استنكر المجلس القومى للصحة النفسية رغبة أهالى الخانكة فى تغيير اسمها بسبب ارتباطها باسم مستشفى "الخانكة" فيما يجلب عليهم إيذاء نفسيا. وأوضح الدكتور ناصر لوزة، أمين عام الأمانة العامة للصحة النفسية، أن درجة قياس رقى الشعوب وحضارتها يرتبط باحترامها ورعايتها للفئات الأضعف فى المجتمع، وكانت دوما محافظة القليوبية بمدينتها الخانكة نموذجا لهذا الرقي، فقد ارتبط اسم مستشفى الخانكة فى ذهن مجتمعنا باسم المدينة التى احتضنت على أرضها، فئة من المجتمع فى حاجة إلى الرعاية والاحترام و المشاركة، فصار معلوما للجميع أن الخانكة هى صاحبة المستشفى الأكبر مساحة وعراقة فى الصحة النفسية، ولا يخفى علينا جميعا أن فئة المرضى النفسيين، تحتاج دوما لأن تكون عضوا فعالا فى المجتمع فتهميش المريض النفسى ورفضه و اعتبار مرضه وصمة عار تميزه عن غيره من البشر، هو ليس فقط إيذاء شخصياو نفسيا له بل هو اعتداء على حق إنسان لا ذنب له فيما أصيب به من مرض. وقال: إن رغبة أهل مدينة الخانكة لتغيير اسم مدينتهم، إلى اسم آخر، لا يرتبط باسم مستشفى الصحة النفسية، الكائنة فيها؛ إنما يعكس فى الحقيقه الوصمة المصاحبة، للأمراض النفسية والموجوده فى مجتمعاتنا. وتعكس تلك الوصمه مشاعر الخجل والرفض والخوف والإحساس بالعار، تجاه المرضى النفسيين ، كما أن تلك الوصمة لا ترى فيهم بشرا لهم كل الكرامة الإنسانية،ولقد ساهم وجود تلك الوصمة فى تأخر علاج المرضى النفسيين فى مجتمعاتنا، والتى تظهر الإحصائيات أن عددهم لا يقل عن 17 - 20 %، على أقل تقدير فى أى مجتمع، كما ساهمت تلك الوصمة أيضا فى زيادة عزلة هؤلاء المرضى وإبعادهم عن مجتمعاتهم وحرمانهم من حياة كاملة يعيشونها ومن حقوقهم الإنسانية التى قدسها الدستور والأديان وسائر المعاهدات الدولية (قضى البعض من هؤلاءالمرضى ما لا يقل عن خمسين عاما داخل أسوار المستشفي).