تواجه أسواق النفط العالمية مأزقا بعد اشتعال الحرب التجارية المتصاعدة بين الولاياتالمتحدةوالصين إضافة الى العقوبات الأمريكية على إيران وحظر استيراد النفط الإيراني. تلك التوترات وضعت أسعار النفط تحت ضغوط كبيرة، شهدنا على سبيل المثال انخفاض خام برنت بنسبة 1.1 ٪ إلى 60.53 دولار في التعاملات صباح الإثنين الماضى، كما انخفضت العقود الآجلة في غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.9 ٪ إلى 54.71 دولار. الحرب التجارية تضر بالأسهم بشكل عام ، لكن أسعار النفط وأسهم النفط معرضة بشكل خاص، حيث انخفض مؤشر SPDR S&P للتنقيب عن النفط والغاز ETF (XOP) بنسبة 3.8٪ خلال الأسبوع، مما انعكس على أداء مؤشر S&P 500 الذي انخفض بنسبة 3.1٪. والأهم من ذلك، أنه من المرجح أن تؤدي التعريفات المرتفعة إلى تقليص النمو الاقتصادي في آسيا والولاياتالمتحدة بسبب توقعات رفع تكاليف الشركات المستوردة للبضائع أو تؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية أو كليهما. الجميع يتوقع أن يؤثر رد فعل الصين على قرار الرئيس دونالد ترامب بإضافة رسوم جمركية على سلع صينية إضافية بقيمة 300 مليار دولار في أسعار النفط، والدليل على ذلك أن العملة الصينية فقدت جزءا من قيمتها مقابل الدولار في الفترة الماضية وإما أن ذلك تأثير طبيعي للتعريفات أو بسبب التلاعب بالعملة الصينية، إذا ارتفع الدولار بشكل كبير بسبب ضعف العملة الصينية، وهذا من الممكن أن يؤثر سلبًا على أسعار النفط والتي يتم تحديدها بالدولار وتميل إلى التحرك عكسيا مع الدولار. وتبقى الأخبار اليومية والتوترات بين كبار الأطراف المؤثرين فى سوق النفط فى بؤرة اهتمام المستثمرين فى تداول النفط، فهم يتابعون يوميا تلك الأخبار وبناء عليه يحللون اتجاهات السوق ويتخذون قرارهم بيعا وشراء عبر منصات تداول النفط مثل plus500 والتى تمثل نموذجا ناجحا لتلك المنصات التى تحتوى على العديد من الأدوات التحليلية والمؤشرات التى تعد ركيزة أساسية للمتداولين فى سوق النفط. إيرانوالصين وخطوات أكثر تعقيدا بالإضافة إلى ذلك يمكن للصين استيراد النفط من إيران، لتخالف العقوبات الأمريكية ضد تلك الدولة، خاصة وأن المعروف أن صادرات النفط الإيرانية هبطت إلى مستوى هائل هذا العام لأن معظم الدول تمتثل الآن للعقوبات، لكن المحللين يؤكدون أن الصين قد تستورد ما يصل إلى 1.5 مليون برميل يوميًا، وهي خطوة من شأنها أن تؤدي إلى ارتفاع أسواق النفط وتتسبب في انخفاض أسعار خام برنت من 20 إلى 30 دولارًا للبرميل. من الواضح أن هناك عاملين يزيدان من تعقيد اتجاه السعر إذا زادت الصين من مشتريات إيران من النفط، أولهما أن المملكة العربية السعودية قد تخفض إنتاج النفط بعمق لتحقيق استقرار أسعار النفط العالمية، وثانيهما يمكن للبحرية الأمريكية أن تختار منع حركة السفن الإيرانية إلى الصين، وفي الوقت الذي تنتظر فيه الأسواق استجابة صينية لآخر تهديد تعريفة أمريكية، من المقرر أن يرتفع تقلب النفط مرة أخرى، ومن المؤكد أن الصين تلعب دوراً في هذه القصة ولكن بشكل عرضي، فهذا الانخفاض في أسعار النفط ليس حكما على السوق بشأن آفاق الصين. ومن المؤكد أن منظمة أوبك النفطية قلصت توقعاتها للطلب العام المقبل، بينما في يوليو كان من المتوقع أن يرتفع الطلب في عام 2019 بمقدار 1.45 مليون برميل يوميًا، وبحلول هذا الشهر، انخفض هذا التوقع إلى زيادة قدرها 1.29 مليون برميل يوميًا فقط. الخوف من انخفاض الطلب في المستقبل قد يفسر انخفاض أسعار النفط، وأولئك الذين يشتركون في هذا التفسير قد يرون بعقلانية قيمة أفضل في عملات الدول المستوردة للنفط مثل الصين والهند واليابان، الذين يستفيدون من انخفاض سعر الخام وقيمة أقل في عملات مصدري النفط. ولكن يمكن القول أن هناك عيبًا كبيرًا في هذه الحجة لأن واردات الصين من النفط الخام بلغت أعلى مستوى لها على الإطلاق في أكتوبر، وفي 16 نوفمبر، أصدرت الصين أكبر تخفيض في سعر التجزئة للبنزين والديزل منذ حوالي أربع سنوات، بدءًا من 17 نوفمبر، بناءً على التغيرات في أسعار النفط العالمية. علاوة على ذلك، بدأت الرسوم الجمركية الأمريكية على الصادرات الصينية في أوائل عام 2018، وكانت أوبك تخفض توقعاتها للطلب منذ يوليو، فلماذا استمر سعر النفط في الارتفاع حتى أوائل أكتوبر؟ بالكاد يشير أعلى سعر في عقود خام برنت إلى 86 دولارًا أمريكيًا في 3 أكتوبر إلى أن سوق النفط قلق بشأن انخفاض الطلب في المستقبل. ضمان الامتثال أفضل نهج لإيران. في الحقيقة، في أكتوبر الماضي، كان لدى سوق النفط توقعات سلبية تزامنت مع استعداد الولاياتالمتحدة لفرض مجموعة أخرى من العقوبات على إيران في نوفمبر، مما سيكون له تأثير سلبي على المعروض من النفط وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وفق نظرية العرض والطلب. لكن في الخامس من أكتوبر، ذكرت تقارير صحفية أن إدارة ترامب بصدد النظر في الإعفاءات التي تسمح لبعض الدول بمواصلة شراء النفط الإيراني، وهنا تحولت اتجاهات السوق من توقعات بالارتفاع إلى انزلاق لسعر النفط تجاه الهبوط. وفي هذه الأثناء، كان التجار المرتبطة أعمالهم بأسعار النفط مقابل الدولار الأمريكي يشهدون على أي حال ارتفاع تكاليف التمويل الخاصة بهم في ظل تشديد الظروف المالية في الولاياتالمتحدة، بينما في مواقع الطاقة، أصبحت مواقع النفط والغاز الطبيعي قصيرة الأجل غير محتملة بدرجة متزايدة بسبب الطقس البارد غير المعتاد في الولاياتالمتحدة ودفعت أسعار الغاز الطبيعي في الولاياتالمتحدة إلى مستويات لم تشهدها منذ 2014 ، حتى مع انخفاض سعر النفط. فلا ينبغي التقليل من شأن تأثير هذه التجارة داخل الطاقة، قد يكون الخوف هو التفسير الحقيقي لانخفاض أسعار النفط مؤخرًا، ربما كان انخفاض أسعار النفط مؤخرًا مجرد تجارة ضخمة أصبحت سيئة ولا تمثل حكمًا أساسيًا على الآفاق الاقتصادية المستقبلية لكل من الصين أو العالم.