* برامج المسابقات لغت قصة كفاح الفنان. * أزمة التعليم لم يكن سببها "مدرسة المشاغبين".
تحدث النجم أحمد آدم عن برامج المواهب والمسابقات وتأثيرها على الفن، حيث أكد أن مشكلة هذه البرامج أنها تلغي قصة الكفاح وتضع الفنان على القمة دون عناء، ليفاجأ في النهاية بأن عليه طريق طويل للنجاح. وأوضح في ندوته ب"بوابة الأهرام": "على سبيل المثال محمد عطية لم يكن لدى القائمين على البرنامج، الذي تخرج منه علم بكيفية استغلال شاب مشهور فهل يغني أم يمثل أم يكون مذيعًا؟، لأن قانون النجاح هنا عكس الطبيعة، بدلا من طلوع السلم من تحت لفوق، ولعدم وجود خبرة وممارسة تجارب عديدة، فالنتيجة الطبيعية هي الرجوع للقاع سريعًا، فنحن تعلمنا من كل من عملنا معهم، فأنا استفدت من الأساتذة عبدالمنعم مدبولي وعادل إمام وسعيد صالح وسيد زيان، وأخذت من كل واحدًا منهم ما يميزه". وأضاف أن هناك بعض النماذج الكوميدية التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي ويوتيوب وتتمتع بخفة ظل كبيرة، إلا أنه يجب عليهم التجربة، لأنها أساس كل شيء، ولا يكفيه أن تتم مشاهدته فيديوهاته 15 مليون مشاهدة. وحول صناعة النجم في مصر هل هي موجودة بالفعل أم أنها تتم بطريقة عشوائية؟، أكد أحمد أنها غير موجودة بالمرة، مشددًا على أن صناعة النجم مسئولية مشتركة بين كل صناع المهنة هنا سواء منتجين أو نقاد أو صحافة فنية، مضيفًا "الغريب أننا في بعض الأحيان نفعل العكس، وبعض أفعالنا تتجه نحو تسفيه وطفي الوهج الذي يميز أي فنان صاعد، ونجد أن هناك بعض الكتابات التي لا يكون لها هم سوى أن الفنان الفلاني ظاهرة وستختفي أو أن أخره فيلمين وسيحترق". وأوضح أن "صناعة النجم في الخارج لها مؤسسات كاملة تعمل عليها، وسنظل هنا كذلك حتى نعود لسابق عهدنا عندما كان باستطاعة الجمهور العادي التفريق بين أنواع الفنون المختلفة، والتفريق بين المونولوج والطقطوقة، أي لا يجوز انتقاد شكوكو عندما يغني (لماذا الهجر ده لماذا.. ده جرح قلبي بقزازة) رغم أنها من ألحان محمد عبدالوهاب، كما أنه لا يجوز نقد عبدالوهاب عندما يلحن هذا المونولوج مثل نقده عندما يلحن لأم كلثوم". وتابع "الجمهور العادي كان باستطاعته التفرقة بين الدور والموشح، وهذه الطريقة في تذوق الفن كانت تعطي زخما وثراء للفن، ولا نجد كلمة إسفاف متداولة على لسان البعض، لأجل ذلك عندما ظهر عدوية أحدث صدمة كبيرة في هذا الجيل بسبب الشعبية الجارفة التي استطاع أن يحصدها، وكنا كثيرًا ما نسمع عبارات مثل أنه جاء ليدمر الفن، ولكن عندما سئل الأديب الكبير نجيب محفوظ عنه، أجاب بأنه جلابية مصر، ومن منا لم يرتد الجلابية وهو جالس في منزله يوم الجمعة؟!". وأكد "مثل هذه الطريقة في التفكير هي التي تجعل الفن يسير في الاتجاه الصحيح، ولا يتم تشتيته أو يتوه عن هدفه الحقيقي، لأن الفن في النهاية هدفه الترفيه، أما مسألة التعليم وزرع القيم لها مؤسساتها، فأنا أرفض تحميل الفن أي ظاهرة مجتمعية تحدث، لأن الفنان الفلاني لم يعلم الناس البلطجة، أو يعلمهم الدم". المهرجانات وضرب النجم أحمد آدم، مثلا بأغاني المهرجانات، والتي استطاعت أن تجذب عددا كبيرا من المتابعين وأصبح لها مريدين كثر، إلا أنه لا يحبها ولا يفضلها، ولكنه لا يرفض وجودها، كما أنه يرفض مهاجمة هؤلاء الشباب الذين يقدمون هذا الفن، ومن يجد أي مشكلة مجتمعية عليه بالتوجه بها إلى علماء الاجتماع لحلها. كما انتقد آدم فكرة تحميل مشكلة التعليم من قبل على مسرحية "مدرسة المشاغبين"، مضيفا "نسوا جميعا أن التعليم نفسه به مشاكل سواء المدرس أو المناهج التي تدرس للطلبة، إذن ما دام التشخيص خاطئ سيظل العلاج كذلك". وأكد أحمد، أن مهمة الفنانين والنقاد هي تنوير الناس بطريقة "الفرجة" أو الاستماع، كما أننا بحاجة إلى إعادة التفكير في رؤيتنا للفن، ويجب علينا العودة لتذوق الفن بكل أشكاله ولا يعيب أي شخص سماعه للإطلال وسماعه أيضا ل"شبشب الهنا"، كما أن من حقه الاستماع لعبد المطلب وعبدالحليم وعبدالوهاب، وبعد منهم الحجار ومنير والحلو وغيرهم.