توصل فريق بحثى بالمركز القومى للبحوث إلى طريقة، تساهم فى استخراج السموم من "كُسب الجوجوبا" وهي شجيرة دائمة الخضرة تحتوى من 50-60 % من زيت الجوجوبا وتستخدم لتغذية الحيوانات كعنصر ومضافات غذائية، بعد انتزاع الزيت والمواد السامة واستخدام السيموندسين السام المفصول كعامل علاجى. وأوضحت كل من الباحثتين سوزان محمد وجدى وفخرية سيد طه بقسم الزيوت والدهون بالمركز القومى للبحوث في دراستهما، أن زيت الجوجوبا "النبات الذى يوصف بالذهب الأخضر" الذى يستخدم بشكل رئيسى فى مواد التجميل ومواد التشحيم والناتج بعد إزالة الزيت، تمثل 50 % من البذور التى تعتبر مصدرا محتملا مفيدا للحيوانات والغنى بالبروتين، خاصة أن طحين الجوجوبا منزوع الدهن يحتوى على ما بين 28 -30% من البروتين، ولكن وجود مركب السيموندسين السام ومشتقاته يعوق استخدام طحين الجوجوبا منزوع الدهن للغذاء البشرى أو الحيوانى. وأشارت الباحثتان إلى أن الهدف من هذه الدراسة هو استخدام طريقة بسيطة واقتصادية لاستخراج مركبات السيموندسين السامة من كسب الجوجوبا المنزوع الدهن، مما يجعله ملائما من الناحية التغذوية، ويمكن أيضا استخلاص المركبات الفينولية واستخدامها كمكون لأغذية وظيفية وتم أيضا اختبار نشاطها المضاد للميكروبات لاستخدامها كعامل علاجى. وأضافتا أن خطوات العمل فى هذه الدراسة تهدف إلى محاولة ذوبان هذه المواد السامة، للتخلص منها فى درجة حموضة تتراوح بين 1-12، وأيضا دراسة بعض العوامل الأخرى مثل البروتين والنيتروجين غير البروتينى والمركبات الفينولية الموجودة فى كل من الراشح والراسب. وأوضحتا أنه بتحليل كل من الراشح والراسب الناتج، تم التعرف على المواد السامة وتقديره كميا عن طريق التحليل الكروماتوجرافى الورقى، وتم أيضا تقييم المستخلص الناتج على درجة الحموضة ومعرفة التأثير المضاد للميكروبات على خمس سلالات من البكتيريا المسببة للأمراض التى تنتقل عن طريق الغذاء. وأظهرت النتائج أن المستخلص الناتج من "بى اتش وان" كان لها نشاطها المضاد للميكروبات على خمس سلالات من البكتيريا المسببة للأمراض التى تنتقل عن طريق الغذاء، وبينما أظهرت مستخلصات الجوجوبا نشاطها كمثبط لواحد فقط من الخمس سلالات من البكتيريا المرضية. وخلصت النتائج الى أن السيموندسين السام يمكن إزالته على نحو فعال من مطحون الجوجوبا، وأن المستخلص السام فى الوسط المتعادل بى اتش وان، كان له نشاط جيد مضاد للميكروبات. جدير بالذكر، أن نباتات الجوجوبا من نباتات المحاصيل الزيتيه الواعدة، فهي تنتج زيتا ذا خصائص فريدة وله استخدامات واسعة، وتتميز شجيرات الجوجوبا بقدرة كبيرة على تحمل الظروف البيئية القاسية كارتفاع درجات الحرارة والجفاف والملوحة. والجوجوبا شجيرة صحراوية لها أسماء عديدة منها "جوز الماعز" أو "جوز الغزال" أو "البندق البري" أو "الهوهوبا" وهو يتبع العائلة المسماة بالبوكسية، أما اسمه العلمي فهو Simmondsia chinensis. يعود اكتشاف نبات الجوجوبا إلى عام 1822، على يد عالم النباتات الأمريكي إتش إف لينك، الذي اكتشفها في بايا كاليفورنيا، ولم تكتشف فائدته إلا بعد أن أصدرت الولاياتالمتحدة قرارا بمنع استعمال زيت الحوت في الصناعات التجميلية، حيث بدأ الباحثون بالبحث عن بديل لزيت الحوت.