شهدت قاعة الصالون الثقافي في معرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة ثقافية بعنوان "اقتصاديات الرياضة.. الهواية والاحتراف"، شارك فيها الكابتن محمود أبو رجيلة، لاعب نادي الزمالك السابق، والكابتن عبد المنعم الحاج، رئيس جمعية اللاعبين القدامى، والكابتن أيمن يماني، لاعب نادي الزمالك السابق، والناقد الرياضي محمد الدرديري. قال الكابتن محمود أبو رجيلة، إن الاحتراف في الخارج منظم للغاية، ومحدد بمواعيد التدريبات وتناول الوجبات، والاستشفاء، وغيرها من الأشياء المتعلقة بالنادي، مشيرًا إلى أن العنصر المادي يحكم الآن كرة القدم، ولا يستطيع اللاعب المحترف فعل أي شىء دون الرجوع إلى الوكيل. وأضاف أبورجيلة: "هناك العديد من اللاعبين الذين خاضوا تجربة احتراف أمثال ميدو، وأحمد حسن، وأيمن عبد العزيز، وهاني رمزي، ولكن النجاح الذي حققه محمد صلاح لم يحققه أي محترف مصري على الإطلاق". وتابع: "ربنا بيحب محمد صلاح أنه مرحش الزمالك، لأنه لو لعب للزمالك، ربما لم يحقق النجاحات الذي وصل إليها الآن"، مشيرًا إلى أن نشأة صلاح وتربيته على القيم والخلق الحميدة كانت سببًا في تحقيق كل هذا النجاح العظيم. واستطرد قائلًا: "أنا دربت لاعبين عظام أحرف من محمد صلاح، لكن لم يحققوا نجاح صلاح، لأنه هو اللاعب المصري الوحيد الذي احترم الاحتراف، لأن الاحتراف "خنقة"، لأنه بيفرض العديد من القيود على اللاعبين في التصوير والخروج والسفر والنوم وإلى آخره من قيود، وكل هذا يتطلب لاعب بمواصفات خاصة مثل صلاح". وأشار إلى أن قديمًا كان هناك ما يعرف ب"الكشافين"، وهم أفضل من يختارون اللاعبين، وكانوا يقومون بذلك حبًا في الأندية، ولم يتقاضوا أجرًا إلا القليل على هذه المهمة، ولكن الآن العنصر المادي يحكم اللعبة، وجعل وكلاء اللاعبين يتحكمون في مصائر مواهب كرة القدم المصرية. وقال عبد المنعم الحاج، رئيس اتحاد الكرة الأسبق، ورئيس جمعية اللاعبين القدماء، إن الهواية والاحتراف من أصعب الموضعات المتعلقة بكرة القدم، حيث أن الاحتراف بدأ في مصر عام 1990 بطلب من الكابتن محمود الجوهري، الذي طالب بتطبيقه كي تتقدم كرة القدم المصرية. وأضاف "الحاج": "طبقنا الاحتراف بطريقة خاطئة في مصر، وإلى الآن نطبقه بشكل خاطئ، ولكي نصلح المنظومة لابد من تطبيقه بكل تفاصيله، لكن نحن نأخذ من اللائحة بعض بنودها ونترك البعض الآخر، وهذا سبب فساد منظومة الاحتراف في مصر". وتابع: "لابد أن يعمل المسئولون على إدارة كرة القدم على تنشئة اللاعبين وتربيتهم على القواعد الاحترافية حتى يكونوا على قدر المسئولية حينما تتاح لهم الفرصة للاحتراف في الخارج، مؤكدًا أن ذلك سيجعل مصر ذاخرة بالعديد من النجوم المحترفين بالخارج". قال الكابتن أيمن اليماني، لاعب نادي الزمالك السابق، إنه قام بتدريب العديد من الفرق العربية والإفريقية، ووضع برنامج احترافي للتدريب أسهم في تكريمي في قطر عندما طبقته على أحد الفرق التي قمت بتدريبها الآن، كما قمت بتطبيقه في التسعينيات على المنتخب المالي، وأعطى نتائج رائعة حيث أصبح المنتخب المالي من أهم المنتخبات الأفريقية الآن، وهذا البرنامج أصبح المرجع الرئيسي لهم. وأضاف "يماني": "قمت بتطيبق هذا البرنامج أيضا في إريتريا وغيرها من الدول الإفريقية وحقق نجاحًا كبيرًا، وحاولت تطبيقه في مصر للارتقاء بكرة القدم المصرية، ولكن المسئولين في كرة القدم قاوموا هذا البرنامج بشراسة لأنهم لا يرغبون في تطوير الكرة يعشقون هذا الفوضى التي تحيط باللعبة الآن". وتابع: "الاحتراف في إفريقيا سهل ولا توجد به عراقيل، ولكن في مصر الأندية تسعى إلى جلب اللاعبين بتراب الفلوس، وحينما يأتي إليهم عرض، يطلبوا عرض مالي خيالي، وهذا ما يعرقل منظومة الاحتراف في مصر"، متمنيًا من المسئولين على كرة القدم المصرية بالاستعانة بالخبرات الكروية للمساهمة في نهضة كرة القدم. قال الناقد الرياضي محمد الدرديري، إن كرة القدم تمثل دخل لأكثر من مليار مواطن على مستوى العالم، كما أنها اللعبة الشعبية الأولى في العالم، مشيرًا إلى أن القيمة التسويقية ل"الأهلي، الزمالك، بيراميدز" ارتفعت للغاية لأنهم أقرب الأندية المصرية التي تتطبق الاحتراف بشكل صحيح. وأضاف "الدرديري": "التمويل يعد أحد أهم العوائق التي تواجه الأندية الشعبية في مصر، حيث تعتمد على تمويل الأفراد والمؤسسات الحكومية، وهذا غير كافٍ لتغطية أجور اللاعبين والإنشاءات الخاصة بالأندية، ولذلك قانون الرياضة الجديد فتح الباب أمام الاستثمار في كرة القدم".