غادر قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، ظهر اليوم الثلاثاء، العاصمة الإماراتية أبو ظبي، حيث كان في وداعه بالمطار الرئاسي بأبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وشهدت زيارة بابا الفاتيكان، والتي شاركه خلالها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، لأبو ظبي، والتي استمرت لنحو 36 ساعة، العديد من المحطات التاريخية، بداية من وصوله إلى أبو ظبي، مساء يوم الأحد، حيث كان في استقباله ولي عهد أبو ظبي وكبار المسئولين الإماراتيين، وقد أجريت له مراسم استقبال رسمية، شارك بها، شيخ الأزهر الشريف، ثم استقلا معا سيارة مشتركة، إلى مقر إقامتهما المشترك، وذلك في سابقة تاريخية لم تحدث من قبل. كما شهدت الزيارة تفقد أكبر رمزين دينيين بالعالم، جامع الشيخ زايد الكبير، حيث أبديا إعجابهما بما يزخر به الجامع من فنون معمارية فريدة، تعكس الروح الأصيلة للعمارة الإسلامية، وتجعل منه محطة أساسية للتعبيرعن روح التسامح والتعايش التي تجسدها دولة الإمارات العربية وشعبها الطيب. ثم ترأس الإمام الأكبر اجتماعا لمجلس حكماء المسلمين، بحضور قداسة البابا فرنسيس، وذلك في احدى القاعات الملحقة بجامع الشيخ زايد، حيث أعرب شيخ الأزهر عن ترحيبه باللفتة الكريمة التي تمثلها مشاركة قداسة البابا فرنسيس في الاجتماع، مشيرا إلى أن القيم والأهداف التي قام المجلس من أجلها، تجسد فهما عميقا للمشتركات الإنسانية التي تحملها الأديان، وتتضمن العديد من القواسم المشتركة بين الأزهر الشريف وحاضرة الفاتيكان. وشهد "صرح الشيخ زايد"، مساء أمس الاثنين، الحفل الختامي للقاء العالمي للأخوة الإنسانية، حيث وقع شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان على وثيقة "الأخوة الإنسانية" التي تعد الوثيقة الأهم في تاريخ العلاقة بين الأزهر الشريف والفاتيكان، وأحد أهم الوثائق في تاريخ العلاقة بين الإسلام والمسيحية على الاطلاق، وذلك بحضور سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. هذا، فيما أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال الحفل، عن إطلاق”جائزة الأخوة الإنسانية - من دار زايد“، كاشفا عن منح الجائزة في دورتها الأولى لقداسة البابا فرنسيس، وفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، بينما وقع سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على حجر أساس تأسيس جامع الإمام الطيب وكنيسة البابا فرنسيس في أبو ظبي. كما تشارك الرمزان الدينيان، التوقيع على "كرة الأولمبياد الخاص" التذكارية، وذلك بمناسبة استضافة أبو ظبي للأولمبياد الخاص للألعاب العالمية في الفترة من 8 إلى 22 مارس المقبل. واختتم البابا فرنسيس، زيارته الأولي إلي دولة الإمارات، بترأس قداس إلهي بحضور كثر من 135 ألف شخص أتوا من مختلف انحاء الخليج العربي ومناطق مختلفة من العالم للمشاركة في القداس التاريخي الذي تشهده الجزيرة العربية لأول مرة. وقد حظيت زيارة شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان باهتمام عالمي غير مسبوق، باعتبارها الزيارة الأولى لأحد باباوات الفاتيكان إلى شبه الجزيرة العربية، كما أنها تعكس مكانة الأزهر الشريف وإمامه الأكبر، كأكبر مرجعية دينية في العالم الإسلامي، وكونها المؤسسة الأكثر تعبيرا عن سماحة الإسلام وتعاليمه الوسطية المعتدلة.