في مفارقة لافتة، تجمع روزنامة هيئة الأممالمتحدة اليوم، الثامن عشر من شهر ديسمبر، بين مناسبتين يصعب الفصل بينهما في ظل قلاقل أحاطت بالمنطقة العربية على مدار السنوات القليلة الماضية، أولاهما: اليوم العالمي للاحتفاء باللغة العربية، وثانيهما: اليوم العالمي للتذكير بأوضاع المهاجرين في ظل الهجرات المتزايدة منذ بداية الألفية الثالثة، والتي ضمت الملايين من بلدان العالم العربي، وعلى رأسها العراق وسوريا واليمن والصومال والسودان بعد تقسيمه. يأتي الاحتفاء باللغة العربية في هذا اليوم من كل عام، لكونه اليوم الذي شهد إصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة للقرار رقم 3190 في ديسمبر عام 1973، والذي أدرج اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأممالمتحدة، إثر اقتراح قدمته المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية في أثناء انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو، وذلك باعتبارها إحدى أكثر اللغات انتشارًا ومن بين اللغات الأربع الأكثر استخدامًا على شبكة الإنترنت، واللغة الرسمية لأكثر من 400 مليون نسمة في 22 دولة من الدول الأعضاء في اليونسكو. من جهة أخرى، شهد شهر ديسمبر في بداية الألفية الثالثة، إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة اختيار اليوم ذاته يوما دوليا للمهاجرين، كما تم اعتماد الاتفاقية الدولية لحماية حقوق العمال المهاجرين وأسرهم، حيث ذكرت ذكرت المنظمة الدولية للهجرة وقتئذ أن أكثر من 150 مليون مهاجر استقبلوا الألفية خارج بلدانهم. واليوم بعد مرور ثمانية عشر عامًا، وطبقًا لتصريح البرتغالي أنتونيو فيتورينو، مدير المنظمة الدولية للهجرة، فإن عدد المهاجرين الدوليين يقدر بنحو 258 مليون شخص، بالإضافة إلى 40 مليون شخص من النازحين داخلياً بسبب النزاعات، فضلًا عن الملايين المضطرين لمغادرة منازلهم بسبب الكوارث الطبيعية، وبلغ عددهم نحو 18.8 مليون نسمة في عام 2017. وتنتهز الكثير من الدول الأعضاء، وكذلك المنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية، اليوم العالمي للمهاجرين لنشر وتبادل المعلومات عن حقوق الإنسان والتعريف الحريات الأساسية للمهاجرين. الجدير بالذكر، استحواذ الولاياتالمتحدة على نحو 20% من المهاجرين المُسجلين حول العالم، تليها ألمانيا، وروسيا، والمملكة العربية السعودية، والتي تشكل 15% من المهاجرين وفقا للقوائم الرسمية. وختامًا لاحتفاليات الأيام الدولية التي ترعاها الأممالمتحدة وهيئاتها المختلفة، يشهد بعد غد، الموافق العشرين من ديسمبر، الاحتفال باليوم العالمي للتضامن الإنساني، ليكون ختامًا لأجندة أنشطة الأممالمتحدة الثقافية التي ستتوقف حتى بداية العام الجديد، نظرًا لموسم الإجازات والاحتفالات الموازية بعيد الميلاد المجيد تبعًا للتقويم الغربي وبداية العام الجديد.