على غير عادة السويسريين والمعروف عنهم من التزام ودقة وحرص على القواعد، أمضى سكان مقاطعات سويسرا المختلفة ليلة أمس في إطلاق ومشاهدة عروض الألعاب النارية في الميادين والمتنزهات وذلك حتى منتصف الليل، والتي تتجاوز تكلفة ميزانيتها سنويا مئات الآلاف من الفرنكات. انطلقت الاحتفالات مع غروب شمس أمس معلنة بداية الاحتفال باليوم الوطني السويسري الذي يتزامن والأول من أغسطس، والذي يتواصل الاحتفال به في مدينة جنيف، العاصمة الثقافية للاتحاد السويسري، حتى ما بعد غروب شمس السبت الحادي عشر من الشهر الجاري، حيث تختتم الاحتفالات بسهرة الاحتفال بعيدها، وهو عبارة عرض فريد وضخم واحترافي بالألعاب النارية على أنغام الموسيقى يؤمه الآلاف من المشاهدين حول شاطئ بحيرة جنيف (ليمان). يشهد الاحتفال أنشطة ثقافية وفنية وعروضا رياضية وغيرها، بينما تتزين المباني العامة والكباري والشوارع والميادين بالأعلام، ويعمل خبراء المخابز وصناع الحلويات وشركات الشيكولاتة الشهيرة على تقديم منتجات تحمل العلم السويسري الشهير. من جهة أخرى، تتنافس المحلات الكبرى في تقديم تخفيضاتها الصيفية التي تتزامن ووصول أفواج من السائحين العرب، الذين يقبلون مع غيرهم على شراء المنتجات والهدايا التذكارية من تنويعات نماذج الأبقار والأبواق والملابس وغيرها التي تحمل العلم السويسري المميز بكونه العلم المربع الوحيد بين أعلام الدول الأعضاء في الأممالمتحدة، وجميعها مستطيلة، ولا ينافس سويسرا أحد في تفرد علمها سوى دولة الفاتيكان، ولكن الأخيرة ليست عضوًا في الأممالمتحدة. بطريقتها الخاصة احتفلت مدينة جنيف، وذلك تحت عنوان "الأصالة والابتكار"، بالتعاون مع ضيوف الشرف من مدينة بيل والمجلس الأوروبي للعلوم والأبحاث النووية (سرن)، حيث يقع الأخير على حدود المدينة السويسرية الملاصقة لفرنسا. تضمن برنامج الاحتفال الذي أقيم في واحد من أكبر متنزهات المدينة برامج ترفيهية لكل الأعمار تعتمد على تجارب فيزيائية، وعروض أفلام، وورش تعليمية عن الروبوتات والبرمجة، وذلك بهدف التعرف على أنشطة مغايرة عاشت لسنوات حبيسة جدران معامل الأبحاث، والترويج للعلوم وللدور الذي تلعبه المنظمة لصالح تقدم سويسرا وجيرانها الأوروبيين. على صعيد آخر، تستأثر منطقة شافهاوزين منذ منتصف القرن التاسع عشر باحتفال من نوع خاص حيث كانت تتم إضاءة شلالات الراين في مناسبات خاصة، وفي 1920 انضم الأول من أغسطس إلى قائمة المناسبات الخاصة، ومنذ 1966 اقتصرت إضاءة الشلالات على ذلك اليوم فقط، حيث يتزامن ذلك مع عرض شيق للألعاب النارية التي تتولاها شركات متخصصة مما يجذب جموع المتفرجين من كل أنحاء سويسرا لذلك الموقع الفريد. بينما يقع احتفال ضخم آخر في مقاطعة اوري أعلى بحيرة لوسرن في المكان نفسه الذي شهد توقيع التحالف بين المقاطعات الثلاث السالفة الذكر.