افتتح الرئيس الصيني شي جينبينج، الجمعة، قمة "طرق الحرير الجديدة" التي يريد شي من خلالها التسويق لمبادرته، لتكون بلاده محوراً للعلاقات الاقتصادية العالمية. ويعرف المشروع رسمياً باسم "الحزام والطريق"، ويهدف إلى تحسين الروابط التجارية العابرة للقارات عبر بناء مرافئ وطرقات وسكك حديدية ومناطق صناعية. وفي ما يلي أبرز النقاط المتعلقة بهذا المشروع. -من هم الداعمون؟- يشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، الحليفان المقربان من الصين، في هذه القمة إلى جانب 35 رئيسا ورئيس وزراء من أوروبا وآسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ومديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد. غير أن معظم دول أوروبا الغربية، الحذرة تجاه المشروع الصيني، يقتصر تمثيلها على وزراء، فيما لم ترسل الولاياتالمتحدة أحداً. وفرنسا ممثلة بوزير خارجيتها جان-إيف لودريان. أما الاستثناء فهو رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي الذي انضمت بلاده إلى المبادرة الصينية في مارس، لتكون أول دولة من مجموعة السبع تقدم على هذه الخطوة. وبالمجموع، يضمّ المنتدى الذي يستمرّ حتى يوم السبت، ممثلين عن 150 بلداً، من بينهم كوريا الشمالية المجاورة. مئات المليارات منذ إطلاق شي في عام 2013 لطرق الحرير الجديدة، استثمرت الصين 80 مليار يورو في مشاريع متعددة، كما قدمت المصارف قروضاَ بقيمة تتراوح بين 175 و265 مليار يورو، بحسب شاو ويمينغ المسؤول الصيني الرفيع المكلّف بإدارة البرنامج. من الدول المنضمة للمشروع؟ وفق وزير الخارجية الصيني وانغ يي، وقعت حتى الآن 126 دولة و29 منظمة دولية اتفاقات تعاون مع بكين. ولا تنص هذه الاتفاقات على دعم غير مشروط للمشروع الصيني، بل يقترح بعضها التعاون في دولة ثالثة أو في مجال الاستثمار. قطارات يربط خط سكك حديد الصين بأوروبا، ويصل 62 مدينة صينية ب51 مدينة أوروبية متوزعة على 15 دولة. وقامت تلك القطارات ب14691 رحلةً منذ إطلاقها في عام 2011 بحسب بكين. وتجاوزت القيمة الإجمالية للبضائع المتبادلة في الاتجاهين ال30 مليار يورو عام 2018. وفي مؤشر على عدم التوازن التجاري الثنائي، 94% من القطارات المنطلقة من الصين تكون ممتلئة، في مقابل 71% من القطارات القادمة في الاتجاه المعاكس. ومن المقرر أن تربط سكتا حديد الصين بلاوس وتايلاند. وفي كينيا، تصل سكة حديد مسماة "طرق الحرير" العاصمة نيروبي بمومباسا التي تحتوي على المرفأ الأبرز في البلاد المشرف على المحيط الهندي. طرق ومرافئ شيّدت في باكستان سلسلة مشاريع بنى تحتية (طرق، سكك حديد، نقاط إنتاج طاقة) لتربط على طول طريق تجاري الساحل الجنوبي للبلاد بمدينة كشغار الصينية (شمال غرب). وهذا المشروع المسمى "الممر الاقتصادي الصين-باكستان"، يتضمن تشييد طرقات سريعة وسدود كهرمائية وإدخال تعديلات على مرفأ كوادر الباكستاني على بحر العرب. وبالنسبة لإسلام آباد، فالطموح هو تعزيز النمو القومي. ولبكين، فالهدف هو تأمين طريق أكثر سرعةً وأماناً عبر هذا الطريق البحري لوارداتها النفطية من الشرق الأوسط. لكن المشروع يثير استياء الهند، فالممر يقع بالجزء الذي تديره باكستان من كشمير التي لا تزال نيودلهي تحتلّ جزءاً منها بشكل غير شرعي.