- بورصة مصر شريك ضمن مبادرة الأسواق المالية للبورصات الأفريقية بإجمالي قيمة سوقية "تريليون" دولار - طريق القاهرة- كيب تاون، تمثل شراكة افريقية ناجحة لتنشيط حركة التجارة بين الدول الأفريقيةً "لا يتعلق الأمر بما يمكنك تحمله لإفريقيا، إنها تتعلق بما تحتاجه أفريقيا وتستحقه"! هكذا تحدث الدكتور أكينوومي أديسينا رئيس مجموعة بنك التنمية الإفريقي، في كلمته خلال فعاليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السنوي للبنك الإفريقي، وبحضور رئيس دولة غينيا الاستوائية أوبيانغ نغيما مباسوغو، وعدد من رؤساء الدول بما رؤساء دول وسط إفريقيا ومندوبيهم من الوزراء، وأيضا بمشاركة محافظو بنك التنمية الإفريقي وشركاء البنك من منظمات دولية ورجال قطاع الاقتصاد والمال والصناعة. ورصد الدكتور أكينوومي أهم الفرص الواعدة التي نتظر إفريقيا، وخريطة تحقيق التكامل بين الدول الإفريقية لتعزيز قوتها الاقتصادية وتحقيق الرخاء لمواطنيها، مستشهدا بمقولة جيمس تشامبي – الباحث وصاحب أشهر كتب تطوير الأعمال - "النتائج الكبيرة تتطلب طموحات كبيرة". واستعرض أديسينا في حديثه بعضاً من رؤية بنك التنمية الإفريقي حول "تكامل إفريقيا"، في مقدمتها تطوير البنية التحتية، ضارباً مثال باستثمارات البنك في بناء طريق القاهرة - كيب تاون والذي تحول إلي حقيقة واقعية، بعدما شهد العام الماضي الافتتاح المشترك مع رئيس دولة تنزانيا. ويعد هذا الطريق بمثابة كيلومترًا أحد أكبر المشروعات التي تسهم تنشيط حركة التجارة بين الدول الأفريقية، بطول 251 كيلومتراً. وقال الدكتور أكينوومي: "إننا نفعل الكثير لربط أفريقيا ونقل الاستثمارات إلى القارة"، فقد نجح البنك في استثمار أكثر من مليار دولار لدعم التمويل التجاري، مما ساعد بدوره على دعم 111 صفقة في 43 دولة واستفاد من التجارة البينية بقيمة 7 مليارات دولار. جانباً إلي تعزيز جهود تطوير البنية التحتية، يدعم البنك أيضًا تكامل الأسواق المالية في جميع أنحاء القارة، من خلال مبادرة الأسواق المالية التي تساعد على ربط البورصات بإجمالي قيمة سوقية مجمعة قدرها تريليون دولار. ويشمل ذلك بورصات جوهانسبرغ ونيروبي والدار البيضاء وويندهوك ولاغوس والقاهرة. وأشار أديسينا إلي الفرص الاقتصادية الواعدة التي تنتظر أفريقيا مع اتفاقية التجارة الحرة القارية، متوقعا زيادة ناتج محلي لإجمالي يزيد على 3.3 تريليون دولار وفقا لتنبوءات الأبحاث. حيث يساهم إلغاء الحواجز الجمركية بين الدول الشقيقة في تحفيز الرواج التجاري بنسبة لا تقل عن 53 ٪. مضيفا أن التوقعات الاقتصادية الأفريقية لعام 2019 لبنك التنمية الأفريقي تظهر أن الأداء الاقتصادي العام مستمر في التحسن، فمن المتوقع أن يصل معدل النمو إلى 4٪ في عام 2019 و4.1٪ في عام 2020. وهذا ما يعطس طفرة هائلة اذ ما تم مقارنته بمعدل نمو بلغ 2.1٪ فقط عام 2016. إلا ان هذه الجهود يلزمها مزيداً من الوحدة لتعزيزها من خلال التكامل الإقليمي باعتباره أمرا حاسماً لتحقيق تنمية أفريقيا المنشودة. قائلاً: "يتوجب علينا ان نساعد علي ربط البلدان غير الساحلية بالموانئ، أن نسمح بحرية حركة الناس، أن يكون المستثمرون قادرين على الاستثمار خارج حدود الدول، ويجب أن تتاجر إفريقيا أكثر مع نفسها". ويعد هذه المرة الأولي التي يعقد فيها البنك اجتماعه السنوي في منطقة وسط إفريقيا، بمدينة مالابو في غينيا الاستوائية حيث تستمر أعماله حتي 14 الشهر الحالي تحت شعار " تعزيز التكامل من اجل تحقيق الرخاء لإفريقيا"، وهو ما يعكس الجهود المبذولة خلال السنوات القليلة الماضية والتي شهدت استثمارات للبنك تجاوزت أكثر من 13 مليار دولار في المنطقة، ساهمت في بناء تعزيز التكامل التجاري والاقليمي من أجل بناء مستقبل مزدهر وآمن بيئيا، وأشار أكينوومي إلي دعم البنك لمشاريع إنشاء شبكات الألياف البصرية في وسط إفريقيا التي تربط السكان بالانترنت بسرعة أكبر وتكلفة أقل، إلى الإنترنت ، وفي هذه العملية، فضلا عن دعم صندوق حوض الكونغو للحفاظ على الغابات والتنوع البيولوجي. كما يدعم البنك مشاريع عدة في وسط إفريقيا مثل إنشاء وتطوير سد ناتشيغال في الكاميرون وسد INGA في جمهورية الكونغو الديمقراطية، فضلا عن مشاريع البنية التحتية في تشاد وسنغال وغامبيا. الأمر لا يتعلق بالمال فقط، بحسب قول رئيس البنك الأفريقي، فالبنك يدعم كل شيء يتعلق بالتنمية وتحسين جود حياة المواطنين، ففي السنوات الثلاث الماضية حقق البنك بثبات تأثيرات هامة علي صعيد توفير الكهرباء والطاقة لحوالي 16 مليون شخص؛ إمداد 70 مليون شخص بالتقنيات الزراعية الحديثة لتحقيق الأمن الغذائي ؛ تمويل 9 ملايين مع إمكانية الحصول بالتعاون مع شركات القطاع الخاص ؛ توفير خدمات النقل ل 57 مليونا؛ تحسين الوصول إلي خدمات المياه والصرف الصحي ل 31 مليون شخص. قائلا: لنكن واضحين لن يكون التكامل الإقليمي بلا معنى ما لم تشارك النساء الإفريقيات، اللائي يشكلن غالبية أصحاب الأعمال. مشيراً إلي برنامج البنك المدشن تحت اسم "أفاوا" لتمكين النساء الأفارقة من المشاؤكة وتلقي التمويل والتدريب اللازمان، ويجري العمل علي تعزيز البرنامج بما يتراوح بين 3-5 مليارات دولار للوفاء بالتزاماته أمام دعم المشاركة النسائية للأعمال في إفريقيا. كما يواصل البنك عمله بالاشتراك مع مفوضية الاتحاد الأفريقي والجماعات الاقتصادية الإقليمية، بشأن رصد مؤشر تأشيرات الدخول وحرية تنقل الأشخاص بين دول القارة السمراء. فعلي الرغم من التقدم المحرز لا يزال هناك الكثير مما يجب عمله، توضح المؤشرات في عام 2018 ، أنه 25 ٪ من بلدان المنطقة لا تطلب من الأفارقة الحصول على تأشيرة لدخولها، ويمكنهم الحصول على تأشيرة عند الوصول في 24 ٪ فقط من البلدان؛ ولكن لا يزال 51% من البلدان تطلب تأشيرة لدخول أراضيها. من أجل تسريع الاستثمارات وتعبئة موارد أكبر لإفريقيا، أطلق مصرف التنمية الإفريقي ، بالتعاون مع شركائه ، منتدى الاستثمار الإفريقي الذي عقد لأول مرة في العام الماضي في جوهانسبرغ ، جنوب إفريقيا. واستطاع اجتذاب التزامات استثمارية بقيمة 38.7 مليار دولار في أقل من 72 ساعة. بمشاركة أكثر من ألفين مشارك ومستثمر من 53 دولة حول العالم بما في ذلك صناديق التقاعد والثروة السيادية. ومع ذلك يري أديسينا إن إفريقيا بحاجة إلى المزيد وهي بالفعل تستحقه. قائلا "الوقت مناسب لبذل المزيد من الجهد لإفريقيا. لا يمكننا تأجيل ما هو جيد لإفريقيا في المستقبل. وبصفتنا بنك أفريقيا، سنواصل السعي لتحقيق المزيد من النتائج، وتحقيق تنمية أفضل ونوعية حياة أفضل للأفارقة". لمساعدة إفريقيا على كسب المزيد يولي البنك المزيد من الاهتمام لجودة المشاريع، جعلته يحصد المركز الرابع بين 45 مؤسسة تنموية في تقرير مؤشر شفافية المعونة لعام 2018, وهو ما يعد علامة واضحة على التقدم المحرز في ضمان قدر أكبر من الشفافية والإبلاغ في جميع عملياته. الدكتور أكينوومي أديسينا رئيس مجموعة بنك التنمية الإفريقي