نظم نشطاء وشيوخ عشائر من محافظات الوسط والجنوب العراقي، اليوم الثلاثاء، وقفة حداد، استذكارًا لروح الشاب الكردي الذي ضحى بنفسه من أجل إنقاذ سائحة عربية من بغداد، معتبرًا أن الوقفة هي رسالة للعالم بروح التضحية والمساندة والتآخي التي يتمتع بها العراقيون بمختلف مكوناتهم. وقال الناشط شاخوان صباح، في تصريحات صحفية، إن "عددًا من النشطاء وشيوخ العشائر من محافظات الوسط والجنوب العراقي، نظموا وقفة حداد أمام قلعة أربيل، استذكارًا لروح الشاب الكردي جبار عثمان، الذي غرق قبل يومين، عندما حاول إنقاذ فتاة سائحة من بغداد سقطت في نهر شمال المحافظة". فيما أرسل الزعيم الكردي مسعود بارزاني، أمس الإثنين، برقية عزاء إلى أسرة جبار عثمان، وهو شاب كردي من أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، ثمن خلالها مبادرته بالتضحية بنفسه من أجل إنقاذ سيدة عربية من الغرق في نهر جومان. كانت السيدة العراقية "زهراء هاشم"، وهي من مواليد عام 1982، قد جاءت من بغداد للإقليم بهدف السياحة، وقضاء عطلة عيد الفطر المبارك، ولكنها سقطت في نهر جومان، ولم يتمكن أحد من إنقاذها من الغرق في المنطقة قرب قرية برسرين بقضاء رواندوز (شمال شرق أربيل)، حتى بعد تدخل الشاب جبار عثمان (19 عاماً)، حيث كان يعمل في أحد المطاعم القريبة، وكانت النهاية أن غرق معها، وقضيا نحبهما. وقال بارزاني في برقية مواساة لعائلة الشاب جبار عثمان: "أصابنا النبأ بالحزن الشديد"، مضيفاً: "بهذه المناسبة الأليمة نعزي عائلة هذا الشاب المضحي من شعبنا". وتابع بارزاني "ما فعله هذا الشاب مثال على الروح الإنسانية والتضحية لدى الإنسان الكردي"، مبيناً: "إنها حادثة قل نظيرها، ودليل واضح على الثقافة العالية التي يتمتع بها شعب كردستان في احترام الضيف، ومساعدة المنكوبين"، مختتمًا: "نتضرع إلى الله سبحانه، أن يسكن المرحوم جبار عثمان فسيح جناته، ويلهم عائلته الصبر والسلوان". وكانت قد عثرت السلطات بمدينة أربيل فى إقليم كردستان العراق، قبيل فجر أمس، الإثنين، على جثة شاب كردي فقد حياته خلال محاولته إنقاذ سيدة عربية من الغرق في نهر جومان بقضاء سوران بأربيل، وبعد خمس ساعات من البحث عن الشاب المفقود، تم العثور على جثته أمام قرية واركوني التابعة لقضاء راوندوز. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في قضاء سوران، إن "سيدة عربية جاءت مع عائلتها إلى قرية برسيرين، غرقت في النهر، قبل أن يهب مواطن من المنطقة لإنقاذها، لكنه غرق وفقد حياته".