قال المفكر القبطى جمال أسعد، إن تكوين ما يسمى ب"جماعة الإخوان المسيحيين" امتداد للفكر الانعزالي، الذي يبدو واضحا عندما يتحدثون عن ضرورة إعادة الهوية القبطية والأمة القبطية، مشيرا إلى أن هذه الانعزالية لا يمكن أن تحقق المواطنة، التي يجب أن يسعى إليها كل المصريين. وأضاف أسعد فى مداخلة تليفونية مع برنامج العاشرة مساء على قناة "دريم 2"، أن تكوين الجمعيات والأحزاب والمؤسسات لا نقاش فيه، لكن لابد من تحقيق المواءمة السياسية، بمعني أنه عندما نتحدث عن تنظيم معين يحمل اسم مثل "الإخوان المسيحيين"، فلابد من توصيف الواقع السياسي، الذي تشهده مصر الآن توصيفا سياسيا، حتى يمكن التعامل معه بما يتواءم مع هذا الواقع. كما أكد أن الأقباط لهم العديد من المشكلات، لكنها لن تحل إلا مع حل مشاكل جميع المصريين فى إطار دولة مدنية، وأن تدشين هذه الجماعة ليس له علاقة بحل مشاكل الأقباط في مصر، متسائلا: كيف أتحدث عن الدولة المدنية وأنا أدعو للطائفية من خلال تكوين جماعة مثل هذه؟. وأرجع أسعد سبب موافقة التيار الإسلامي بأكمله واستحسانه لفكرة قيام جماعة الإخوان المسيحيين، إلى أنهم يبررون بذلك قيام الدولة الدينية الإسلامية، مستشهدا بما تفعله أمريكا الآن، التى توافق –على حد قوله- على قيام الأنظمة الدينية الإسلامية فى المنطقة لتبرر وجود إسرائيل وتعلن أنها دولة يهودية دينية. وناشد أسعد المسيحيين فى مصر بضرورة أن يشاركوا فى العمل العام وأن يكون لهم دور سياسي فى الأحزاب السياسية بصفتهم مواطنين وليسوا مسيحيين، وأن يبحثوا عن حلول لمشاكلهم فى إطار المواطنة، مضيفا أن قيام هذه الجماعة يساعد على خلق مناخ طائفي لن يكون في صالح الوطن ولا الأقباط بشكل عام. وحول ما يتردد عن أن إشهار جماعة الإخوان المسيحيين من الممكن أن يجعل "الإخوان المسلمين" في حرج بسبب اللبث الحادث بالجماعة والذراع السياسي لها وهو حزب الحرية والعدالة، قال أسعد: هناك تحفظات على قيام جماعة الإخوان المسلمين، وأن يكون هناك ما يسمى بحزب الحرية والعدالة، ولا نستطيع أن نقول إنه حزب بالمعني الحقيقي لأن هناك تداخلا كبيرا بين مكتب الإرشاد والحزب، لكن يجب أن يكون ذلك مطلب سياسي عام للدولة المدنية وليس الأقباط فقط، وأنا أدعو الأقباط أن يتحدوا مع دعاة الدولة المدنية ضد قيام الدولة الدينية. وختم أسعد حديثه متسائلا: المناخ الذي تمر به مصر الآن وما تم فى السويس من ما يسمي ب"جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، التى تشكل خطرا كبيرا على المجتمع لأنهم غير منظمين، فهؤلاء الشباب الذين يمارسون عملا يتصورون أنهم يطبقون شرع الله.. هل هؤلاء بأفكارهم الحالية يمكنهم تقبل فكرة قيام جماعة الإخوان المسيحيين في ظل الاحتقان الطائفي الذي تشهده مصر الآن؟.