أثارت سلسلة الإعلانات التوعوية التى أطلقها التليفزيون المصرى مؤخرا تحت شعار "كل كلمة بثمن.. الكلمة تنقذ وطن" موجة من السخرية والجدل على مواقع التواصل الاجتماعى، خاصة تلك التى ركزت على تحذير الشباب من العملاء والجواسيس بمختلف الطرق. حيث تداول نشطاء عبر موقعى "تويتر" و"فيسبوك" مقطع فيديو مسجل لإعلانين حملا عناوين ساخرة حيث جاء الأول بعنوان "الإعلان الذى أرهب الجواسيس 1 Really" وتخطى عدد مرات مشاهدته على موقع "يوتيوب" حاجز 126 ألف مشاهدة منذ رفعه على الموقع أول أمس، فيما جاء الثانى بعنوان "الإعلان الذى أرهب شركات الجواسيس 2 أعمل إيه؟" وتخطى عدد مرات مشاهدته 23 ألف مشاهدة. ويظهر في الإعلان الأول شخص تبدو ملامحه أجنبية يدخل إلى أحد المقاهى الذى يجلس فيه عدد من الشباب الذين يتحدثون حول أحوال البلاد فيتحدث معهم كأنه صديق ويشكون له عن مشكلاتهم وسوء الأوضاع بالبلاد، ووجود مؤمرات ضد الجيش، بينما يقوم من يمثل دور الجاسوس بنطق كلمة: "Really"، ويدون كل ما استمع إليه من هؤلاء الشباب وهو جالس معهم، ويرسله عبر هاتفه المحمول إلى المسئولين عن تجنيده. فيما يأتى الإعلان الثانى حول "إبراهيم وهو شاب أعزب اقترب من الأربعين فيما يبدو"، يجلس على الإنترنت يبحث عن وظيفه ويقوم بإرسال سيرته الذاتية عبر مواقع التوظيف ليحذر الإعلان من مواقع التوظيف التى يتم استغلالها لاصطياد وجمع المعلومات وتجنيد الشباب دون أن يدركوا ذلك. حظى كل من الإعلانين بموجة من الهجوم والانتقاد على مواقع التواصل الاجتماعى من قبل رواد تلك المواقع الذين اعتبروا تلك الإعلانات تمثل استخفافا بعقول الشعب المصرى وتحمل رسالة أبعد ما تكون عن مجرد تحذير من التورط فى مصيدة الجواسيس والعملاء الأجانب، معتبرين أن المقصود بها إخافة الناس من الكلام في السياسة سواء على المقاهي أو على الإنترنت، وليس حفاظا على البلد من تسريب معلومات مهمة لأى جاسوس بقدر ما هى رغبة وعودة من الدولة لتكميم الأفواه والعقول وإخافة الناس من بعضها البعض وزرع الشكوك فى النفوس، نظرا لأنه وفق تجربة الثورة فإن الناس عندما تحدثت من قبل فى السياسة على المقاهي وفي الشوارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعى أدى ذلك لقيام الثورة ومن ثم فهى محاولة لوأد الثورة من جذورها بشكل غير مباشر، معتبرين أن من يقف خلف فكرة تلك الإعلانات عددا من أجهزة الدولة الأمنية. فاندفعت التعليقات المنتقدة: " الإعلانات دي بداية الفاشية وترهيب الناس بتاع خلي بالك الحيطان ليها ودان.. ويومين ويعلنوا القبض علي خلية تجسس والعميل الأجنبي هرب"، "احنا بنتريق على الإعلان صح.. دا للبسطاء وهيقولوا الثوار بيفضحوا البلد وهيتم تشويه اللى فاضل متضحكوش واعرفوا هم بيخاطبوا مين"، " ده مش فزاعة للغلابة وخلاص كده أي صحفي أجنبي في الشارع هيتهرى ضرب وتهمة جاسوسية لأي ناشط يعرف أجانب"، "دى حملة عشان تخوف الناس من بعضها وأنهم ميتكلموش فى السياسة.. أقطع دراعى إن ما كانت المخابرات ولا أمن الدولة هم اللى وراها "، " كلموني أكتر عن عجلة السياحة بعد التحرش وإعلانات الجاسوس"، "شككت الدولة الأمنية في كل المحيطين بنا وأصبح كل من لا أعرفه بل من أعرفه أيضا هو مشروع جاسوس"، "الإعلان بتاع الجواسيس ده هيخرب لنا السياحة أكتر ما هي خربانة.. كل واحد هيقول "Really" الأهالي هتبقض عليه بعد كده". وكالعادة لم تسلم تلك الإعلانات وما تضمنته من محتوى من السخرية حيث اندفعت التعليقات الساخرة واللاذعة على تويتر وفيسبوك حول الإعلانات، خاصة عند نطق الجاسوس المزعوم بالإعلان الأول كلمة "Really"، خلال حديثه على اعتبار أنها إشارة وعلامة على كونه جاسوسا، وبالتالي على المصريين الحذر منه، لأنه أيضًا يتعامل بود معهم، لمعرفة أسرارهم، فتم تدشين "هاشتاج" على تويتر يحمل نفس الكلمة سجل عليه المصريون تعليقاتهم الساخرة بالإضافة إلى أكثر من "هاشتاج" آخر مثل "إعلانات الجاسوس"، "إعلان الجاسوس" التى حملت شعارات افتراضية ساخرة لإعلانات التحذير من الجواسيس، كما تم تدشين حساب ساخر ل "الجاسوس بتاع الإعلان" على تويتر . ومن أمثلة التعليقات الساخرة "حسيت إن عجلة الزمن رجعت 25 سنة لورا، لحد ما جمعة الشوان كان بيستقصي الأخبار علي القهوة في السويس"، " اللي يقولك أنا حبيتك قوي وبعدين قاللك "Really" تقفش فى زمارة رقبته وتسلمه للمخابرات الحربية تكسب كارت شحن ب 50 جنيه"، "دليل المواطن فى كشف الجواسيس برعاية التليفزيون المصرى أول ما يدخل يقولك هو عارف رايح فين ولمين ويدخل عليهم ويقولهم أنا حبتكم قوي وبعدين يقول كلمة "Really" هههه سذاجة وهبل وضحك السنين الضوئية" ، "إوعى تنزل تقعد على القهوة، أو تتكلم مع حد متعرفوش.. حافظ على بلدك"، " الواد أخويا الصغير بعد ما شاف الإعلان بتاع الجاسوس قاعد بيحل الواجب بالحبر السرى هههه"، "إعلان الجاسوس ده يثبت أن المهنة لمت فين أيام مدام نادية الجندي فى مهمة فى تل أبيب كانت بتتعذب عشان تنطق حرف". ولم يبتعد خبر وقف شركة طيران العال الإسرائيلية لرحلتها بين القاهرة وتل أبيب، خلال الأيام المتبقية من شهر يونيو الجاري دون أسباب عن التعليقات الساخرة التى ربطت بين هذا الخبر الذى تبادلته وسائل الإعلام أمس وبين الإعلانات "أتارى شركة العال وقفت رحلاتها أكيد طبعا كانت ناوية تشحن لنا دفعة جواسيس جديدة وبعد الإعلانات خافت ليتكشفوا" ، "بعد إعلانات الجواسيس شركة العال توقف رحلاتها إلى القاهرة كل مصرى دلوقتى هيشم أى جاسوس عن بُعد"