احتفلت دورة اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بالباحث الدكتور حسن ظاظا، أحد رواد الدراسات اليهودية والإسرائيلية، وذلك في ندوة ثقافية أقيمت ضمن نشاط مئويات الإعلام، بمشاركة سعيد عطية، أستاذ الدراسات اليهودية ومقارنة الأديان بقسم اللغة العبرية، وأحمد هويدي، أستاذ الدراسات اليهودية بقسم اللغات الشرقية بجامعة القاهرة، وأدارها حاتم الجوهري، الذي قدم الندوة، واصفًا الدكتور حسن ظاظا، بأنه أحد رواد الكتابة في علم اللغة، والشخصية الإسرائيلية، والفكر السياسي، والديني. في البداية، قدم الدكتور أحمد هويدي، أستاذ الدراسات اليهودية بقسم اللغات الشرقية بجامعة القاهرة، نبذة مختصرة عن نشأة حسن ظاظا، والبيئة التي تربى فيها، ودراسته، العوامل التي أثرت في شخصيته وتكوينها، وسبب التحاقه بقسم اللغة العبرية، حتى سفره إلى القدس للحصول على درجة الماجستير، التي أتمها تحت عنوان "الأثر العربي الإسلامي في الفكري اليهودي الأندلسي"، ثم حصوله على الدكتوراة من فرنسا بعنوان "القسم عند اليهود". وأوضح "هويدي"، أن الدكتور حسن ظاظا لعب دورًا وطنيًا تجاه القضية الفلسطينية، من ضمنها استجابته أثناء عمله في جامعة بيروت، إلى منظمة التحرير الفلسطينية بالسفر إلى فلسطين، للقيام بمهمة محددة، وهي معرفة حجم إحدى المباني الإسرائيلية التي كانت تستهدفها المنظمة، لافتًا إلى أنه قام بدور آخر في خدمة القضية الفلسطينية، عبر مشاركته في أحد المؤتمرات التي عقدته إحدى الجمعيات النسائية في اليابان، للحديث عن القضية الفلسطينية، حيث تحدث عن القضية الفلسطينية، وأبطل حجج الصهيونية في الاستيلاء على دولة فلسطين، متبعًا في ذلك طريقة علمية وتاريخية، حتى استطاع إقناع رئيس الجمعية، التي قررت على الفور، سحب العضوية الشرفية التي كانت قد أعطتها لزوجة السفير الإسرائيلي في وقت سابق على تلك الندوة. وأشار "هويدي"، إلى أن الدكتور حسن ظاظا، تعرض مرتين لمحاولتي اغتيال، قائلا: "الأولى حدثت عندما وصل إلى القدس، وتحديدًا في فندق الملك داوود، ولكن العناية الإلهية أنقذته، أما الثانية كانت عندما ألقى قصيدة في إحدى المؤتمرات بعنوان "ابن زيدون وقناع الأرض"، بمناسبة سقوط الأندلس، وتعرض عقب إلقائها لمحاولة اغتيال، بالاعتداء عليه بطعنه بسكين في بطنه"، مشيرًا إلى أن تلك الفترة التاريخية في الأربعينيات من القرن الماضي، كان هناك استهداف للعلماء، ولمن يريد كشف حقيقة إسرائيل. وعرج الدكتور أحمد هويدي على أحد النماذج العلمية التي أصدرها الدكتور حسن ظاظا، وهو كتابه "الشخصية الإسرائيلية" الصادر عام 1985م، مشيرًا إلى أن هذا الكتاب قدم عرضًا تاريخيًا للشخصية الإسرائيلية، ووصفهم بأنهم متعصبون دينيًا، وعنصريًا، ولديهم صراع متأصل في شخصيتهم، كما فرق في كتابه بين عدة مصطلحات مختلفة توظفها إسرائيل كل منها في سياق مختلف، مثل مصطلح العبري، وهو يشير إلى الثقافة، واليهودي، ويشير إلى الدين، والإسرائيلي ويشير إلى الجنسية، وكذلك الصهيوني. من جهة أخرى، تحدث الدكتور سعيد عطية، أستاذ الدراسات اليهودية ومقارنة الأديان بقسم اللغة العبرية، عن كتاب "الفكر الديني اليهودي"، للباحث حسن ظاظا، الذي كشف فيه حقيقة الفكر اليهودي، شرح أسباب إصداره، وصدوره للمرة الأولى تحت عنوان "الفكر الديني الإسرائيلي"، وعن بنية الخلفية المعرفية التي كان يتمتع بها الدكتور حسن ظاظا وقت إصداره للكتاب وقال: "يهمنا الحديث عن مقدمة الكتاب الذي تناول أسباب انتقال تسمية إسرائيل، من "دولة اليهود" التي دعا إلى إنشائها هرتزل في مؤتمره الأول للدعوة لبناء دولة قومية لليهود، إلى تسميتها اسم "دولة إسرائيل" عند إنشائها في العام 1948م". موضحًا مبرراتهم في ذلك، المتمثلة في عدم رغبتهم في تذكير الآخرين بالحدود القديمة لمملكة اليهود، الأمر الذي يمثل قيدًا تاريخيًا لهم في الاستيلاء على رقعة الأرض التي يطمعون فيها. وأشار أيضًا إلى أهمية ذلك الكتاب بالنسبة للباحثين والدارسين، بخاصة أن كل عناوين الفهرس، أصبحت فيما بعد رسائل ماجستير ودكتوراه لطلبة الكليات.