محمد يدفع حياته ثمنا لشهامته دفاعا عن بنت عمه

"الشهامة" كانت سببا أن يدفع محمد حياته ثمنا حين اتخذ موقفا رجوليا ودافع عن بنت عمه...تعود الأحداث حينما استيقظ ذلك الشاب ذو ال 29 عاما من نومه العميق ملبيا رغبة صغيرته في تناولها بعض "البسبوسة"، ولكنه لم يعلم أن هذا آخر سطور تسطر في حياته ليفارق عالمنا بطعنة الغدر من أصدقائه مدافعا عن شرف نجلة عمه.
"مش عيب إنك تعاكس بنت عمى"، فلم يجد محمد سوى ردا لم يكن يتوقعه من صديقه مرددا "أيوه ينفع"، مما دفعه إلي الاشتباك بالأيدى، ليتحول الآخر إلي ثور هائج وسط سوق المرج الجديدة المعروف عنه بالازدحام، سواء من الباعة الجائلين أو غيرهم من سائقي المكروباصات والمارة من قاطنى المنطقة، ليمسك المتهم "حمدى" بمقص داخل محل الفاكهة المملوك له، طاعنا صديقه بالرقبة ليفارق الحياة متأثرا بجرحه.
التقت "بوابة الأهرام" ب"أحمد" صاحب عمره، قائلا، معرفتى بالمجنى عليه ما يقرب من 15 عاما، نتقاسم رغيف الخبز سويا فيما بيننا، ولم أتخيل أن تكون هذه نهاية صديق عمرى، ولكن القدر وضع حكمه، طيلة حياتى لم تكن معرفتى بمحمد معرفة بائعين فكان أخا وصديقا يترك محله مطمئنًا لوجودى والعكس صحيح.
أضاف، يوم الحادث نزل محمد من بيته في وقت غير المعتاد النزول فيه، فلما سألته عن سبب ذلك قال "هجيب بسبوسة للبنت الصغيرة" وطلب منى عمل كوب من الشاى نحتسيه فور عودته، فإذا به يقابل حمدى أمام محله يلومه كيف تجمعهما صداقة ويفعل هذا مع نجلة عمه، ليقتله بطعنة الغدر، وأضاف، حالة من الذهول أصابت الجميع، إذا به يسيل دمه أمام المارة في عز النهار، لم يكن أمامنا سوى سرعة إنقاذه ووقف النزيف، ولكن فور وصولنا لمستشفي المطرية كانت الروح ذهبت إلي خالقها.
وأضاف أحد أقارب المجنى عليه، أى ذنب ارتكبه ليموت بهذه الطريقة المفجعة تحت أقدام المارة بالشارع، تاركا زوجته الحامل وطفلين لم يتجاوزا البضع سنوات من عمرهما.
وأضافت إحدى السيدات العاملات بالسوق، محمد "ابننا كلنا وأى حد هيقولك عن شهامته وأخلاقه" فهو وشقيقه يجاورانى في العمل منذ صغرهما، وعلاقتى بزوجته طيبة".
كما أمرت النيابة برئاسة مصطفى مخلوف، إلى مستشفى اليوم الواحد بالمرج لمعاينة الجثة، والتصريح بتشريح ودفن الجثة، لبيان تقرير الطب الشرعي.
كانت نيابة شرق القاهرة الكلية، برئاسة المستشار إبراهيم صالح، المحامى العام الأول، أمرت بحبس شخص يدعى "حمدى" 4 أيام علي ذمة التحقيقات، في اتهامه بمقتل بائع في مشاجرة بسبب معاكسة أحد البائعين لنجلة عمه.