أكد عمرو نصار وزير التجارة والصناعة، أن نقل وتوطين التكنولوجيا الحديثة في مجال تطوير العمليات الإنتاجية وتحسين كفاءة استخدام الموارد داخل المنشآت الصناعية تأتى على رأس أولويات خطة عمل الوزارة خلال المرحلة المقبلة وذلك بهدف الارتقاء بالقدرة التنافسية وإدخال أحدث النظم التكنولوجية في الصناعة المصرية وكذلك التوافق مع المتطلبات البيئية في مختلف القطاعات الصناعية. وقال إن الوزارة تستهدف خلال المرحلة الحالية الحد من التلوث الناتج عن المناطق الصناعية، التي تشكل عبئاً بيئياً في منطقة جنوب البحر المتوسط وذلك من خلال تطبيق سياسات التنمية المستدامة، والترويج لمفاهيم الإنتاج الأنظف ونقل التكنولوجيا الصديقة للبيئة، وكذا ترشيد استهلاك الموارد الطبيعية غير المتجددة، وتطبيق نظم إدارة البيئة السليمة في القطاع الصناعي من خلال رفع كفاءة استخدام واستهلاك الموارد. جاء ذلك فى سياق كلمة الوزير التى ألقتها نيابة عنه داليا سالم مساعد الوزير للمشروعات التنموية خلال فعاليات الحفل الختامي لمشروع نقل التكنولوجيا االصديقة للبيئة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط (ميد تيست) والذي تم تنفيذه في إطار برنامج "تحول دول البحر المتوسط نحو الاستهلاك والانتاج المستدام "سويتش ميد" وينفذ في عدد من دول حوض البحر الأبيض المتوسط بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) وبتمويل 22 مليون يورو مقدمة من الاتحاد الأوروبي. وشارك فى الحفل دييجو باتيوريل مستشار التعاون الدولى بالاتحاد الأوروبي ، وجيوفانا تشيليه مدير المكتب الإقليمى لمنظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية "اليونيدو" بالقاهرة ومحمد صلاح وكيل اول وزارة البيئة الى جانب عدد كبير من ممثلي المجتمع الصناعي والجهات المانحة والدولية. واشار نصار الى ان مشروع الميد تيست هو أحد مشروعات برنامج " السويتش ميد SWICH MED " حيث يمثل حافزاً للقطاع الصناعي لمواجهة التحديات الاقتصادية من خلال ترشيد استهلاك الموارد، ونقل التكنولوجيات الصديقة للبيئية، وترشيد الطاقة الجديدة والمتجددة. وأضاف أن القطاع الصناعي يعد أحد أهم القوى الدافعة للاقتصاد المصري ويقوم بدور أساسي في خلق فرص عمل للشباب حيث يسهم بحوالى 18% من إجمالى الناتج المحلى الاجمالى ويبلغ حجم الصادرات الصناعية حوالى 60 ٪ من إجمالي الصادرات ويستوعب القطاع نحو30 ٪ من إجمالى القوى العاملة أي مايقرب من 2.5 مليون عامل. وأوضح وزير التجارة والصناعة ان القطاع الصناعي يولد مخلفات صناعية تصل إلى 7 ملايين طن سنوياً بنسبة 14% من إجمالي المخلفات الناتجة عن مختلف القطاعات الانتاجية، وفي المُعتاد، يتخطى معدل استهلاك الطاقة والمياه والمواد الخام في مصر عن المتوسط العالمي بنسبة تتراوح ما بين (5%) إلى (50% ) وأشار نصار إلى أن الوزارة تستهدف توطين وتعميم كفاءة استخدام الموارد والإنتاج الأنظف في الصناعة المصرية وذلك لتنفيذ استراتيجية التنمية المستدامة. ولفت فى هذا الصدد إلى أنه تم إعداد خارطة طريق تعتمد على عدة محاور تشمل الدعم المالي من خلال الاستفادة من آليات التمويل الحالية وإدخال آليات جديدة للتمويل الأخضر بالإضافة إلى التعاون مع مبادرة البنك المركزي المصري لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وبناء الثقة والقدرة من خلال زيادة وعي الأطراف المعنية ومقدمي الخدمات الاستشارية لزيادة الطلب على مشروعات كفاءة استخدام الموارد والإنتاج الأنظف وتعزيز كفاءتها ، وإدخال كفاءة استخدام الموارد والإنتاج الأنظف في المناهج الجامعية وتطويع تكنولوجيا القطاعات الصناعية من خلال تشجيع الصناعات على تطبيق أفضل التقنيات المتاحة وتقديم الدعم الفني للمنشآت، إضافة إلى تطوير الإرشادات لاستخدامها كمادة علمية للتدريب وإتاحتها على موقع وزارة التجارة والصناعة، بالإضافة الى دعم جائزة الابتكار من خلال تقديم جائزة للابتكار تقدمها وزارة التجارة والصناعة للترويج لكفاءة استخدام الموارد والإنتاج الأنظف. وأوضح الوزير أن المشروع قام بتنفيذه مجلس الصناعة للتكنولوجيا والابتكار من خلال مركز تكنولوجيا الإنتاج الأنظف وبالتعاون مع ثلاثة شركاء محليين، لافتاً الى ان المرحلة الثانية من المشروع حققت العديد من الاهداف تضمنت عمل مسح مبدئي لعدد 155 شركة ، واختيار 30 شركة لتنفيذ المشروع بها، وتم تقديم دعم فني مفصل لعدد 30 شركة من قطاعي الصناعات الغذائية والصناعات الكيميائية كما تم الموافقة على تنفيذ80% من تلك الإجراءات في الشركات الصناعية بما يسهم فى توفير 2 مليون متر مكعب سنوي من المياه وتوفير 12 ألف طن سنوي من المواد الخام ، بالاضافة الى ترشيد 450 جيجا وات سنوي مما يقلل من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون. واضاف نصار ان المشروع ساهم ايضاً فى ربط الشركات بالجهات التمويلية المتاحة فى مصر تضمنت بنك الإنشاء والتعمير الأوروبي ومشروع التحكم فى التلوث الصناعي المرحلة الثالثة بوزارة البيئة، كما ساهم فى تدريب عدد 180 استشاريا وطنيا من الشركات الاستشارية والشركات الصناعية والجامعات والمراكز البحثية بالاضافة الى تأهيل عدد 10 مقدمي الخدمات الاستشارية المحليين فى مجال كفاءة استخدام الموارد والإنتاج الأنظف للصناعة المصرية. بالاضافة الى إعداد مقترح لخريطة طريق خاصة بالسياسات والتي تؤدي إلى تعظيم تطبيق برامج كفاءة استخدام الموارد والإنتاج الأنظف فيما يتعلق بالمياه والطاقة والمواد الخام والمخلفات في الصناعة. ومن جانبه قال دييجو باتيوريل مستشار التعاون الدولى بالاتحاد الأوروبي إن هذا المشروع يأتى في اطار دعم الاتحاد الاوروبي للاقتصاد المصرى بصفة عامة والصناعة المصرية بصفة خاصة، مشيراً إلى أن المشروع يتم تنفيذه إقليمياً بعدد من دول حوض البحر الأبيض المتوسط. وأشار إلى أن مشروع سويتش ميد يستهدف تطوير كفاءة الطاقة المستخدمة فى الانتاج الصناعى بما يسهم فى الحفاظ على الطاقة وتقليل التلوث، مشيراً الى ان تقليل معدلات الطاقة المستخدمة فى الانتاج تسهم بصورة كبيرة فى الحد من التغير المناخى. واضاف ان المشروع يمكن اعادة تطبيقه فى الاقتصاد المصرى على نطاق اوسع خلال المرحلة المقبلة، لافتاً الى ان هذا المشروع من شأنه تقليل معدلات استخدام المياة والكهرباء وموارد الانتاج بالصناعة المصرية. كما أعربت جيوفانا تشيلي، مدير المكتب الإقليمى لمنظمة الاممالمتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) عن أهمية هذا المشروع لتسهيل عملية التحول الى الاستهلاك والإنتاج المستدام بدول جنوب البحر المتوسط وذلك من خلال تغيير طريقة إنتاج واستخدام السلع والخدمات، بحيث ترتبط التنمية البشرية بتقليل التدهور البيئي الناتج عن إنتاج واستخدام السلع والخدمات، وخاصة إذا ما قمنا بتبنى التكنولوجيات الحديثة والتى تساعدنا على تحقيق هذا الهدف. واشارت الى حرص منظمة الاممالمتحدة على تنمية القطاع الصناعى فى مصر بما يسهم فى تنمية الاقتصاد المصرى وبما ينعكس على تحسين الظروف المعيشية للشعب المصرى، لافتةً الى أهمية تحقيق الاستخدام الامثل للموارد المستخدمة فى القطاع الصناعى فى مصر خاصة وان الصناعة المصرية تستهلك موارد اكبر بنسبة 40%. واضافت ان مشروع سويتش ميد يستهدف تطبيق الممارسات الجيدة فى الصناعة بما يسهم فى تطوير الانتاج والتكلفة وزيادة تنافسية المنتج المصرى، مشيرةً الى ان المشروع ساهم في توفير نسبة 80% من المياه بعدد من الشركات العاملة بقطاع المنسوجات و100% من المياه بعدد من الشركات العاملة بقطاع الكيماويات. كما نوه محمد صلاح وكيل أول وزارة البيئة بأن ترسيخ مبادئ التنمية المستدامة وقواعد الاقتصاد الأخضر سيؤتي بثماره المرجوة على كافة الجوانب الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، مؤكداً ضرورة ان يصاحب ذلك وعي ومعرفة بممارسات التنمية المستدامة فالحفاظ على البيئة لابد وأن يأتي من الوازع الشخصي للفرد وحرصه الدائم على تأمين بيئة صحية نظيفة له ولأفراد أسرته وللأجيال القادمة من بعده. وأشار المهندس طارق توفيق نائب رئيس اتحاد الصناعات المصرية إلى أهمية تعظيم كفاءة الإنتاج من خلال الاستغلال الامثل للموارد خاصة فى ظل سياسات الدولة الحالية لرفع دعم الطاقة. ولفت إلى ضرورة تسهيل إجراءات انضمام المشروعات الصغيرة والمتوسطة لمنظومة الاقتصاد الرسمى وهو ما يسهم فى تعزيز تنافسية المنتج المصرى بالسوقين المحلية والعالمية.