قال المستشار محمد عبد السلام، أمين عام اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، إن وثيقة الأخوة الإنسانية كانت بمثابةِ صرخةٍ إنسانيَّةٍ مُدوِّيةٍ في وجهِ المُتاجِرين بآلامِ المُضطهَدِين والمهجَّرينَ واللاجئينَ والمُستضعَفين، مَفادُها أن أوقِفُوا نشرَ الكراهيةِ التي تقتلُ الأبرياء، والحقدِ الذي يغتالُ إنسانيَّتَهم، مؤكدا أن الوثيقةُ قد مرت بطريقٍ شاقٍّ وطويل لخروجها إلى أرض الواقع، بَدَأ بعلاقةٍ أخويَّةٍ بين الرمزَيْنِ الدينيَّيْنِ الأهمَّيْنِ في العالمِ، الإمام الأكبر شيخ الأزهرِ الشريف، والبابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثولوكية، ليُجسِّدَا هذه العلاقةَ في هذه الوثيقةِ، ثم في تَعاوُنِهما المستمرِّ من خِلالِ دَعمِهما المشتَركِ للَّجنةِ العُليا للأُخُوَّةِ الإنسانيَّةِ، التي تأسَّست لتطبيقِ مبادئِ الوثيقةِ على أرضِ الواقع، موجها الشكر لدولة الإمارات وقائدها سمو الشيخ محمد بن زايد، راعي وثيقة الأخوة الإنسانية منذ أن كانت فكر، ودعمه غير المحدود للجنة العليا للأخوة الإنسانية وتذليل كافة المصاعب لتؤدي دورها في دعم مبادرات في مجال الإخاء الإنساني. من جانبه، قال برثلماوس الأول، بطريرك القسطنطينية المسكوني ورئيس أساقفتها، أنه في وقتنا هذا تتمثل مصداقية الأديان في ميلها الحقيقي نحو تحقيق السلام عبر الحوار بين الحضارات بهدف تحقيق الأخوة الإنسانية بمعناها الحقيقي، مضيفا أن الهدف الاساسي الذي تسعى الأديان لتحقيقه هو تعزيز السلام ورفض العنف والكراهية، مؤكدا أن الأديان لا يمكن أن تحل محل السياسة، لكن بإمكانها أن تسهم بكل قوة في تعزيز الحلول التي تساعد على نشر التسامح، مشددا على أن السلام في العالم لا يمكن أن يتحقق بدون السلام بين الأديان، ولن يتحقق السلام بين الأديان بدون وجود حوار حقيقي، مشيدا بدوراللجنة العليا للأخوة الإنسانية في دعم المبادرات الإنسانية في كافة المجالات، خاصة في العمل على التقريب بين أتباع الديانات المختلفة بهدف الوصول لمجتمع آمن. من جانبه، قال المونسينيور يوأنس لحظي جيد، السكرتير الخاص بالبابا فرانسيس، إنه في ظل ما يعانيه العالم اليوم، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، من أزمات كبيرة تحاصر الجميع وتدفع البعض للتطرف أو الإحباط، إلا أن الله يرسل في كل حقبة أشخاصا مؤمنين بأنه لا يأس مع الحياة، يسيرون عكس التيار، ويحاولون بكل بسالة أن يغيروا الأمور للأفضل، هؤلاء الأشخاص يحولون إيمانهم بالله إلى نور للأخوة، وقد من الله علينا بشخصين - الإمام الأكبر والبابا فرنسيس - تقابلا فوجد كل منهما في الآخر صديقا وأخا، فقدما للبشرية خارطة طريق، وثيقة الأخوة الإنسانية، مشيرا أن الأخوة الإنسانية، كخارطة طريق تقتضي أنه لا يمكن للمرء أن يحب الله دون احترام مخلوقاته وإخوته من الديانات الأخرى، مؤكدا على أن النداء الذي وجهه فضيلة الإمام الأكبر وقداسة البابا، هو نداء لكل المؤممنين بالأديان للحوار والتقارب، وفي الواقع تلك الوثيقة نفسها هي نتاج تعاون مشترك وثمرة لأخوية صادقة بين رجلين تشاركا معا الأفراح والأحزان ومشاكل العالم المعاصر، وأدركا أهمية تقديم نموذج صالح للعالم، فقررا معا كتابة هذا الإعلان المشترك، للتأكيد على أن التنوع مشيئة إلهية، وهكذا ولدت وثيقة الأخوة الإنسانية كدليل على تحقيق مستقبل مشرق لجميع البشر. اعضاء اللجنة العليا للأخوة الانسانية اعضاء اللجنة العليا للأخوة الانسانية جانب اللقاء جانب اللقاء جانب اللقاء جانب اللقاء