لا تتوانى قناة "بي بي سي" البريطانية، عن بث سمومها في كل حدث كبير أو صغير يخص مصر، من أجل إشاعة الفوضى، ووقف عجلة التطور السريعة التي تقلق بريطانيا التي لا تزال تنظر للمنطقة بعين المستعمر. أجهزة الدولة المعنية تبذل جهودها طوال الوقت؛ لفضح مخططات القناة، وتفنيد أكاذيبها، بل وأحيانًا إرسال مذكرات تفصيلية للرد على إدارة القناة التي تدعي المهنية. وتعتبر مذكرة المجلس الأعلى للإعلام التي أرسلها الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، لرئيس هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" ديفيد كليمنت أواخر العام الماضي إحدى أبرز ردود الفعل، خاصة أن المذكرة ذكرت بشكل تفصيلي وقائع محددة ارتكبت فيها "بي بي سي" أخطاء جسيمة. وقال المجلس في مذكرته: "يلاحظ المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام من خلال لجانه المتخصصة تكرارًا لأخطاء مهنية جسيمة وبشكل نمطي، وذلك فيما يتعلق بتغطية الشأن المصري، وهذه الأخطاء تخرج تمامًا من الإطار الذي يمكن تجاوزه بسبب طبيعة العمل الإعلامي، وتصب في إطار ممنهج يعبر بوضوح عن معاداة الدولة المصرية، كما أن نمطية الأخطاء وتكرارها وتزايدها تعزز بشكل واضح فرضية أن القائمين على تغطية الشأن المصري لديهم نوع من الحرص على تجاهل القاعدة المهنية والمعايير الإعلامية التي تسير عليها هيئتكم". وأضاف "أن الأخطاء المتكررة والنمطية تشوب السياسة التحريرية للبرامج التي تتعلق بمصر، سواء فيما يخص قواعد اختيار الموضوعات للبرامج وعناوينها أو معايير استضافة الشخصيات أو نمط الأسئلة، وما تحمله من توجيه واضح، ثم المنهج الذي تسير عليه البرامج ذات الرأي الواحد، الذي يتجاهل معايير التوازن في الرأي والحجة والمنطق؛ ليسفر الأمر في النهاية عن برامج توجه اتهامات بلا أدلة تطلقها شخصيات غير مؤهلة تنفرد غالبًا بمساحة الوقت بناء على أسئلة تتم صياغتها بشكل موجه ومرتب لتأتي بنتائج محددة تخالف الواقع وتضلل المشاهد". وكشفت المذكرة بالدلائل أن ما تقوم به القناة ليس مجرد أخطاء، وإنما يأتي وفق خطة منظمة تم بناؤها وفقًا للمصالح البريطانية وأهدافها الخبيثة نحو منطقة الشرق الأوسط ومصر على وجه الخصوص. وعددت المذكرة العديد من الأمثلة على أخطاء "بي بي سي" ومن أبرزها واقعة الفتاة "زبيدة" التي ادعت القناة اختفاءها قسريًا، ثم ظهرت بنفسها لتنفي الواقعة تمامًا وتكذب القناة، كما أشارت المذكرة لدور القناة الخبيث في الترويج للمظاهرات التي دعا إليها أحد إعلاميي جماعة الإخوان بالخارج. الحقيقة أن نوايا بريطانيا الخبيثة تجاه مصر، فضحتها تصرفات كثيرة، آخرها كان تعاونها مع الإخواني عزمى بشارة، عضو الكنيسيت الإسرائيلي السابق، مستشار أمير قطر، أحد أكبر الداعمين لجماعة الإخوان الإرهابية، ومؤسس المنصات الإعلامية لهم، وأبرزها قناة الشرق التي يترأسها الهارب أيمن نور؛ كي يقوم بتمويل القسم العربي من "بي بي سي" الذي يتم الإنفاق عليه بسخاء شديد. المتتبع لتاريخ التعاون بين جماعة الإخوان الإرهابية وقوى الاستعمار الأجنبية، لا يستغرب أبدًا حالة الانحياز الكبيرة لشبكة "بي بي سي" لأهداف الجماعة الإرهابية ومخططاتها، فهناك العديد من الشواهد والأدلة التاريخية منذ نشأة الجماعة على التعاون مع بريطانيا التى دعمت الجماعات الراديكالية، وعلى رأسها جماعة الإخوان التى حظيت بكل أشكال الدعم البريطانى، وهو ما ذكره حسن البنا نفسه فى مذكراته؛ حيث اعترف بتلقي دعم مالي من الحكومة البريطانية. مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام