على غرار نتائج مبارات كرة القدم والثانوية العامة، تسود الآن حالة من القلق والترقب أغلب البيوت المصرية انتظارًا لإعلان نتائج أول اختبار فى ممارستهم للحرية، بعد أن استمر على مدار يومين التصويت على انتخابات رئاسة الجمهورية. فلأول مرة، يذهب المواطن للإدلاء بصوته الانتخابي دون أن تكون لديه نتيجة مسبقة بنسبة 99.9 % من إجمالي المصوتين لمرشح أوحد كان فيما سبق ممثلًا عن شخص الحزب الحاكم. بدأ المواطنون منذ صباح يوم الأربعاء وحتي التاسعة من مساء الخميس، الإدلاء بأصواتهم على اختيار رئيسًا للجمهورية من بين 13 مرشحًا يتسابقون بكل نزاهة في مارثون السباق الرئاسي. ولأول مرة، يختلف أفراد الأسرة الواحدة في الاختيار لكنهم يجتمعون الآن احتراما لمبدأ الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير الذي حاول الجميع إرثاءه منذ ثورة 25 يناير، ويلتفون جميعًا حول شاشات التليفزيون ومواقع الإنترنت لمتابعة نتائج التصويت. حالة الترقب تلك نقلها مشتركو مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر" لتخلق حالة من النقاش فيما بينهم حول توقعاتهم لأول رئيس منتخب لمصر. فمع إعلان نتائج الفرز بدأ الجميع فى تداول مؤشرات فيما بينهم لصعود المرشحين محمد مرسي، مرشح جماعة الإخوان المسلمين، والفريق أحمد شفيق، الذي يعتبره الكثيرون جزءًا من النظام السابق. دافع الكثيرون من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، من خلال "فيسبوك وتويتر" عن مرشحهم معربين عن فرحتهم بمؤشرات صعوده الانتخابي، مؤكدين في الوقت نفسه أنه الأصلح لمنصب رئيس الجمهورية. وفي المقابل، سادت حالة من القلق بين مشتركي الموقعين من الأقباط والمنتمين إلي التيارات السياسية الليبرالية واليسارية بشكل خاص، نتيجة صعود مؤشرات "مرسي" معربين عن تخوفهم من تحول البلد إلي دولة دينية علي غرار إيران، كما شكك هؤلاء خلال نقاشهم في التزام مرشح الإخوان بما أعلنه في برنامجه الانتخابي مستشهدين بأداء نواب الإخوان في البرلمان وهو ما وصفوه بالأداء "المتخاذل". السمة الواضحة على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر"، ترويج أنصار المرشحين للرئاسة لتقدم مرشحيهم، في الوقت الذي يستمر فيه الفرز حتى الآن، وما يتم الإعلان عنه نتائج اللجان الفرعية. المثير في الأمر، أن القنوات الفضائية تعمدت التأكيد على أن الأرقام التي يتم الكشف عنها لا تمثل النتائج النهائية، ولا يمكن اعتبارها مؤشرات للنتائج النهائية، ويبدو أن هذا التأكيد المستمر يحاول تهدئة الدعوات المطالبة بالنزول إلى ميداني التحرير وطلعت حرب في يوم الإعلان عن النتائج النهائية، إما للاحتفال في حال فوز أحد مرشحي الثورة، أو الاعتصام المفتوح في حال فاز أحد الفلول أو المرشحين للتيار الإسلامي. على صعيد آخر، بدأت تظهر على مواقع التواصل الاجتماعي التوجهات التصويتية في حال اللجوء إلى جولة إعادة، وبدا أن عددًا كبيرًا من مستخدمي فيس بوك وتويتر، يتفقون على عدم التصويت لأي من الفلول "شفيق" أو "موسى"، إذا دخلوا الإعادة مع أي من المرشحين، حتى لو كان مرشح تيار إسلامي. ولكن.. ما بين الشد والجذب على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الشارع المصري خارج هذه المواقع، يبدو وأنه مطمئن لكلمته التي قالها على مدار يومين في انتخابات الرئاسة، وعلى استعداد لتقبل أي نتيجة دون "تشنج" أو "تعصب"، بل وصلت الثقة إلى حد القول بأنه يمكن التعلم من خطأ الاختيار في الانتخابات المقبلة.. وهو ما يمكن معه القول إن الشعب المصري على الطريق الصحيح للممارسة الديمقراطية.