أظهر استطلاع لرأي الناخبين فور خروجهم من مراكز التصويت أن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل مني بهزيمة ساحقة اليوم الأحد في الانتخابات التي جرت في ولاية نورد راين فستفاليا كبرى الولايات الألمانية من حيث عدد السكان. ويمكن أن تشجع هذه النتيجة المعارضة الاشتراكية على تكثيف الهجمات ضد سياسات ميركل الأوروبية الخاصة بالتقشف. وجرت الانتخابات في الولاية الواقعة بغرب ألمانيا والتي يفوق عدد سكانها سكان هولندا ويعادل اقتصادها حجم اقتصاد تركيا قبل 18 شهرًا من الانتخابات العامة التي من المتوقع أن تخوضها ميركل أملا في الفوز بفترة ثالثة. وما زالت ميركل تحظى بشعبية في بلادها نظرا لتعاملها الحازم مع أزمة ديون منطقة اليورو لكن حجم الهزيمة التي مني بها حزبها تمثل ضربة قوية يمكن أن تغير الساحة السياسية في ألمانيا وتجعلها أكثر هشاشة أمام منتقديها في الداخل. وطبقًا للاستطلاع الذي اجرته القناة الأولى بالتليفزيون الألماني (ايه.آر.دي) حصل الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي يمثل يسار الوسط على 39 في المئة من الأصوات وأصبح لديه ما يكفي من الأصوات لتشكيل أغلبية مريحة مع حزب الخضر الذي حصل على 12 في المئة. وشكل الحزبان اللذان يميلان لليسار حكومة أقلية هشة خلال العامين المنصرمين تحت قيادة زعيمة الحزب الديمقراطي الاشتراكي هانيلور كرافت التي يمكن أن يدفعها هذا الانتصار الحاسم الى مركز الصدارة على المستوى الوطني. وهوت شعبية الاتحاد الديمقراطي المسيحي بزعامة ميركل إلى 26 في المئة فقط مقابل نحو 35 في المئة عام 2010 وهي أسوأ نتيجة يحققها الحزب في الولاية منذ الحرب العالمية الثانية. وتظهر الاستطلاعات أن الحزب الديمقراطي الحر المؤيد لقطاع الأعمال والذي يشارك في ائتلاف مع حزب ميركل على المستوى الاتحادي يتجه للعودة إلى برلمان الولاية وهو ما يعتبره كثيرون صعودًا جديدًا للحزب بعد انهيار شعبيته خلال السنوات القليلة الماضية.