داخل شارع أبو بكر الصديق، بجوار سلم الرشاح، بمنطقة المطبعة، وقعت الجريمة التي لم توحِ بعلامات الذهول على وجوه قاطنيها، فتلك كانت ثاني حوادث القتل التي ترتكب داخل "عقار الموت" كما وصفه البعض، وأيضا كانت الجريمة الرابعة التي شهدتها تلك المنطقة مؤخراً، والتي تتميز بكثرة تاجري المخدرات. ألقت "بوابة الأهرام" الضوء على تلك الجريمة التي راح ضحيتها سائق في بداية عقده الرابع، بعد ما شنقه الجاني وأحرق جثته معلقة في سقف بيته بالدور الأرضي بعقار مكون من 6 طوابق، ويلتقي محرِرها بعدد من الأهالي القاطنين بالمنطقة، لسرد تفاصيل الواقعة، والحديث عن حالة الانتحار التي شهدها هذا العقار مؤخراً. "من أقل من سنة انتحر شاب صغير من الدور الرابع بالعقار" بهذه الكلمات بدأ الحاج صابر، أحد قاطني المنطقة حديثه، مشيراً إلى الواقعة التي كانت أولى حالات الموت التي يشهدها "عقار الموت" كما وصفه، حيث أقدم شاب في العشرينات على إلقاء نفسه من شرفة شقته بالطابق الرابع، بسبب مروره بأزمة نفسية، منوها إلى وقوع ثاني الجرائم داخل العقار بعد أن تطاير دخان الجثة المحترقة من داخل الشقة الأرضي، ويحاول صاحب البيت إخمادها ليفاجأ بجثة مشتعلة معلقة بسقف الشقة والجاني يحاول الفرار من فعلته. "الجريمة وقعت من الساعة 5 ل6 الصبح" أكد أحمد أحد شباب المنطقة، أن وقت وقوع الجريمة كان في فجر يوم الجمعة، مشيراً إلى أنها لم تكن المرة الأولى التي يأتي المجني عليه صحبة الجاني، حيث شاهده مرة قبل وقت سابق، منوها إلى أن الجاني كان معتاد تعاطي المخدرات، وأنه في تلك الليلة جاء معه المجني عليه و"سهرا سهرة حلوة للصبح". وأضاف "في صباح يوم الواقعة استيقظنا على صوت سيارات الشرطة التي ملأت المكان، و تتردد الكلمات حول العثور على جثة محترقة داخل الشقة، وتنطلق الروايات بين أفواه الجميع، من فعل ذلك الأمر.. ما السبب؟. أمسك أحد الجيران طرف الحديث قائلا "المجني عليه ساكن منذ فترة، وعرفنا أنه يعمل بمحل كبابجي، وفي يوم الواقعة علمنا أنه كان متزوجا منذ عام ونصف من إحدى السيدات، وبعد طلاقها علم بأمر عشيقها، ويقوم الجاني باستدراج المجني عليه للجلوس معه في الشقة وتناول "الحشيش" وفي يوم الواقعة قام بطعن المجني عليه فأفقده توازنه، وبعدها قام بشنق المجني عليه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، ليقوم بعدها بإحضار البنزين وإلقائه على الجثة وتعليقها بسقف الشقة وإشعال النار فيها". أكمل أحد القاطنين قائلا "أحد الشباب سمع صوت المجني عليه يستغيث، ولكن لخوفه من حدوث أمر سيئ له، أسرع في إبلاغ والده الذي على الفور قام بالاتصال بصاحب العقار، وبعد فترة قصيرة جاء صاحب البيت وصدم من هول مشهد التمثيل الذي حدث بجثة المجني عليه، ويقوم بإبلاغ الشرطة، وقام بمساعدة بعض الجيران بالقبض على الجاني أثناء محاولته الهرب، وتسليمه للشرطة". تم عمل المحضر اللازم بالواقعة، وإخطار النيابة التى تولت التحقيقات، التي أكدت أن علاقة غير شرعية نشبت بين المجني عليه وطليقة المتهم، على إثرها قام المتهم باستدراج المجني عليه إلى شقته، وشنقه ومثل ب"بجثته"بدافع الانتقام.