تعلن محافظة القاهرة من أن لآخر عن حزمة من الإجراءات التي تتخذها لرفع مستوى النظافة بشوارعها، إلا أن واقع تلك الشوارع يشهدالعكس، بدليل تلال القمامة المتراكمة فى كل حى من أحياءالعاصمة. وقد قام أمس السبت المحافظ عبدالقوى خليفة، بتسليم 18 تروسيكل جمع قمامة لعدد من الجمعيات الأهلية العاملة بحي منشأة ناصر لتوزيعها على 36 شابا من أبناء الحي، ليقوموا بتشغيلها لنظافة الحى من جهة، وتوفير فرص عمل لهم من جانب أخر. كما سيتم تقسيم الحي إلى مربعات صغيرة وتوزيع التروسيكلات عليها لجمع المخلفات من المنازل ونقلها إلى سيارات نظافة ستقوم الشركة المسئولة عن نظافة الحي بتوفيرها لنقل المخلفات إلى المقالب العمومية. من جانب أخر يؤكد خليفة، أن المحافظة لا تألوا جهداً في الارتقاء بمستوى النظافة بالأحياء خصوصا الشعبية منها، ولكن ذلك أيضا غير ملموس على أرض الواقع، بدليل الجولة الميدانية ل "بوابة الأهرام" فى عدد من هذه الأحياء الشعبية التى يتحدث عنها المحافظ. ففى حى شعبى كحى عين شمس شرق القاهرة، تستقبلك روائح القمامة الكريهة، والتى تؤكد أن من يقطنون بهذا الحى ليسوا أصحاء كباقى البشر، وهو ما رواه لنا محمود زين أحد السكان، لافتا إلى أنهم لا يرون عربات جمع القمامة داخل الحى. اتفق معه فى الرأى سيد منصور أحد سكان حى المطرية، مؤكدا أن سيارات جمع القمامة، اختفت من شوارع الحى منذ اندلاع ثورة يناير، ويتخلص الأهالى منها بإلقائها فى أى أرض فضاء. يتكرر المشهد نفسه بمناطق متفرقة بحى السلام، حيث تؤكد هناء محمود أن عربات جمع القمامة كانت تدخل الشوارع الفرعية، أما الآن فأكوام القمامة تتراكم بالشهور، إلى أن يتخلص منها الأهالى بالحرق، لافتة أن امتلاء الصناديق بالقمامة يهدد حياتهم بالخطر، خصوصا فى فصل الصيف الذى تزداد فيه الحشرات الطائرة والزواحف. أضاف سعيد محمد أحد سكان حى المرج أن الأهالى بجهودها الذاتية تحاول التخلص من هذه القمامة بتجميعها فى أرض فضاء ومن ثم حرقها، نظرا لعدم توافد سيارات الجمع التابعة للمحافظة باستمرار، ولكن" الزبالين" الفرديين يقومون بفرزها واستخراج البلاستيك منها تمهيدا لبيعه، وهذه مشكلة أخرى تواجهنا، لعدم وجود رابط أو ضابط لهؤلاء. وبعيدا عن المنطقة الشرقيةبالقاهرة، تجد نظيرتها الغربية لا تختلف كثيرا عنها، خاصة فى الأحياء التى غابت عنها شرطة المرافق، كالعتبة والموسكى والأزبكية، مما ساعد الباعة الجائلين بتلك المناطق على عدم المحافظة على نظافتها. وبالنسبة للمنطقة الشمالية، فتجد مستوى النظافة معقولا فى بعض شوارع أحيائها، كحى شبرا، والذى يسعى رئيسه لرفع تلال القمامة بشكل مستمر، فى حين تجد المنسوب مرتفعا بأحياء كروض الفرج والساحل، ومداخل شبرا مع محافظتى القليوبيةوالشرقية. أما المنطقة الجنوبية فحدث ولا حرج، خصوصا أن بها عددا ضخما من الأحياء على رأسها حلوان والتبين والمعصرة ودار السلام والسيدة زينب، وجميعها أحياء شعبية ذات كثافة سكانية عالية، وبرغم ذلك فإن مستوى النظافة متدنى بها هى الأخرى. فى سياق متصل، ساهم فى زيادة تراكم القمامة بشوارع العاصمة، إضراب معظم عمال شركات النظافة عن العمل، لعدم حصولهم على مستحقاتهم المالية. وبرغم إعلان المحافظ عبدالقوى خليفة، عن التعاقد مع 300 عامل نظافة جدد موزعين على الأحياء للارتقاء بمنظومة النظافة بها، فإن واقع الشوارع يؤكد عدم دقة هذه التصريحات.