ستكون مسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم الثلاثاء على موعد مع أمسية إنجليزية بامتياز حين يحل مانشستر سيتي بطل الدوري الممتاز ضيفا على توتنهام في ملعبه الجديد، فيما يتواجه ليفربول المتصدر الحالي ل "البريميير ليج" مع ضيفه بورتو البرتغالي، وذلك في ذهاب الدور ربع النهائي. وسيحظى سيتي الذي يقارع على أربع جبهات (حسم واحدة حتى الآن بإحرازه كأس الرابطة)، بشرف أن يكون أول ضيف "قاري" على ملعب "توتنهام هوتسبير ستاديوم"، في أول لقاء بين الغريمين المحليين على الساحة الأوروبية. وبعدما قلل لاعبه البلجيكي كيفن دي بروين من شأن تأثير الملعب الجديد، قال مدرب سيتي الإسباني جوسيب جوارديولا الإثنين "الملعب هو ملعب وبطبيعة الحال في دوري الأبطال في كل المباريات خارج ملعبنا، المشجعون يدعمون فريقهم أكثر من أي مكان آخر". وتابع "هذه هي المباراة الثانية لسبيرز على ملعبهم، ونعرف ما سنواجهه". لكن في طرف توتنهام، يشكل الملعب الجديد جرعة دعم كبيرة. وقال لاعب توتنهام الكوري الجنوبي سون هيونج-مين الذي سجل الهدف الأول على الملعب الجديد (ضد كريستال بالاس الأربعاء الماضي)، في مؤتمر صحفي الإثنين إن الملعب يمنحه وزملاءه حافزا "قد لا يدركه لاعبو سيتي لأنهم دائما ما يلعبون على أرضهم. نحن بعيدون منذ نحو عامين عن ملعبنا". أضاف "ما قمنا به في العامين الماضيين كان إيجابيا جدا وأعتقد بأننا اشتقنا كثيرا لملعبنا، وربما يمكننا أن نظهر لهم مساء الغد ما الفارق بين ويمبلي (حيث خاض الفريق مبارياته في الأشهر الماضية) وملعبنا الجديد". كما أبرز مدربه الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو التأثير الإيجابي للملعب الجديد بقوله اليوم "سيكون الأمر مذهلا وصعبا على خصمنا، ويمكن أن يساعدنا على تقديم أداء بالطريقة التي نريدها". وشاءت الصدف أن يصطدم سيتي الذي يتخلف بفارق نقطتين عن ليفربول متصدر ترتيب الدوري الإنجليزي بعد 33 مرحلة لكنه يملك مباراة مؤجلة، في الدور ربع النهائي بفريق إنجليزي للموسم الثاني تواليا. لكن فريق المدرب الإسباني جوسيب جوارديولا يأمل في أن يخرج منتصرا هذه المرة بعدما انتهى مشواره العام الماضي على يد ليفربول. وخلافا لتوتنهام الذي خرج خالي الوفاض من المسابقات المحلية الثلاث، ما زالت الفرصة قائمة أمام سيتي لتحقيق رباعية تاريخية كونه بلغ أيضا نهائي مسابقة كأس إنجلترا بفوزه السبت على برايتون 1-صفر، على رغم أن جوارديولا اعتبر في المرحلة الماضية أن تحقيق ذلك شبه مستحيل. وشهدت مباراة السبت عودة الفرنسي بنجامان مندي إلى التشكيلة الأساسية لسيتي للمرة الأولى منذ يناير الماضي، بينما غاب الهداف الأرجنتيني سيرخيو أجويرو للمباراة الثانية تواليا لكن ترجح عودته للقاء الثلاثاء ما سيشكل مواجهة مميزة مع هداف توتنهام هاري كاين الذي يتخلف عنه بهدفين فقط في صراع لقب هداف الدوري الممتاز. وتعليقا على إمكان مشاركة الأرجنتيني، قال جوارديولا "هو يتحسن وتدرب مع الفريق"، موضحا أن مندي وكايل ووكر يتعافيان من إصابات طفيفة. أضاف المدرب الإسباني الإثنين "ما لم يحل الطبيب دون ذلك، سيكونون ضمن التشكيلة غدا". وبعد مباراة السبت ضد برايتون في ملعب "ويمبلي"، بقي سيتي في لندن للتحضير لمباراة توتنهام حيث يأمل جوارديولا أن يحقق فريقه فوزه ال23 في مبارياته ال24 الأخيرة، وهو ما شدد عليه دي بروين بالقول سابقا إن هذه السلسلة "ليست سيئة على الإطلاق لكن يجب أن نواصل لأنه، في النهاية، إذا لم نحقق النجاح (الألقاب)، ستقفون (وسائل الإعلام) وتقولون إننا فشلنا". ويعول سيتي على سجله في مواجهاته الأخيرة مع رجال المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، إذ خرج منتصرا بآخر ثلاث مباريات. وشاءت الصدف أن يكون توتنهام محطة حاسمة في مشوار سيتي هذا الموسم، إذ بعد أن يلتقيه في إياب ربع النهائي في 17 الشهر الحالي، سيبقى رجال بوكيتينو في مانشستر للقاء ال"سيتيزينس" في ملعبهم في 20 منه ضمن المرحلة ال35 من الدوري الممتاز. "العام الماضي من الماضي" وعلى بعد قرابة 300 كلم إلى الشمال من لندن، يتجدد الموعد بين ليفربول وضيفه بورتو اللذين تواجها في الدور ثمن النهائي الموسم الماضي، وخرج "الحمر" منتصرين ذهابا في البرتغال بخماسية نظيفة قبل التعادل سلبيا في أنفيلد إيابا. ولعب النجم السنغالي المتألق ساديو ماني الدور الأساسي في تأهل ليفربول على حساب بورتو الموجود في ربع النهائي للمرة الأولى منذ موسم 2014-2015 والثانية فقط منذ 2008-2009، وذلك بتسجيله ثلاثية في لقاء الذهاب الموسم الماضي. وتطرق السنغالي إلى تلك الأمسية في حديث لموقع الاتحاد الأوروبي للعبة، قائلا: "كانت لحظة رائعة، إحدى أعظم الأمسيات في مسيرتي كلاعب. اللعب في دوري الأبطال إحساس مذهل... بالتالي تسجيل ثلاثية ارتدى أهمية كبرى بالنسبة لي. كنت مغتبطا حقا وسعيدا للفريق أيضا". وتطرق إلى لقاء الثلاثاء "لدينا ذكريات جميلة من الفوز عليهم بفارق كبير. ذلك كان العام الماضي، سيكونون متحفزين أكثر، هذا أمر طبيعي. ستكون أكبر خطيئة نرتكبها أن نعتمد على ما تحقق الموسم الماضي. العام الماضي من الماضي، وبالتالي سنحاول أن ننسى ما حصل". ويعول ليفربول بقيادة مدربه الألماني يورجن كلوب وثلاثي الهجوم ماني ومحمد صلاح وروبرتو فيرمينو، على سجله في هذه المرحلة من المسابقة القارية، إذ تأهل إلى نصف النهائي في 10 من المرات ال14 التي وصل فيها سابقا إلى ربع النهائي، لكن آخرها قبل العام الماضي (حين فاز على مواطنه سيتي)، كان يعود إلى موسم 2008-2009 حين خرج على يد مواطنه الآخر تشلسي. وبتأهله في ثمن النهائي على حساب بايرن ميونيخ الألماني (3-1 إيابا في ملعب الأخير وصفر-صفر ذهابا)، يكون ليفربول قد خرج منتصرا من مواجهاته الأوروبية التسع الأخيرة من مباراتي ذهابا وايابا، بينها الأدوار التمهيدية، وتعود هزيمته الأخيرة على هذا الصعيد إلى الدور الثاني لمسابقة "يوروبا ليغ" لموسم 2014-2015 على يد بشكتاش التركي بركلات الترجيح.