ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، صباح اليوم الخميس، كلمة خلال أعمال الجلسة العامة الأولى لفعاليات اليوم الثاني بمنتدى (إفريقيا- روسيا)، أكد خلالها، أن التعاون الإفريقي الروسي قطع أشواطا طويلة منذ منتصف القرن الماضي، الذي شهد تضامن روسيا مع الدول الإفريقية في كفاحها ضد الاستعمار وإسهاما ماديا ولوجيستيا ومعنويا دعما لحركات التحرر الإفريقي علي امتداد القارة. وفيما يلي نص الكلمة: فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية، أصحاب الجلالة والفخامة والمعالي، رؤساء الدول والحكومات الإفريقية، موسي فقيه محمد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، أود في البداية أن أعرب عن الامتنان والتقدير للرئيس فلاديمير بوتين ولشعب روسيا الاتحادية الصديق ولمدينة سوتشي الرائعة على حفاوة الضيافة وحسن التنظيم الذي لمسته جميع الوفود الإفريقية منذ وصولها إلى روسيا. كما أتوجه بالشكر لجميع الجهات المنظمة على الإعداد المتميز وما بذل من جهد لإطلاق النسخة الأولى من قمة (إفريقيا -روسيا) التي ندشن أعمالها اليوم. إنه لمن دواعي سروري، أن أتحدث اليوم، في هذا المحفل المهم، وأمام هذا الجمع المتميز على أرض روسيا الاتحادية، أحد أهم الفاعلين على الساحة الدولية، وأحد أهم أصدقاء قارتنا الإفريقية، لقد قطع التعاون الإفريقي الروسي أشواطا طويلة منذ منتصف القرن الماضي، الذي شهد تضامن روسيا مع الدول الإفريقية في كفاحها ضد الاستعمار وإسهاما ماديا ولوجيستيا ومعنويا دعما لحركات التحرر الإفريقي على امتداد القارة. ولقد ثبت على مدار السنوات، أن الشعوب الإفريقية والشعب الروسي يربطهما الكثير من ركائز التعاون، ويتماثلان في العديد من التطلعات، وكذلك التحديات، الأمر الذي يؤكد صواب رؤية إطلاق تعاون إفريقي روسي أوسع وأرحب وأشمل، يعكس تلك التطلعات ويوفر مساحة أكبر للتنسيق ارتباطا بالتحديات المتسارعة التي نواجهها في إطار عالم ديناميكي ومتغير. نجتمع اليوم في أول قمة تضم دول قارتنا الإفريقية وروسيا الاتحادية تحت شعار (من أجل السلم والأمن والتنمية) بعد انقضاء قرابة 3 أشهر على القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي، التي استضافتها نيامي في السابع من يوليو 2019، والتي شهدت إطلاق الأدوات التنفيذية لاتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية بعد دخول الاتفاقية حيز النفاذ. وتعد هذه الاتفاقية إحدى أهم ركائز الأجندة التنموية للاتحاد الإفريقي 2063، حيث تسعى إلى تعزيز جهود الاندماج الإقليمي وزيادة تنافسية القارة الإفريقية على المستوى العالمي وتحفيز وجذب الاستثمارات الأجنبية في القطاعات ذات الأولوية للدول الإفريقية وعلى رأسها الصناعة والطاقة وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات. وتسعى دول الاتحاد الإفريقي كذلك للبناء على ما شهدته القارة من نمو اقتصادي ملموس خلال السنوات العشر الأخير، خاصة من خلال المضي قدما لتحقيق التكامل على طريق استكمال المشروعات القارية التي تهدف إلى الاندماج الإقليمي كما تضطلع الدول الإفريقية بجهد كبير لوضع اطر حاكمة لحوكمة الشركات الأسواق المالية بما يزيد من استقرار أسواقها و جاذبيتها للمستثمرين الخارجيين. إننا نعي التحديات التي تواجه جهود ترسيخ الاستقرار في القارة الإفريقية، ولعل خطتنا الطموحة لإسكات البنادق بحلول 2020 تعد إحدى أهم الخطوات لتحقيق هذا الهدف الأسمى، وهو الموضوع الذي سيكون على رأس أولوياتنا عمل القادة الأفارقة خلال العام القادم، في ضوء أهميته لتحقيق تطلعات الشعوب الإفريقية في العيش في سلام ورخاء. واتصالا بتركيز قمتنا الحالية على موضوع السلم والأمن والتنمية، لا يفوتني في هذه المناسبة أن أشير إلى اعتزام مصر إطلاق النسخة الأولى من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة يومي 11 و12 ديسمبر 2019، ليكون منصة إقليمية وقارية يجتمع فيها قادة السياسة والفكر وصناع السلام وشركاء التنمية في مدينة أسوان جوهرة النيل، والتي تعبر بحق عن الهوية الإفريقية لمصر. سنعمل على أن يوفر المنتدى منصة دائمة للحوار والتفاعل بين القادة وصانعي القرار والخبراء من جميع دول القارة الإفريقية وخارجها تعني بالعلاقة بين السلام من ناحية والتنمية المستدامة من الناحية الأخرى من أجل وضع الآليات ذات الصلة القائمة بالفعل موضع التنفيذ وتفعيلها في السياق الإفريقي. أغتنم هذه الفرصة لدعوة الرئيس فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية، وأشقائي رؤساء الدول الإفريقية للمشاركة في أعماله وللإسهام في مناقشاته بهدف إثراء التفاعل حول موضوعاته الرئيسية. لا يسعني في الختام إلا أن أؤكد تطلعي لخروج قمتنا اليوم بخلاصات تصب في مصلحة الشعوب الإفريقية وشعب روسيا الصديق، وأن تمهد مخرجاتها للمزيد من التعاون الروسي الإفريقي في المستقبل.