من منقطة العساسيف بالبر الغربي في الأقصر، المدينة الخالدة التي تحتضن أكبر تجمع لآثار العالم، خطت وزارة الآثار خطوة جديدة على طريق نجاحاتها في الشهور الأخيرة، بكشف أثري جديد من أحد أكثر مناطق مصر ثراء بالآثار، في أجواء منطقة مقابر النبلاء، بجبانة العساسيف، التي تعتبر أهم مناطق المقابر في الأقصر، بعد وادي الملوك والملكات، بعد أن أعلن في مؤتمر صحفي عالمي اليوم السبت، عن اكتشاف مقبرة جديدة لكاتب مصري. وتحتضن الضفة الغربية لنهر النيل في طيبة، منطقة "جبانة العساسيف"، حيث الأجواء الساحرة لمنطقة البر الغربي ومقابر النبلاء، وتقع "العساسيف" في الخليج الجاف، الذي يؤدي إلى الدير البحري إلى الجنوب من جبانة ذراع أبو النجا. وتضم جبانة العساسيف العديد من المقابر تعود لفترة الأسرات 18 و25 و26، وعاشت تلك الأسرات الفرعونية ما بين أعوام 1550 إلى 525 قبل الميلاد. ومن أشهر المقابر في المنطقة المقبرة TT192، التي تعود ل"خيروف"، الذي كان يحمل ألقاب "الأمير الوراثي وحامل ختم ملك الوجه البحري والسمير الوحيد والسمير العظيم الحب"، وهو كان مديرا لبيت الزوجة الملكية العظيمة تيي، والمشرف على الخزانة والحاجب الأول للملك، ورئيس أسرار بيت الملك، والقاضي الذي في مقدمة رجال البلاط الملكي، وتوجد المفبرة TT188، التي تعود ل"با رن نفر" ساقي الملك ومدير البيت الملكي في عهد الملك أمنحتب الرابع (أخناتون)، ومن عهد الأسرة 25 توجد المقبرة TT34، التي تعود ل"منتومحات"، أقوى شخصية في عهد تلك الأسرة، أما من الأسرة 26 فتوجد مقابر كل من "ششنق" رئيس مديري بيت الأميرة عنخس نفر إب رع، وبدي آمون إبت، الكاهن وكبير الكهنة المرتلين، وباسا، حاجب الإله مين وعمدة طيبة وعنخ حور "عمدة ممفيس". وتضم المنطقة ما يزيد عن ال 400 مقبرة، التي تم تصويرها وفهرستها، ويرمز في تصنيف تلك المقابر في المصطلحات الإنجليزي برقيم يبدأ دائما بالاختصار TT، ويوضع بعده رقم المقبرة، والحرفين اختصار لكلمتي Theban Tomb، أي مقبرة طيبية، على أرض طيبة العاصمة القديمة، ويشيع في مقابر تلك المنطقة عند الاكتشافات الأثرية المتلاحقة عبر التاريخ، وجود القطع الفخارية، و الأقماع الجنائزية التي كانت توضع على مدخل حرم المقبرة، وفي بعض الأسرات من الدولة الحديثة كان يُكتب عليها ألقاب واسم صاحب المقبرة. أما عن المقبرة التي تم اكتشافها اليوم، فطبقا لما أعلن الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، فأنها تعود إلى عصر الرعامسة بمنطقة التحنيط بمعبد الآلهة، وتضم المقبرة تابوتين، أحدهما لكاتب يدعى "تشاو أريخت اف". وقال الدكتور وزيري، إن صاحب المقبرة المكتشفة يعمل كاتبًا في مقصورة التحنيط الخاصة بمعبد الآلهة، كما تم الكشف عن اسم زوجته، والتي كانت تعمل منشدة للإله آمون، ويرجع أن المقبرة تعود إلى عهد الأسرة ال19 أو ال20، طبقا لم ستحدده نتائج الأبحاث والدراسات في الفترة المقبلة. والاكتشاف الجديد يأتي في إطار استمرار عمليات الحفائر في منطقة العساسيف، منذ ما يزيد عن 20 شهرا، وتحديدا في بداية العام الماضي 2017م. وكان أبرز الاكتشافات خلال العام الجاري، في نفس المنطقة، هو عثور البعثة المصرية الأمريكية المشتركة لمشروع ترميم جبانة جنوب العساسيف، على كشف أثري في يونيو الماضي، عبارة عن مجموعة من الأواني الكانوبية بمقبرة كارابسكين (TT391). وقالت الدكتورة إيلينا بتشكوفا Elena Pischikova، مديرة البعثة الأثرية الأمريكية، أن الأواني المكتشفة في ذلك الوقت، كان محفورا عليها عبارة "سيدة المنزل اميريدس"، وتعود لعصر الأسرة السادسة والعشرين. وعملت البعثة المصرية الأمريكية في تلك المنطقة تحت رعاية وزارة الآثار منذ عام 2006م، ونجحت في إعادة بناء مقابر العصر المتأخر المنهارة والمدمرة كليا في جبانة جنوب العساسيف فمنها: كاراباسكن (TT 391) وكاراخامون (TT 223) وارتيرو (TT 390)، كما تمكنت من الكشف عن آلاف القطع من الزخارف المنهارة للمقابر وإعادة بناء قاعة الأعمدة الثانية وجزء من قاعة الأعمدة الأولى في مقبرة كاراخامون. ولقد نجحت وزارة الآثار، في الدفع بعملية البحث قدما في المنطقة، خلال العامين الأخيرين، وقامت بعمليات إزاحة رملية كبيرة، ساعدت على تسهيل عمليات البحث. أكتشاف جبانة العساسيف أكتشاف جبانة العساسيف