حقائق مهمة أعلنتها الدكتورة سفيتلانا أكسيلرود، مديرة إدارة شراكات الأمراض غير السارية في المقر الرئيسي ل منظمة الصحة العالمية في جنيف حول القضايا الصحية المهمة التي تهدد العالم؛ حيث أكدت أن الأمراض الأكثر فتكاً في عصرنا – هي أمراض القلب والرئتين، والسكتة الدماغية، و السرطان ، و السكر ، وحالات الصحة النفسية – وعوامل الخطر الرئيسية المسببة لها، هي: تعاطي التبغ، الكحول على نحو ضار، واتباع أنظمة غذائية غير صحية ، والخمول البدني، وتلوث الهواء. وأضافت: تتسبب هذه الأمراض غير السارية في وفاة 41 مليون شخص كل عام، أيْ ما يعادل 71% من جميع الوفيات على مستوى العالم. وفي العام المنصرف توفي أكثر من 15 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 30 و70 عاماً بسبب الأمراض غير السارية، وما يقرب من 800 ألف منتحراً حول العالم. وترى سفيتلانا، أن ذلك يمثل تحديا صحيا عالميا يؤثر في الصحة والعافية والتنمية المستدامة لسكان إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط على اختلاف أعمارهم، لا سيَّما في البلدان المتضررة من النزاع، التي يتعرض فيها الناس لمستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي ونقص التغذية ونقص المغذيات الزهيدة المقدار. ويعاني في هذا الإقليم نحو 20.2 مليون طفل دون سن الخامسة من التقزُّم بسبب سوء التغذية، في حين أن نصف النساء البالغات (50.1%)، وأكثر من اثنين من كل خمسة رجال (43.8%)، وأكثر من 15% من الأطفال، وأكثر من نصف المراهقين يعانون زيادة الوزن أو السمنة، مشيرة إلى أن هذه الأمراض تقصف العمر، ويُعدّ اتباع نظام غذائي غير صحي أحد العوامل الرئيسية التي تسهم في هذا العبء. وتقول مديرة إدارة شراكات الأمراض غير السارية ل منظمة الصحة العالمية، إن إحدى الضرورات الإنمائية الملحة التي طال انتظارها، تتمثل في تيسير التعهدات المتكررة من جانب رؤساء الدول والحكومات في الاجتماعات المتعاقبة الرفيعة المستوى التي تعقدها الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الأمراض غير السارية، لتولي زمام المبادرة في التصدّي للأمراض غير السارية، والتعجيل ببلوغ الغاية الرابعة من غايات الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة. وتضيف: من أجل توجيه دفّة العمل التعاوني صَوب الحدّ من هذه الخسائر البشرية، فإن إدارة المنصات العالمية لمكافحة الأمراض غير السارية –وهي إدارة جديدة ب منظمة الصحة العالمية تجمع بين مَواطن القوة المعروفة لكلٍّ من آلية التنسيق العالمية المعنية بالأمراض غير السارية وفرقة عمل الأممالمتحدة المشتركة بين الوكالات المعنية بالأمراض غير السارية– تعمل بالتعاون مع عدد متزايد ومتنوع من الشركاء من شتى أنحاء منظومة معقدة، على توجيه الإرادة السياسية والمعارف وأفضل الممارسات والموارد والحراك الاجتماعي لتحويل هذه التعهدات إلى أفعال. كما أن تحقيق هذه التعهدات سيخطو بنا خطوة أخرى نحو بلوغ الغايات المليارية الثلاثة المُحدَّدة في برنامج العمل العام الثالث عشر ل منظمة الصحة العالمية، ألا وهي: استفادة مليار شخص آخر من التغطية الصحية الشاملة، وحماية مليار شخص آخر من الطوارئ الصحية على نحو أفضل، وتمتع مليار شخص آخر بمزيد من الصحة والعافية. وعلى الرغم من أن الجهود التعاونية التي يبذلها شتى أصحاب المصلحة تسفر عن بوادر مُبشِّرة بالنَّجاح، فإن وتيرة التقدُّم بطيئة، ولا تزال توجد فجوات. ومن الحقائق الصارخة أن الإجراءات اللازمة لتقليل الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير السارية بمقدار الثلث من خلال الوقاية والعلاج وللنهوض بالصحة النفسية والعافية بحلول عام 2030 (الغاية 3-4 من أهداف التنمية المستدامة) تتطلب بذل جهود إضافية وحثيثة من جانب شتى الحكومات والمجتمعات، ولتوجيه الدفَّة نحو هذا النجاح. وأشارت سفيتلانا إلي أن المنظمة وضعت خريطة طريق طموحة في الاجتماع العالمي الذي عُقِدَ في أوروغواي في عام 2017، دعت الدولَ الأعضاء ووكالات الأممالمتحدة والجهات الفاعلة من غير الدول إلى الاجتماع للتعجيل بتنفيذ الاستجابات الوطنية الرامية إلى التصدّي للأمراض غير السارية وحالات الصحة النفسية بهدف الحدّ من الوفيات المبكرة وزيادة التدخلات الرامية إلى بلوغ الغاية 3-4 من أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030. وقد أظهرت دراسة أجرتها فرقة عمل الأممالمتحدة المشتركة بين الوكالات بشأن 11 حالة استثمارية أن الأمراض غير السارية، كبَّدت بعض الاقتصادات تكلفة بلغت 4.4% من إجمالي الناتج المحلي كل عام، وإذ تدرك المنظمة أنه لا غنى لنا عن التآزر والتكاتف لنتمكن من مساعدة الدول الأعضاء على إنقاذ الأرواح وتخفيف العبء الاقتصادي الذي تنوء به أنظمتها الصحية، أقامت المنظمة شراكات وعلاقات تعاون جديدة، مما يُكسِب علاقات الشراكة والتعاون القائمة رؤى جديدة ويؤدي إلى استنباط حلول مبتكرة من أجل التعاون الهادف. وسعياً إلى ترك أثر في كل بلد، تواصَلنا مع منظمات مثل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) وشركة جوجل، ووسّعنا نطاق تعاوننا معها، وتتجلى الفرص العديدة التي تتيحها الشراكات المجدية في الترويج لأنماط الحياة الصحية من خلال كرة القدم، وضمان توفير بيئات خالية من التبغ في مباريات وفعاليات كرة القدم، إلى جانب تمكين منظمة الصحة العالمية من تقديم المشورة التقنية إلى الفيفا بشأن الأمور الصحية. وتضيف: نعمل الآن على إمداد مزيد من الأشخاص بتوصيات عن النشاط البدني من خلال تطبيق Google Fit، مما يعزز جهودنا المتعلقة باستخدام التكنولوجيا الرقمية في مجال الصحة، إضافةً إلى تشجيع الابتكار والمعلومات المسنَدة بالبيِّنات من خلال شعبة العلوم الجديدة التي تعمل على دعم ومضاعفة قدرة المنصات الرقمية ل منظمة الصحة العالمية، بعد الاعتراف مؤخراً بأهمية بوابة العمل المعرفي – وهي منصة جماعية لتوفير المعلومات وتحقيق التفاعل واستلهام الأفكار بشأن الأمراض غير السارية. وقالت الدكتورة سمية سواميناثان ب منظمة الصحة العالمية: "تحدث حالياً ثورة في مجال الرعاية الصحية، إذ تشهد التكنولوجيات الرقمية وتطبيقاتها على النظم الصحية والصحة العامة توسعاً سريعاً لتصبح أدوات حيوية تساعد علي أداء رسالتها المتمثلة في تعزيز الصحة والحفاظ على سلامة العالم وخدمة الضعفاء". وتعد بوابة العمل المعرفي الخاصة بالمنظمة خير مثال على الكيفية التي يمكن أن نسخر بها قوى التكنولوجيات الرقمية لننهض معاً ببرنامج عمل معقد تشارك فيه جهات متعددة، أيْ للوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها، وتُتيح بوابة العمل المعرفي فرصًا جديدة لتحفيز الحلول التعاونية التي تساعد دولنا الأعضاء، لا سيَّما البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، على تحويل الالتزامات العالمية إلى واقع وأثر ملموس على الصعيد المحلي. وتسلط هذه البوابةُ الضوءَ على التوجيهات التقنية ل منظمة الصحة العالمية وأفضل الممارسات المسنَدة بالبيّنات التي يتبعها شركاؤنا، وتربط وتُشرِك شتى الأطراف المعنية بالتطبيق العملي للمعارف، وتعرض الأولويات البحثية والدعوية الخاصة بالأمراض غير السارية، مما يساعد متخذي القرارات والمهنيين الصحيين والشركاء والأفراد في جهودنا المشتركة التي تهدف إلى ضمان عدم تخلف أحد عن الركب". وتضيف سفيتلانا: شرعنا في مسيرة لتعزيز صحة السكان والنهوض بالتغطية الصحية الشاملة، وذلك من خلال العمل على مستويات المنظمة الثلاثة جميعها وتقديم الدعم إلى جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 194 دولة. ولأننا أوشكنا أن نودع عام 2019 ونستقبل عام 2020 بحفاوة، فإننا نسير بالفعل بأقصى سرعة استعداداً لتحقيق مزيد من التزامات الغايات المليارية الثلاثة في العقد الجديد. وسوف تواصل المنظمة دعم النهوض الشاملة تحقيقاً للهدف الأساسي والضروري المتمثل في إحداث تغييرات على المستوى القُطري. وختما تؤكد مديرة إدارة شراكات الأمراض غير السارية ب منظمة الصحة العالمية أنه، لكي نُكيِّف عملنا بما يتلاءم مع احتياجات البلدان ويُلبِّيها، لا بد لنا من تقييم العمل التعاوني وتوجيه دفته بفعالية بالاشتراك بين الدول الأعضاء، ووكالات الأممالمتحدة، والأطراف الفاعلة من غير الدول، لضمان تبادُل المعارف، ومشاركة أفضل الممارسات والمهارات، وعرض التجارب الناجحة، مما يُمكِّن البلدان في نهاية المطاف من توسيع نطاق أعمال مكافحة الأمراض غير السارية لتحقيق الغاية 3-4 من أهداف التنمية المستدامة في الإقليم وفي العالم أجمع. الدكتورة سفيتلانا أكسيلرود، مديرة إدارة شراكات الأمراض غير السارية