يمثل رئيس هيئة حماية الدستور في ألمانيا (الاستخبارات الداخلية) هانز- جيورج ماسن في وقت لاحق اليوم، أمام لجنة الشئون الداخلية بالبرلمان الألماني لبيان موقفه بشأن تصريحاته المثيرة للجدل بشأن وقائع معادية للأجانب في مدينة كمنيتس شرقي البلاد. ومن المنتظر أن يحضر اللقاء وزير الداخلية هورست زيهوفر. يأتي ذلك بعد أن انتهى ماسن مساء اليوم الأربعاء، من جلسة سرية للجنة البرلمانية المختصة بالإشراف على عمل الاستخبارات، لمناقشة تصريحاته. وفي أعقاب الجلسة، أعلن ممثلو الكتل البرلمانية لتحالف المستشارة انجيلا ميركل المسيحي (ويضم حزب ميركل المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري) والحزب الديمقراطي الحر، تأييدهم الواضح لماسن، فيما أعلن ممثلو الكتل البرلمانية لحزب الخضر واليسار أنه لا تزال هناك حاجة إلى المزيد من المعلومات بشأن هذه التصريحات. وقبل بدء الجلسة السرية، قال رئيس اللجنة ارمين شوستر:" لا بد أن ننهي الجدل المزعج حول تصريحات رئيس الهيئة"، مشيرا إلى أن النقاشات التي دارت خلال الأيام الماضية حول ماسن لم تكن مناسبة قياسا إلى المشاكل التي تواجهها البلاد والتي يتعين العمل على حلها. ولم يدل ماسن بتصريحات لدى وصوله إلى مقر البرلمان. وكان ماسن برر تصريحاته في تقرير بعث به إلى وزارة الداخلية، بالخوف من حملات التضليل. ووجه ماسن في تقريره الذي جاء في أربع صفحات، والذي أرسله لوزير الداخلية هورست زيهوفر، أول أمس الاثنين، اتهامات لحساب على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" يحمل اسم "أنتيفا تسكنبيس". وذكر ماسن في تقريره أنه من المرجح أن هذا الحساب وضع عن عمد عنوان "مطاردات في كمنيتس" على الفيديو، الذي من المفترض أنه يثبت وجود "مطاردات" في المدينة ضد أجانب، "لإحداث تأثير معين". يذكر أن مواطنا ألمانيا "35 عاما" قُتل طعنا في كمنيتس يوم 26 أغسطس الماضي خلال شجار مع مهاجرين. وتشتبه السلطات في تورط ثلاثة أفراد من طالبي اللجوء في الجريمة، ويقبع اثنان منهم حاليا في السجن على ذمة التحقيق، وتبحث السلطات عن الثالث حتى الآن. وفي أعقاب هذه الجريمة اندلعت احتجاجات وأعمال عنف معادية للأجانب في المدينة من جانب عناصر يمينية متطرفة. وكان ماسن ذكر في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية يوم الجمعة الماضي أن المكتب الاتحادي لحماية الدستور ليس لديه معلومات دامغة عن حدوث مطاردات لأجانب في كمنيتس. وعارض ماسن بذلك تصريحات للمستشارة الألمانية والمتحدث الحكومي شتيفن زايبرت. وفي معرض رده على سؤال حول ما إذا كان ماسن قد أضر عموما بهيئة حماية الدستور بتصريحاته، قال شوستر:" هناك واحد فقط لديه مشكلة الآن وكلنا يعرف ذلك، وهو السيد جيورج-هانز ماسن نفسه"، وطالب شوستر ممثلي الكتل البرلمانية الأخرى بالتعامل النزيه مع ماسن حتى وإن كانت نتيجة تحليلهم للأحداث تتجه نحو " الاستقالة أو الإقالة".