- نستعد لتنظيم الانتخابات التشريعية قريبا - وعي الأفارقة هو الحل الوحيد لدحر الإرهاب من جذوره العلاقة بين «مصر وتشاد» ممتدة وطويلة، باعتبارها دولة مهمة للأمن القومى المصرى، فمع انفتاح مصر على القارة الإفريقية وحرصها على مواصلة تعزيز علاقاتها بدول القارة فى كل المجالات، وتكثيف التواصل والتنسيق مع أشقائها الأفارقة، وتدعيم التعاون القارى على كل الأصعدة، خصوصا على الصعيدين الاقتصادى والتجارى، كان لنا هذا الحوار مع الفريق محمد أبالى صلاح، وزير الدفاع الوطنى والأمن العام التشادى، الذى أشاد بدور مصر الرائد فى القارة الإفريقية والمنطقة العربية. حدثنا عن المشهد السياسى بشكل عام فى دولتكم والأوضاع المحلية فى العاصمة إنجمينا؟ المشهد السياسى التشادى مفعم بالحيوية حالياً من خلال المناقشات المتعلقة بالانتخابات التشريعية المقبلة، حيث تستعد البلاد لتنظيم الانتخابات التشريعية قريبًا، تتمتع إنجامينا مثل مدن أخرى فى تشاد بالهدوء الذى لا مثيل له. كيف تواجهون الفكر المتطرف؟ شاركت تشاد فى الكفاح ضد التطرف العنيف لفترة طويلة، وتوجد لدينا آليات قانونية لمعاقبة أى شكل من أشكال التطرف. والمشكلة الحقيقية للإرهاب تتمثل فى القضايا الفكرية فى بواطن الصراع هى أكثر ما يحتاجه الأفارقة، مشكلتنا مع بوكو حرام على وجه التحديد، أنها ركزت طاقتها فى قلب إفريقيا، وحاولوا جعلها جرثومة ينتقل منها الفكر إلى باقى الدول المجاورة، لذا نعقد العديد من الندوات واللقاءات الجماهيرية التى تتم ميدانيا، لنوضح لهم أن تلك التفاسير التى يعتمدون عليها فى التحريض على العنف والقتل واستباحة الدماء خاطئة. لماذا أغلقتم الحدود مع الدول المجاورة؟ لم نغلق حدودنا مع جميع الدول المجاورة، بل تم إغلاق الحدود داخليا مع بعض المقاطعات تحت حالة الطوارئ من أجل تحسين السيطرة على الوضع داخل هذه المقاطعات المعنية، إذا كنت تشير إلى الحدود مع ليبيا، دعنى أخبرك أنه منذ سقوط القذافى، عانت ليبيا انعدام الأمن المتزايد الذى كان له تأثير سلبى على السلام فى تشاد، نظرًا لأن ليبيا أصبحت لا يمكن السيطرة عليها، فإن مختلف الفرق الإرهابية تستفيد من هذا لإثارة المتاعب على طول الحدود. كيف تبدو مصر لدى الشعب التشادى؟ مصر دولة شقيقة من حيث علاقاتنا الجغرافية والتاريخية، ولدينا جالية تشادية قوية جدا هنا فى مصر لأسباب مختلفة، يعتبر التشاديون أن مصر دولة إفريقية شقيقة كبرى. دور مصر وقيادتها لإفريقيا بدأ منذ تولى الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وهى الآن تعود للقيادة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الاتحاد الإفريقى الذى قام بزيارة عدة دول إفريقية، وكان أول من بادر بإطلاق حملة لمعالجة مليون إفريقى من الأمراض بقوافل وأمصال مصرية. وزير الدفاع التشادي مع الزميل محمد الطماوي محرر الأهرام العربي وماذا عن العلاقات المصرية - التشادية؟ تتطلع بلادنا لتطوير العلاقات الثنائية مع مصر على مختلف الأصعدة، لا سيما فى مجالات التبادل التجارى والدعم الفنى والتنسيق الأمنى والعسكرى المشترك، كما أن الأزهر الشريف له دور كبير فى تعزيز الروابط الثقافية بين البلدين، من خلال نشر تعاليم الإسلام السمحة ومواجهة الأفكار المتطرفة. وهنا أشيد بدور مصر فى المساهمة فى تحقيق التنمية والنمو الاقتصادى للدول الإفريقية، من خلال تنظيم واستضافة العديد من المحافل الاقتصادية القارية المتميزة، التى من شأنها أن تعزز من فرص جذب الاستثمارات الخارجية إلى القارة. ماذا عن تفاصيل لقائكم بوزير الداخلية المصرى والهيئة العربية للتصنيع؟ لقائى مع أخى اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، تمتع بمناقشات مفيدة للغاية، لاسيما فى مجال الأمن، تشاد ومصر دولتان تشتركان فى مكافحة الإرهاب، وقررنا أن نبنى على علاقاتنا حتى نكون أكثر فاعلية فى مواجهة التهديد الإرهابى الذى يعوق كل فرص التنمية والنمو الاقتصادى. لقد أكدنا على تبادل الخبرات وتدريب المديرين التشاديين هنا فى مصر، والذى أكد لى أخى اللواء محمود توفيق، أنه ستتم مضاعفة الحصة التشادية فى المستقبل، وقدمت الشكر للسلطات المصرية حكومة وشعباً على الاهتمام الذى يلقاه المواطنون التشاديون الذين يتلقون علاجًا أفضل فى كل الأوقات. ومع المسئولين فى الهيئة العربية للتصنيع، ركزت المناقشات على القضايا الأمنية المختلفة، فالهيئة العربية للتصنيع باتت اليوم مركزا مهما فى المنطقة الفرعية للمعدات العسكرية، نظرًا لأنها منظمة مقرها فى إفريقيا، خصوصا بالقرب منا، ومن الضرورى تقوية العلاقات مع هذه الهيئة، التى تعد فخر للقارة بأكملها. ماذا عن آخر التطورات فى ملف مكافحة الإرهاب فى تشاد؟ السؤال حول الإرهاب هو اليوم سؤال موضعى على كوكب الأرض بأسره، وأكرر أن تشاد التى تعيش هذا التهديد يوميًا، تضاعف من يقظتها ضد هذا العدو الذى لا ينام، حيث تواجه تشاد اليوم فرع داعش، وهو بوكو حرام، لقد أصبحت هذه الشرذمة اليوم ضعيفة، بفضل تصميم البلدان المتاخمة لحوض بحيرة تشاد لمدة خمس سنوات، فقد تضافرت جهود تشاد ونيجيريا والنيجر والكاميرون وبنين حول منصة تسمى القوة المشتركة متعددة الجنسيات، التى يقع مقرها الرئيسى فى نجامينا التى منذ إنشائها شهدت نتائج ذات أهمية كبرى. هل ترى أن الحالة الأمنية داخل تشاد تسمح بالفرص الاستثمارية؟ تشاد اليوم من الدول التى تتمتع بالاستقرار، هذا الاستقرار الذى يتم بناؤه يوما بعد يوم بفضل رؤية رئيس الجمهورية ورئيس الدولة ورئيس الحكومة إدريس ديبي، قد سمح للبلاد بالانفتاح على العالم، قم اليوم بجولة فى تشاد، وسوف تتأكد أن الاستقرار فى تشاد هو واقع لا يتطلب أى تفسير فى الواقع، منذ ما يقرب من عشر سنوات، جاء المستثمرون من كل مكان ليس فقط لزيارة تشاد، لكن أيضا للقيام باستثمارات كبيرة. وزير الدفاع التشادي من وجهة نظرك.. ما أخطر التهديدات التى تواجه قارة إفريقيا وكيف يتم التصدى لها؟ التهديد الذى تواجهه إفريقيا هو الإرهاب والفقر، الحل الوحيد هو وعى الأفارقة بتجميع جهودهم للتغلب على هذا الشر بصورة عاجلة، فالإرهاب يعد أحد التهديدات الرئيسية للسلام والاستقرار وجهود التنمية، وهو ما يتطلب إجراءات قوية وجماعية للتصدى لكل المنظمات الإرهابية، ومحاسبة كل من يوفر لها الدعم والملاذ الآمن. كما أن المشكلات الأمنية التى تشهدها البلدان الإفريقية، التى تحول دون تحقيق الأمن والاستقرار الضروريين لأى تقدم ونمو، لم تكن وحدها من التحديات والعراقيل التى تواجه دبلوماسيتنا بشقيها فى إفريقيا، وتظل أهم تلك المشكلات هى غياب مفهوم الدولة الوطنية، وروح التضامن مما يغذى الصراع والنزاع بين الفصائل والعشائر القبلية، فينتج عن ذلك، تنازع الفرقاء، مما يؤجج الروح العدائية لدى المواطنين، فالمواطنة لم تجد طريقها للعديد من الدول الإفريقية، كل هذا كان عائقا أمام دبلوماسيتنا الموازية فى تحقيق الأهداف المرجوة، وعلى رأسها تحقيق التنمية فى البلدان الإفريقية.