لم يتوقع الرئيس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن تهب غالبية بلدان العالم بإدانته لعدوانه على الشمال السوري، وزاد من غضبه الانتقادات القاسية التي وجهتها حكومات دول عربية وإسلامية، ولأنه اعتاد على توظيف الدين لتبرير طموحاته السلطوية، وجه تعليماته لرئاسة هيئة الأوقاف والشئون الدينية الرسمية بإلغاء الإجازات لخطبائها، والعمل على مدار الساعة، ومخاطبة فروعها بعموم البلاد، وتلك بدورها راحت تتصل بكافة أئمتها، بإعداد خطب تنطلق من الكتاب والسنة؛ بهدف إضفاء شرعية على التوغل بالاراضي السورية، على أن يتم ذلك اعتبارا من غد الجمعة. وبدءا من فجر اليوم الخميس شرعت دور العبادة وعددها يتجاوز 90 ألف مسجد، بتلاوة آيات من الذكر الحكيم والدعاء للجيش التركي والجيش السوري الحر، ولا يهم إذا كان الأخير يضم بصفوفه فصائل تكفيرية وجهادية تسير على خطى تنظيمي القاعدة وداعش، على أن يستمر هذا الأمر طوال مدة المعركة التي انطلقت في شرق الفرات منذ الأمس، وجل أهدافها القضاء على التمدد السياسي لأكراد سوريا في المدن المتاخمة لجنوب الأناضول وليس الإرهاب كما تزعم حكومة أردوغان. ونقلت مصادر إعلامية عن رئيس الشئون الدينية الدكتور علي أرباش، المقرب من أردوغان قوله إن «جميع المساجد في البلاد ستبدأ قراءة سورة الفتح، والتقرب إلى الله بالدعاء بعد صلاة الفجر من كل يوم طوال مدة العملية، وذلك طلباً لنصرة جنودنا في ميدان المعركة»، وعلى دور الإفتاء في 81 محافظة، ألا تنسى أن تصدر فتواها بصواب قرار رئيس الجمهورية، وأن ما أقدم عليه غير مخالف أبدا لشرع الله. ونشر أرباش، عبر موقع «تويتر»، مقطع فيديو لصلاة فجر الخميس في مسجد حاجي بيرام بالعاصمة أنقرة؛ حيث أمَ فيها المصلين ودعا للجيش التركي بالنصر، ودعا مواطنيه للمشاركة في الدعاء بالمساجد بعد صلاة الفجر قائلا: «إننا في انتظار مشاركتكم». وفي المقابل، حفلت مواقع التواصل الاجتماعي، بمئات التغريدات يتهم أصحابها مؤسساتهم الدينية بالنفاق، وذلك بتأويل النصوص المقدسة لخدمة «العدوان»، الذي تم تسميته على غير الحقيقة «نبع السلام»، والمفارقة أن عشرات المساجد بمدن جنوب شرق الأناضول؛ حيث غالبية سكانها من الأكراد أبت أن تصغ لتوجيهات أنقرة وأصرت على التنديد بحرب أردوغان التي تستهدف إبادة أهاليهم. العدوان التركي على سوريا