قالت نبيلة محمد عبد الصمد الأم المثالية بمحافظة البحيرة، إن وفاة نجلها الأكبر كانت أقسى لحظات حياتها، مشيرة إلى أنها عملت بالخياطة إلى جانب التدريس، لتربية أولادها الأربعة عقب وفاة زوجها عام 1992. وفى حديثها ل"بوابة الأهرام"، قالت الأم المثالية: كنت أعمل مدرسة فى مدينة دمنهور، وزوجى كان مفتشا للتموين وأنجبت 4 أولاد، وكانت الحياة مستقرة، حتى توفى زوجى عام 1992 ووقتها كان أصغر الأولاد مدحت عمره عامين، وقتها أغلقت بيتى على نفسى وأولادى، وكنت أعمل مدرسة فى الصباح واشتريت ماكينة خياطة عملت عليها، وأيام الامتحانات كنت أعمل فى الكنترول للحصول على المكافأة، حتى أستطيع تعليم أولادى ولم أكن أحكى معاناتى حتى لأقرب المقربين. ووسط صوت يرتوى بالدموع قالت نبيلة: عندما وصل ابنى الكبير محمد للصف الثانى الثانوى، أصيب بمرض خبيث فى القولون وكانت رحلة قاسية لمدة 3 سنوات ورغم ذلك حصل على الثانوية العامة بمجموع عال والتحق بكلية العلوم وتوفاه الله وهو فى الفرقة الأولى عام 1998، وكانت هذه أقسى لحظات حياتى، ولكن عوضنى الله بأولادى الباقين محسن الذى يعمل طبيبا بالمملكة السعودية ومجدى مهندس بترول فى الإمارات والأصغر مدحت يعمل محاسبا فى دمنهور وهو الذى يرعانى حاليا، وأولادى جميعا بارين بى وسافرت لهم أكثر من مرة لزيارة بيت الله الحرام، وعندما مرضت لم يتأخروا عنى وأتعالج فى أكبر المستشفيات. وعن نصيحتها للأمهات قالت الحاجة نبيلة:"لازم البنات يحافظوا على أسرار بيوتهن حتى عن أقرب الأقربين، ولا يحكين مشاكل البيت حتى لا تحدث خلافات، وتستمر الحياة، موضحة أن أحد أسباب الخلافات الزوجية أن "البنات مدلعين"، ودعت قائلة "ربنا يهديهم لأن الحياة صعبة". من جانبه قال مدحت، الابن الأصغر للأم المثالية بالبحيرة، إنه من تقدم بالأوراق لوزارة التضامن لأنه شعرأن والدته تستحق لقب الأم المثالية، بسبب كفاحها معه وأشقائه، بعد وفاة والده عام 1992 ، مرورا بوفاة شقيقه الذى تعبت معه 3 سنوات خلال فترة مرضه بين الأطباء والدراسة، حتى توفاه الله، وكفاحها وعملها فترات طويلة فى التدريس والخياطة حتى تخرج هو وأشقائه من الكليات وتزوجوا، ورغم ذلك بيتها مفتوح للجميع. وكشف مدحت، عن جانب آخر من كفاح والدته ضد المرض، وقال إنه عقب خروجها للمعاش عام 2013 حيث كانت تشغل منصب مدير مدرسة الجمهورية الإعدادية للبنات فى مدينة دمنهور، أصيبت بنفس المرض الذى أدى لوفاة شقيقى محمد، وتتعالج منه حتى الآن وقطعنا شوطا كبيرا فى العلاج، ورغم ذلك هى صابرة وتحمد الله. . .