عن جدارة واستحقاق، فاز ناشئو كرة اليد ببطولة كأس العالم، وكانوا سببًا في شعور المصريين بفرحة غامرة، بعد إنجازهم التاريخي غير المسبوق في هذه الرياضة، وتضاعفت سعادة المصريين وهم يرون منتخبهم الوطني للناشئين يسحق في الملعب فرقًا - من العيار الثقيل - كانت تعد عدتها للصعود لمنصة التتويج، وتتوافر لهم إمكانات وقدرات وتسهيلات تفوق بمراحل ما لدى اتحاد كرة اليد المصري؛ لكن هؤلاء الأبطال كانت لديهم ميزة لا يملكها الآخرون، وهي إرادتهم وتصميمهم على الفوز، وإثبات أنهم قادرون على صنع المعجزات، وأن يقفوا كتفًا بكتف مع عمالقة هذه اللعبة، التي كانت لا تنال القدر الوافي من الاهتمام فيما مضى محليًا. لقد رفع أبطال كرة اليد رؤوسنا جميعًا عاليًا، وكانوا رجالًا أشداء برغم حداثة سنهم؛ فهم تحت 19 عامًا، رجولتهم تجسدت في تقديمهم نموذجًا مبهرًا ورائقًا لشبابنا الناهض، الذي يستحق أن يحتذي به الآخرون في هذا الوطن. منتخب مصر للناشئين لكرة اليد ابطال العالم فهم شباب يُقدر قيمة العمل، والجد والاجتهاد، والإخلاص والتفاني، ولا يتحصن خلف الأعذار والحجج من عينة نقص وضعف الإمكانات والحوافز المالية، وأن المنافسين أقوى وأشد، فقد وثقوا في أنفسهم وفي قدرتهم على الفوز، وبلوغ نهائي بطولة العالم، وانطلاقًا من رغبتهم تلك أحسنوا الاستعداد، ونافسوا بشرف وعزيمة، ووضعوا نصب أعينهم وطنهم، ليصبح في المكانة التي تليق به وبتاريخه، وبما يتحقق فيه من نهضة شاملة في مختلف القطاعات والمجالات، ويكفي للتدليل على ذلك أن تعيد مشاهدة مباراتهم النهائية مع المنتخب الألماني، التي استعرضوا خلالها مهاراتهم الفائقة، وقدراتهم العالية، ولم يُمكنوا خصمهم من التهديف بسهولة، وحافظوا على تقدمهم طوال شوطي المباراة. وانضم ناشئو كرة اليد لكوكبة من أبطالنا الرياضيين المتميزين والواعدين في الألعاب الفردية، مثل الإسكواش، والتنس، والسباحة، وألعاب القوى، الذين فازوا ببطولات عالمية في الأسابيع الأخيرة، وأبهروا الكثيرين بما حققوه بكدهم وعرقهم. منتخب مصر للناشئين لكرة اليد ابطال العالم بإنجازاتهم تلك قدم الشباب بيانًا عمليًا يدحضون بواسطته الكلام المتواتر عن أن شبابنا يتسم بالكسل، ولا يتحلى بالصبر، ويود جني الثمار بدون تعب وغيرها من الكليشيهات المحفوظة، وإن وسعنا الدائرة لتضم الشباب المشارك في تنفيذ المشروعات القومية الكبرى، وابتكاراتهم وإبداعاتهم التي تغلبوا من خلالها على مشكلات ومصاعب تواجه المجتمع المصري، لأدركنا حجم ما تحت أيدينا من نعمة وثروة قيمة اسمها الشباب. ويحق لأبطال اليد وغيرهم من أصحاب الإنجازات الرياضية أن نحتفي بهم الاحتفاء المناسب الذي يشعرهم بالتقدير والامتنان لصنيعهم، وأن نعطي حيزًا أكبر لرياضات مهضوم حقها إعلاميًا وشعبيًا، وأن تحصل الاتحادات القائمة على شئونها على ميزانيات تتناسب وخططها لصناعة مزيدٍ من الأبطال، وحصد مزيدٍ من البطولات العالمية، ولا يساورني شك في أنهم سينالون تقديرًا كبيرًا من قبل الدولة المصرية فور عودتهم إلى أرض الوطن. منتخب مصر للناشئين لكرة اليد ابطال العالم