز هدف أو أكثر في جنوب أفريقيا، وعلى رينيه فايلر المدير الفني أن يختار التشكيل المناسب للمباراة، وليته يبدأ بالتشكيل الذي انتهى به في القاهرة، بالدفع بوليد سليمان من بداية المباراة لما يتمتع به من خبرة كبيرة وقدرة على صنع الفارق، وليته يشرك أيضًا رامي ربيعة في قلب الدفاع لكونه أكثر خبرة من محمود متولي، وأن ينصح لاعبيه بتوخي الحذر والتزام الهدوء والتركيز ومحاولة امتلاك الكرة لأكثر فترة ممكنة، وكلما مر الوقت كان في مصلحتهم، لأن الفريق المضيف يحتاج لثلاثة أهداف للتأهل، ونجوم الأهلي قادرون على حرمانه من تحقيق هذا الهدف.. قولوا يا رب.
** ما يقال عن الأهلي يمكن أن يقال بشكل أو بآخر عن الزمالك الذي يدخل بدوره اختبارًا صعبًا جديدًا في إستاد رادس بتونس أمام فريق الترجي ، بعد أن كان قطع نصف الطريق في القاهرة بالفوز 3/1.. ولكن النتيجة خادعة وغير مطمئنة، فالمنافس يكفيه هدفان نظيفان للتأهل، ولهذا لابد أن يدير الفرنسي باتريس كارتيرون المباراة بهدوء واتزان وأن ينقل للاعبين هذا الهدوء حتى لا يخرج أي لاعب عن النص، لأن المتوقع في مثل هذه المباريات التي تقام في ملعب رادس؛ حيث جماهير الترجي الغفيرة، أن يكون هناك نوع من الاستفزاز للاعبي الزمالك لجرهم إلى ارتكاب أخطاء، قد تقلب الأمور لمصلحة الفريق التونسي إذا ما استسلم لاعبو الزمالك لها. المباراة بالنسبة للاعبي الترجي حياة أو موت، وأتوقع أن تبدأ بهجوم كاسح على أمل التسجيل مبكرًا، ويقيني أن لاعبي الزمالك سيأخذونها أيضًا على أنها "أكون أو لا أكون"، المهم أن يعرف كارتيرون كيف يتعامل مع المباراة في مراحلها المختلفة، وأن يختار التشكيل المناسب، بتكثيف التواجد في وسط الملعب؛ ولهذا أقترح أن يضيف لاعب خط وسط مدافعًا ثانيًا إلى جوار طارق حامد؛ لأن فرجاني ساسي لا يجيد هذا الدور وإنما هو صانع لعب، وحتى هذه الأخيرة تراجع فيها كثيرًا عما كان عليه مستواه قبل عام.. ولا مانع من استمرار الدفع بالمغربي أوناجم بدلًا من أوباما فهو على الأقل أخف في الحركة وبمقدوره أن "يلطش" كرة هدف مثلما فعل في مباراة الذهاب، وإن كنت أعيب عليه عدم التزامه بأي أدوار دفاعية، ما يزيد العبء على حازم إمام، ولا بأس من الدفع بعبدالله جمعة كجناح في شوط المباراة الثاني، مع الاحتفاظ بوجود محمد عبدالشافي كظهير أيسر صاحب خبرة طويلة وبعد أن لعب دورًا مميزًا في صناعة هدف الزمالك الثاني في مباراة القاهرة، ومن قبلها صناعة الهدف الأول في مباراة السوبر الأفريقي ضد نفس الفريق. باختصار.. المطلوب من لاعبي الأهلي و الزمالك وبوجه خاص المدافعين، الاحتفاظ برباطة الجأش وعدم التهور أو الاندفاع إلى ارتكاب أخطاء حمقاء على حافة منطقة الجزاء أو داخلها حتى لا يكلفهم ذلك الخروج.. وعلى اللاعبين أن يصموا آذانهم عن سماع صيحات الجماهير، حتى لا تهتز نفسياتهم، ومن المؤكد أن الجهاز الفني للفريقين كان حريصًا طوال الأيام الماضية على عقد جلسات مع اللاعبين لتهيئتهم نفسيًا للمباراتين وتلقينهم التعليمات الواجب الالتزام بها.. ويبقى أن أقول إنه رغم خطورة الفريق التونسي على أرضه، وكذلك خطورة صن داونز على ملعبه، فإن الزمالك و الأهلي يملكان أكثر من لاعب قادر على صنع الفارق، وأخص بالذكر: أجايي ومعلول من الأهلي وأشرف بن شرقي ومصطفى محمد من الزمالك ، ومجرد تسجيل هدف واحد قد يربك تمامًا حسابات المنافسين، ويزيد من صعوبة تعويض نتيجة مباراتي القاهرة.. بس برضه قولوا يارب. وختامًا أكرر تحذيري للأهلي و الزمالك من خطورة صن داونز و الترجي على أرضهما، وقدرة كل منهما على تسجيل أكثر من هدف وليس هدفًا واحدًا، وتاريخ الفريقين القريب شاهد على ذلك، فانتبهوا!!