اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، أيهود أولمرت، من وصفها ب"قوى الجناح اليمني المتطرف" في الولاياتالمتحدة بإنفاق ملايين الدولارات من أجل الإطاحة به من منصبه وتعطيل مشروع السلام الذي كان يعمل عليه مع الفلسطينيين. وقال أولمرت، في مقابلة مع قناة "CNN" الأمريكية، إن محاولاته لإقامة السلام مع الفلسطينيين كانت السبب في "قتل" فرصه كرئيس وزراء، في إشارة إلى تعهداته عام 2008 بالتوصل إلى اتفاق سلام شامل يقوم على أساس حل الدولتين بالاستناد لحدود عام 1967. وقال أولمرت : "الأمر كان قاتلاً بالنسبة لي، وذلك بسبب المعارضة في إسرائيل، وبالمناسبة، أظن أن غالبية الإسرائيليين كانت ستدعم خطتي." وتابع بالقول: "لكنني اضطررت لمواجهة جهات تفوقني قوة، بما في ذلك الملايين والملايين من الدولارات التي كانت تُرسل من هذه البلاد (الولاياتالمتحدة) من شخصيات تنتمي لليمين المتطرف. ورداً على سؤال حول إمكانية أن يقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، بينامين نتنياهو، على السير بخطة السلام نفسها في ظل وجود مخاطر سياسية مماثلة قال أولمرت إن من مسئولية القادة التفكير في منح وطنهم الأولوية مضيفاً: "لهذا السبب يصبح المرء رئيساً للوزراء ويقبل بمسئولية القيادة، من أجل القيام بأمور في مصلحة الأمة." ورأى أولمرت بأن الوقت ما زال متاحاً من أجل السير في حل الدولتين، ولكنه رأى أن تلك النافذة الزمنية تغلق بسرعة، وذكر أن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، لم يوافق على خطة السلام التي اقترحها في ذلك الوقت، ولكنه لفت إلى أنه لم يرفضها أيضاً. وأضاف قائلاً: "لماذا لا نعيد طرح تلك الخطة الآن ونضع الجانب الفلسطيني أمام هذا التحدي؟" معرباً عن أمله في أن يقبل خليفته نتنياهو خطته للسلام التي تقوم على تقاسم مدينة القدس بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ولدى سؤاله عمّا إذا كان نتنياهو سيسعى للتوصل إلى سلام مماثل قال أولمرت: "أنا بالتأكيد أصلي من أجل أن يفعل ذلك، ولكنني أشك بأن يقدم على هذا الأمر." يشار إلى أن أولمرت كان قد خسر منصبه في رئاسة الوزراء عام 2009 على إثر تفجر قضية فساد، وقد تجنب الحديث عن تلك القضية، غير أنه نفى ارتكاب مخالفات قانونية.