اشتغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على دور العبادة لحشد التأييد الشعبي لعمليته العسكرية في شمال سوريا ضد الأكراد. وبهدف منح هذه العملية "شرعية دينية"، لجأ أردوغان إلى المساجد ل"غسل أدمغة" المواطنين، على حد وصف المراقبين. ونشر رئيس الشئون الدينية في تركيا، علي أرباش، تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر، يدعو فيها جميع المساجد إلى قراءة "سورة الفتح" كل يوم في صلاة الصبح، وذلك طوال فترة العملية العسكرية. وقال أرباش "سنقرأ ونصلي بسورة الفتح في صلاة الصبح بجميع مساجدنا حتى نحقق الانتصار في العملية العسكرية التي بدأتها قواتنا الأمنية ضد -المنظمات الإرهابية- في شمالي سوريا.. تقبل الله صلواتنا". ويقصد أرباش بالمنظمات الإرهابية، الفصائل الكردية، التي تعتبرها أنقرة "إرهابية" نظرا لارتباطها بحزب العمال الكردستاني الذي خاض تمردا داخل الأراضي التركية. وبعدها، نشر القائم على الشئون الدينية تغريدة أخرى تضم عددا من الصور داخل أحد المساجد مع عناصر الجيش التركي والمواطنين. وقال مراقبون إن هذه الخطوة يسعى من خلالها أردوغان إلى تبرير عمليته العسكرية ومنحها "شرعية دينية" حتى تلقى استجابة واسعة داخل البلاد. ذلك ما أكده، الخبير في الشئون التركية، محمد عبدالقادر لموقع "سكاي نيوز عربية"، إذ قال إن استغلال الدين لخدمة الأغراض السياسية يدل على "خلفية الرئيس أردوغان". وتابع "استغلال الدين في مجالات الحياة العامة يهدف إلى ضمان وكسب تأييد القاعدة الجماهيرية.. ما قام به رئيس الشئون الدينية في تركيا يشير إلى محاولة إضفاء القدسية الدينية على طبيعة العمليات العسكرية التي تجري حاليا في شمال سوريا". وبشأن دلالة "سورة الفتح" واستغلال دور العبادة، أبرز عبدالقادر "الأمر يصور حاليا في تركيا وكأنه عودة إلى فترة الفتوحات والمناطق المرتبطة بالدولة العثمانية.. تركيا تسعى حاليا إلى –إعادة فتح- هذه المناطق ومنحها دلالة رمزية". ودفع الهجوم الذي تشنّه القوات التركية وفصائل سورية موالية لها لليوم الثالث في شمال شرق سوريا، نحو مئة ألف شخص إلى مغادرة منازلهم، وفق ما أفادت الأممالمتحدة، الجمعة.