كثيرا من السلوكيات الخاطئة يرتكبها الأطفال تحت سمع وبصر الآباء والأمهات، بعضها لا توجد له أسباب واضحة، ورغم ذلك لا يهتم غالبية أولياء الأمور بالبحث عن خطورة تلك السلوكيات على مستقبل أطفالهم، ولا يعلمون متى يجب عليهم التحرك فورا لحماية أطفالهم من الكارثة التي تهدد مستقبلهم. تقول الدكتورة هبة الأطرش، رئيس قسم الخدمة النفسية بمستشفى المعمورة للطب النفسي ل"بوابة الأهرام"، إن الطب النفسى اعتبر 15 سلوكا يرتكبها الأطفال من المخاطر التى تهدد مستقبلهم، وتتطلب معرفة أسبابها، هل تصدر عن الأطفال نتيجة الظروف المحيطة، أم أنها نابعة من طبيعة شخصية أطفالهم؟، مشيرة إلى أن الخطورة تكمن فى اجتماع 5 من هذه السلوكيات عند الأطفال حيث ينذر ذلك بكارثة قد تؤدى إلى ضياع مستقبل هؤلاء الأطفال، وخاصة مع تأخر علاجهم أو تعديل سلوكهم، ما ينتج عنه "طفلا مضاد المجتمع وغير سوي"، قد تصل به فى النهاية وهو فى سن صغير ليكون إجراميا. وأضافت الدكتورة هبة الأطرش: على أولياء الأمور مراعاة ومراقبة 15 نمطا سلوكيا عند أطفالهم وهى (العدوانية، السرقة، الكذب، الهروب من المنزل أو المدرسة، التدخين، إشعال الحرائق، اختلال فى أدائه اليومى، كثرة الشجار، التخريب المتعمد للممتلكات العامة أو الخاصة، نوبات غضب، فوضوى، متقلب المزاج، مكتئب وقلوق وحساس جدا، خجول اجتماعيا، عديم الثقة بالنفس). وأشارت إلى ضرورة الوقوف عند أسباب ذلك، وهل تلك السلوكيات صادرة عن الطفل لأسباب منها على سبيل المثال (التدليل، القسوة، التوبيخ الدائم، ظروف اجتماعية كانفصال الوالدين أو كثرة المشاجرات العائلية مثلا، فقدان عزيز عليه، غياب القدوة، التعرض لحادث، الانتقال الدائم بين مدارس وبيوت جديدة، التعرض للإساءة البدنية أو غيرها). وأوضحت رئيس قسم الخدمة النفسية، وجوب العمل على معالجة هذه الأسباب التى تؤدى إلى هذه الأنماط السلوكية، وذلك من خلال تعديل الأحداث التى أدت إلى ظهور هذه السلوكيات، أما فى حالة كانت الأنماط السلوكية نابعة من شخصية الطفل، ولا مسببات من المذكورة، وأنه يعيش فى ظروف مستقرة، وحاول الأبوين معالجتها دون جدوى، وفى ظل استمرار ارتكابها، يجب زيارة الطبيب النفسى، وخاصة مع توافر أو اجتماع 5 سلوكيات وهى ( العدوانية، السرقة، الكذب، الهروب من المنزل أو المدرسة، التدخين). وحذرت الدكتورة هبة من السكوت عن ارتكاب تلك السلوكيات، دون تدخل من الأبوين لمعالجتها، أو التأخر فى حال تكرارها عن زيارة الطبيب النفسى، ينذر بمعايشة هذا النوع من الأطفال لحالة من الاضطراب السلوكى، وأن التأخر فى تعديل هذه السلوكيات ينذر بان يكونوا أطفالا مضادين للمجتمع، وغير أسوياء، وقد يصل بهم الأمر وهم فى ريعان الشباب ليكونوا أطفالا إجراميين، مؤكدة أن علاج الإضرابات السلوكية يتم من خلال وضع البرامج العلاجية المناسبة لشخصية الطفل ووضعه الاجتماعى والأسرى، وفقا لتعاون الأسرة والمدرسة والطفل مع المعالج، وذلك بعد التشخيص السليم والدقيق من قبل الطبيب النفسى، لافتة إلى الطبيب وحده هو الذى يقرر مدى الاحتياج للتدخل العلاجى، والجلسات النفسية للطفل والأسرة.