عقد المجلس القومي للطفولة والأمومة، الاجتماع التشاوري الأول مع الوزارات والجهات المعنية، اليوم الأحد، بالتنسيق مع يونيسف مصر؛ لعرض ومناقشة مهام ومسئوليات الفريق الوطني لإعداد سياسات الطفولة المبكرة. ترأس الاجتماع الدكتورة عزة العشماوي الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، وبحضور السيد برونو مايس ممثل يونيسف في مصر، والدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية، وممثلين ل وزارات التضامن، والصحة، والتخطيط، والثقافة، والتربية والتعليم، والمالية، بالإضافة لممثلين عن الأزهر الشريف، والهيئة الوطنية للإعلام، والمجلس العربي للطفولة والتنمية، ومجموعة من الخبراء المتخصصين في هذا المجال. وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة عزة العشماوي الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، أن الطفولة المبكرة من سن يوم إلى 6 سنوات، مرحلة هامة يتشكل فيها الوعي ويتأثر بكل المتغيرات، الأمر الذي دعا لتشكيل فريق وطني يهدف بشكل أساسي إلى إعداد سياسات خاصة بالطفل في هذه المرحلة من عمره. وقالت العشماوي: "هدفنا خلق بيئة داعمة ينشأ فيها الطفل وتحقق المزيد من الحماية والرفاهية وزيادة فرصه في الحصول على خدمات اجتماعية جيدة خاصة في مجالات الصحة، والتعليم، والتغذية وحماية الطفل، في هذه المرحلة المهمة من عمره". وأشارت إلى دور المجلس منذ إنشائه في دعم القضايا المتعلقة بالطفولة، حيث ساهم المجلس في وضع سياسات وبرامج ومعايير قومية للطفولة المبكرة، لافتة إلى ضرورة مراجعة كل التجارب السابقة في هذا المجال للاستفادة منها خاصة تجارب الدول العربية، لمواكبة ما تمر به المنطقة العربية من متغيرات على الصعيدين السياسي والاقتصادي. وأكدت "العشماوي" أن الهدف من الاجتماع هو مناقشة دراسة الوضع الراهن للطفولة المبكرة والتي نفذها المجلس بالتعاون مع يونيسيف، والتي اعتمدت على تحليل كل حقوق الطفل بشكل تكاملي كحزمة حقوقية متساوية، كما وردت باتفاقية حقوق الطفل والدستور المصري وقانون الطفل. وأعربت عن سعادتها بانتهاء دراسة الوضع الراهن للطفولة المبكرة والتي ستسهم بشكل كبير في وضع الإستراتيجية القومية لتنمية الطفولة المبكرة، والتي تتضمن وضع معايير تضمن جودة البرامج والخدمات المقدمة في كل قطاع، بما يتيح المتابعة وتقييم الأداء في مرحلة لاحقة، مؤكدة أن الدراسة ستلحقها خطة تنفيذية بإطار زمني محدد ب"التكاليف". وشددت الدكتورة عزة العشماوي على أهمية الدور التكاملي والتنسيقي بين كل الجهات المعنية بقضية الطفولة المبكرة وبين البرامج والخدمات المقدمة للطفل، ومدى اتساقها وملاءمتها لتحقيق أهداف الإستراتيجية القومية للطفولة والأمومة، وكذلك إستراتيجية التنمية المستدامة، مشيرة إلى أنه سيتم وضع مكون علمي للمعارف والمهارات الأساسية للمتعاملين مع الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة وتدريب كل المتعاملين مع الأطفال في هذه المرحلة على ممارستها. ومن جانبه، أشار "برونو مايس" ممثل يونيسيف في مصر، إلى أهمية الاجتماع بالفريق الوطني الخاص بالطفولة المبكرة، وأهمية الاستثمار في هذه المرحلة العمرية من حياة الطفل والتي تؤثر بشكل أساسي على نموه، لافتا إلى أن الاستثمار في الطفل في هذه المرحلة سيأتي بثماره في وقت لاحق بشكل أكبر بكثير. وأضاف ممثل يونيسيف في مصر، أنه من المعروف عالميا أن الحالة الصحية السيئة للطفل، وسوء التغذية ومحدودية قدرات مقدمي الرعاية في هذه المرحلة الخطيرة من أكثر التحديات التي تواجه نمو الطفل، إلى جانب الافتقار إلى فرص التعلم المبكر، والفقر المدقع والعنف في المدرسة والمجتمع بشكل عام، مما يعكس أهمية التدخلات المبكرة في هذه المرحلة، خاصة للأطفال المهمشين في المجتمع والتي ستساعد على كسر دائرة الفقر والعنف. وأشار "برونو مايس" في كلمته إلى افتقار فرص الإلحاق بالتعليم سواء كان في الحضانات أو رياض الأطفال، حيث أن 8% فقط من الأطفال تحت سن 4 سنوات يلتحقون بالحضانات، بينما يلتحق 47% برياض الأطفال في سن 4 أو 5 سنوات . وأكد أن دعم هذه القضية يتحتاج إلى تدخل قطاعات مختلفة، مؤكدا التزام يونيسيف بتقديم الدعم الفني بالتعاون مع المجلس القومي للطفولة والأمومة، مع وزارات أخرى مثل "الصحة، والتضامن الاجتماعي، والتربية والتعليم والتعليم الفني" وذلك لإعداد الإستراتيجية الوطنية المتكاملة وبرامج لتنمية الطفولة المبكرة وبرامج الإعلام من أجل تغيير السلوك. وعرض "برونو مايس" بعض البرامج التي تعمل عليها يونيسيف، وعلى رأسها نموذج الألف يوم، وبرنامج رعاية وتنمية الطفل، والبرنامج الوطني لتطوير الحضانات، وتطوير النظام التعليمي والصحي، وبرنامج تكافل وكرامة. ولفت إلى أن قضية الطفولة المبكرة تحتاج إلى تدخل كل القطاعات، لسد الفجوات، موضحا أن تنسيق تدخل القطاعات المختلفة لدعم قضية الطفولة المبكرة يواجه بعض التحديات، وبتشكيل الفريق الوطني لوضع السياسات تحت قيادة المجلس من خلال رؤية وهدف محدد والتزام الفريق بتقديم كل سبل الدعم، سيدفع بالقضية إلى الأمام. وبدوره، أشار "أوليفر بيتروفيك" مدير قسم الحفاظ على حياة الأطفال وتنميتهم ب"يونيسيف" إلى أن 80% من تشكيل نمو الطفل يحدث في هذه المرحلة المبكرة، مؤكدا أهمية الاستثمار في الطفل في هذا السن، مشيدا بجهود المجلس القومي للطفولة والأمومة في دعم هذه القضية، منوها إلى أن إعداد إستراتيجية قومية خاصة بالطفولة المبكرة وخطة عمل تنفيذية سيسهم في تنمية الطفولة المبكرة وفي العمل على تغيير السياسات. وفِي الختام، أعرب الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية عن سعادته باتخاذ خطوات ملموسة في وضع إستراتيجية قومية لتنمية الطفولة المبكرة، تحت قيادة المجلس القومي للطفولة والأمومة، مؤكدا على أهمية قيام المجلس بالمتابعة والتقييم، مؤكدا على أهمية التعاون من أجل تنفيذ حزمة من التدريبات تستهدف المتعاملين مع الأطفال في هذه المرحلة لدعم الحراك المجتمعي للطفولة المبكرة.