أنور عبدربه يكتب: فضفضة على الورق ** سيبقى يوم الإثنين 24 فبراير2020، يومًا أسود في تاريخ الكرة المصرية، بعد أن شهد مهزلة جديدة، جعلت العالم كله يتفرج علينا، بعد مهزلة مباراة "السوبر المصري" التي كان ملعب محمد بن زايد بدولة الإمارات العربية الشقيقة شاهدًا عليها.. منتهى الاستخفاف باللوائح والقوانين والأعراف من جانب إدارة نادي الزمالك التي لوح رئيسها مرتضى منصور بالانسحاب وعدم لعب مباراة الأهلي في الدوري بحجة ضيق الوقت قبل مباراة الترجي التونسي في البطولة الإفريقية والتي ستقام بعدها بأربعة أيام .. وإزاء إصرار اتحاد الكرة على أقامة المباراة في موعدها، تفتق ذهن إدارة الزمالك عن فكرة خوض المباراة بفريق من الناشئين والشباب مواليد 1999 و2000 و2002، حتى لا يتعرض الفريق لعقوبة الانسحاب .. وانتظرنا جميعًا أن يصل فريق الزمالك "البديل" في الموعد المحدد، طالما استقر على اللعب بهذا الفريق الشاب من دون مشاركة أي لاعب من الفريق الأول، ولكن كان من الواضح أن الإعلان عن ذلك كان مجرد مناورة؛ لتنفيذ سيناريو تم إعداده سلفًا، من أجل تأجيل المباراة تمامًا بحجة الأمطار الغزيرة التي أوقفت حركة المرور في أكثر من مكان بالقاهرة الكبرى، حتى ولو اضطر الأمر إلى اللجوء لعمل محضر إثبات حالة!! وبعد أن كان أوتوبيس اللاعبين يواصل طريقه بسرعة السلحفاة صوب إستاد القاهرة الدولي، إذا به فجأة يعود أدراجه إلى نادي الزمالك، برغم أن اتحاد الكرة وافق على تأجيل المباراة لمدة ساعة كاملة حتى يعطي الفرصة لوصول الأوتوبيس .. ولكن بدا أن النية كانت مبيتة للوصول إلى هذه النتيجة ، وإلا لماذا لم يخرج الأوتوبيس مبكرًا من النادي طالما كان معلومًا أن اليوم هو الإثنين ويعتبر أول أيام الأسبوع، ناهيك عن كونه يومًا ممطرًا، ومعروف أن القاهرة في مثل هذه الحالات تغرق في "شبرميه"، فما بالنا وهناك أمطار متواصلة بلا توقف؟! المهم .. كانت النتيجة الحتمية في نهاية المطاف أن أعلن حكم المباراة الليتواني إنهاءها معلنًا انسحاب الزمالك ، ويبقى السؤال المهم: ما الذي ينتويه اتحاد الكرة؟ وهل سيطبق اللوائح التي تقضي باعتبار الزمالك مهزومًا صفر/2، مع خصم 6 نقاط من رصيده، وتغريمه بمائتي ألف جنيه، أم أن الأمور ستأخذ شكلًا آخر؟! ولأن القرارات المنتظرة ستصدر بعد كتابة هذه السطور ومثول المجلة للطبع، فإنه لا يسعني سوى أن أتمنى أن تكون هذه القرارات رادعة لمنع أي تجاوز لأي فريق مستقبًلا، ومن أجل محاولة الحفاظ على سمعة الكرة المصرية التي وصلت بالفعل إلى الحضيض؛ بسبب تقاعس اتحاد الكرة عن تطبيق اللوائح، ولدرجة أصبحت فيها المنظومة الكروية كلها "وصمة عار" في جبين الوطن. ** ولأن هذه القمة التي لم تر النور، سبقها منذ أيام قليلة قمة أخرى في بطولة أخرى هي السوبر المحلي، كان لابد من رصد بعض الملاحظات بشأنها كنوع من التسجيل على أدنى تقدير.. المعروف أن السوبر المحلي الذي أقيم بدولة الإمارات العربية الشقيقة بين فريقي الأهلي والزمالك انتهى بالتعادل السلبي واحتكم الفريقان لركلات الجزاء الترجيحية، وفاز الزمالك 4/3، وحصد الفريق الأبيض ثاني كأس له خلال 6 أيام بعد أن توّج بكأس السوبر الإفريقي بالفوز على الترجي التونسي دوري الأبطال الإفريقي.. اختلف سيناريو المباراة فيما بين شوطيها، فالأول تسيده الفارس الأحمر بصورة شبه كاملة.. استحواذًا ولعبًا، وأضاع لاعبوه أكثر من فرصة للتسجيل كان من الممكن أن تحسم اللقاء مبكرًا، بينما تحولت الدفة لمصلحة الزمالك في شوط المباراة الثاني، بعد أن لملم أوراقه وأحكم الربط بين خطوطه الثلاثة، وهو ما لم يكن يفعله في شوط المباراة الأول الذي لعبه الأهلي بأسلوبه المعتاد الذي يعتمد على جماعية الأداء وتقارب الخطوط وتنوع التمريرات، فكان هو الأفضل من جميع الوجوه، ودانت له السيطرة والاستحواذ، بينما لجأ الزمالك أكثر في هذا الشوط إلى اللعب الفردي وعنترية الأداء، فتفككت خطوطه وفقد السيطرة على منطقة المناورات في منتصف الملعب والتي امتلكها الأهلي تمامًا بفضل نجمه الأول مجدي قفشة.. واختلف الحال في شوطها الثاني؛ فأصبح لاعبو الزمالك هم الأكثر جماعية وتقاربت خطوطهم وامتلكوا وسط الملعب.. ولجأ لاعبو الأهلي إلى الكرات الطويلة العالية في منطقة جزاء الزمالك، ولم يهدد مرمى أبوجبل في هذا الشوط إلا نادرًا، وربما بكرة واحدة أضاعها كهربا الذي شغل نفسه أكثر بالحوارات الجانبية مع زملائه السابقين وبوجه خاص طارق حامد وحازم إمام. - أرقام المباراة تقول إن نسبة الاستحواذ الإجمالية في شوطي المباراة كانت 51% إلى 49%، ما يعني أن المباراة في مجملها كانت متكافئة بين الطرفين، وإن كان التفوق ذهب للأهلي في الشوط الأول، بينما كان من نصيب الزمالك في الشوط الثاني.. وهذا يجعلني أقول إن أي فريق من الاثنين لو سجل هدفًا وخرج به فائزًا بالمباراة، لكان يستحقه تمامًا. - للمباراة الثانية على التوالي ينجح الفرنسي كارتيرون في الحصول على ما يريده من المباراة، صحيح أنه "ضرب لخمة" في الشوط الأول، إلا إنه استطاع في الشوط الثاني أن يعيد التوازن لفريقه فتحسن أداء معظم اللاعبين.. بينما فاجأ السويسري فايلر الجمهور الأهلاوي وخبراء التحليل الفني بتشكيل البداية وأيضًا بتغييراته غير المتوازنة، وبوجه خاص عندما أخرج اللاعب قفشة أفضل من كان في الملعب، إلى جانب إشراكه كهربا الذي لم يكن في حالته الطبيعية بسبب ظروف انتقاله من الزمالك للأهلي، واحتمال تأثير الجماهير على أدائه في الملعب، وتعرضه لضغوط إضافية وهو ما حدث فعلاً، فتفرغ للمناوشات بينه وبين زملائه القدامى، وكان ما حدث بعد المباراة بمثابة "وصمة عار" أخرى للكرة المصرية ولا داعي للحديث عنه مجددًا!!. وختامًا أسجل رفضي الكامل للعقوبات الهزيلة التي حصل عليها المخطئون بعد هذه المباراة وبوجه خاص شيكابالا الذي قام بحركة يعاقب عليها القانون؛ لأنها بمثابة فعل فاضح في الطريق العام!!.