تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لمريض داخل غرفة العمليات، وتندفع دماؤه كنافورة في وجه الأطباء، في مشهد ربما يكون غير معتاد، لكنه حمل دلالات بعضها يتعلق بمهنة الطب نفسها، حيث لم تمنع الدماء المنهمرة من قلب المريض مباشرة فى وجه الطبيب من إجراء عملية جراحية تمنع توقف نزيف الدم، وبدا الطبيب الجراح يستقبل دماء المريض غيرعابئا أن تكون حاملة لفيروس ما يهدد حياته. تواصلت "بوابة الأهرام" مع الدكتور عبد الله جابر، أخصائي التخدير، الذي كشف قصة المريض، فقال، إنه دخل مستشفي الأميري الجامعي بالإسكندرية أول أمس، في السابعة صباحًا، غارقًا في دمائه، ولم يتوقف نزيفه لحظة، وعلي الفور تحرك الأطباء بعمل الإسعافات السريعة، حيث تبين أنه مصاب بطعنة نافذة في القلب ودخل غرفة العمليات. اجراء عملية جراحية للمواطن "النازف" بمستشفى الإسكندرية الأميري حكمة الأطباء "لما جالنا كان تقريبًا نزف دمه كله"، هكذا وصف الدكتور عبدالله جابر، حالة المريض، فقال، إن العلامات الحيوية لديه كانت ضعيفة للغاية، وبالتالي، كان يصعب تخديره تخوفًا من حدوث مشاكل أخري، لذا قام أطباء التخدير بتركيب أجهزة مساعدة للتنفس ووريد مركزي وأوردة طرفية وإعطاء المريض دم وبلازما ومقويات مساعدة للدورة الدموية للحفاظ على حياته قبل البدء في الجراحة. حالة من الدهشة انتابت الأطباء من النزيف المستمر للمريض الذي يصارع الموت، وجميعهم يريدون له النجاة وهدفهم واحد وهو إيقاف النزيف الذي وصفه طبيب التخدير قائلًا: "كان بينزف بطريقة رهيبة"، وبالرغم من ذلك، واصل الأطباء عملهم وتأدية رسالتهم السامية، وتمكنوا من وقف النزيف في عملية استغرقت نحو 3 ساعات، وبعد ذلك تم نقل صفائح دموية للمريض ودم وبلازما وتثبيت الوظائف الحيوية والتنفس والدورة الدموية، واستعاد وعيه وبدأ التحدث وغادر العناية المركزة بعد أن استقرت حالته، وتم فصله من جهاز التنفس، مضيفًا: "بياكل ويشرب عادي وبعد يومين هيروح بيته الحمدلله". اجراء عملية جراحية للمواطن "النازف" بمستشفى الإسكندرية الأميري أضاف الطبيب ل"بوابة الأهرام"، أن المريض محظوظ لتوجهه إلي مستشفي الأميري الجامعي: "لو اتأخر شوية كان مات"، لافتًا إلى توفر الأطباء بالمستشفيات الجامعي: "احنا نبطشيات بال 30 ساعة، وناس بتطبق باليومين فبنكون موجودين دائمًا"، حيث دخل المريض المستشفي الساعة 7 صباحًا، وخلال 20 دقيقة كان داخل غرفة العمليات. وعن شعور الأطباء أثناء انفجار دماء المريض في وجوههم، كما ظهر في الفيديو والصور، قال، في مثل هذه الحالات إذا تم السيطرة علي النزيف والتمكن من وقفه مع توفر الدم يتمكن المريض من مواصلة الحياة، كما أننا كأطباء تعودنا علي هذه المشاهد، مضيفًا أن مثل هذه الحالات تتطلب اهتمام سريع وتركيز عالي من الأطباء: "الثانية الواحدة هتفرق في حياته أو لا قدر الله وفاته" ولكن بفضل الله وتوافر الأطباء وحكمتهم كتبت للمريض حياة جديدة. اجراء عملية جراحية للمواطن "النازف" بمستشفى الإسكندرية الأميري 19 جنيهًا بدل عدوي وأضاف الدكتور عبدالله جابر: علي الرغم من نزيف المريض المستمر ودمائه التي اندفعت وبقوة في وجه طبيب الجراحة الدكتور أحمد محمد عبدالعزيز، إلا أنه لم يلتفت لذلك، وظل مستمرا في مواصلة رسالة مهنة الطب ومحاربة الموت الذي يصارع المريض مدققًا في موضع النزيف حتي تمكن من وقفه وإغلاق الجرح، موضحًا: "دي شغلتنا وبنشوف حاجات أكبر من كده"، لكنه لفت إلي الخطورة التي يواجهها الأطباء أثناء ممارسة المهنة، فعلي سبيل المثال، في هذه الحالة اندفعت دماء المريض فجأة في وجوههم، وقد تكون تحمل أمراضًا، وهو ما يهدد حياتهم، وفي المقابل بدل العدوي للأطباء 19 جنيهًا قائلًا: "حياتنا في خطر". وعن سبب الطعنة، قال الطبيب، إن هناك شقًا جنائيًا، حيث تبين بسؤال المريض بعد استعادته للوعي أن أحد الأشخاص قام بطعنه بآلة حادة (معلقة مسنونه) لافتًا إلي جهود زملائه الدكتور باسم مدحت، والدكتور أحمد علبة، أطباء التخدير، وأطباء الطوارئ، وطاقم التمريض. تداول مواقع التواصل صور المواطن النازف الجراح يروي كواليس العملية وعن كواليس العملية قال الدكتور أحمد محمدعبد العزيز مدرس مساعد جراحة القلب والصدر بكلية الطب جامعة الأسكندرية ل"بوابة الأهرام" أن الدماء كانت تتجمع حول قلب المريض في صورة نزيف مستمر بسرعة وغزاره غير طبيعية وما يتوجب عليا كطبيب هو سرعة سد الثقب المندفع منه الدماء وتم فتح الصدر وتصليح النزيف بالغرز الجراحية . وعن شعوره لحظة اندفاع دماء المريض كالنافورة في وجهه قال أن نزيف الدماء كان غريبًا لكنه اعتاد علي مثل هذه المواقف لطبيعة عمله ولم يفكر لحظة في الخوف من العدوي أو الإصابة بهذه الدماء التي قد تكون ملوثه أو تحمل مرضًا ما قائلًا :" ركزت في الثقب وعيني عليه وقولت يارب والحمد لله ربنا نصرني " لافتًا إلي جهود زملائه في الجراحة الدكتورة حنان ممدوح والدكتور عبد الرحمن حسب أطباء مقيمين قلب وصدر . وحول تداول صور المريض ولحظة اندفاع دمائه في وجهه عبر مواقع التواصل الاجتماعي قال الدكتور احمد عبد العزيز أن أطباء عالميين قاموا بتداول الصور والتعليق عليها بالإيجاب وهو ما أسعده وأكد له قدرة الأطباء المصريين علي المنافسة عالميًا أما عن فكره نشره الصور علي "فيس بوك" قال أن الكثير ينظر إلي سلبيات مهنة الطب ولا يسلط الضوء علي الإيجابيات ونشر الصور جاء بهدف إبراز الإيجابيات للمجتمع موجهًا الشكر لأساتذته من الأطباء الذين تعلم علي أيديهم قواعد الجراحة والرسالة السامية لمهنة الطب. دكتور أحمد محمد عبدالعزيز مدرس مساعد جراحة القلب والصدر جامعة الأسكندرية