"جبل الصمت"، هي أول فرقة مسرحية على مستوى الصعيد للصم وفاقدي البصر وذوي الاحتياجات الخاصة، كونتها الكاتبة والأديبة أميرة عبد الهادي موسى، واختارت لها هذا الاسم خصيصا لشعورها بحجم ما يعانيه هؤلاء من ألم في المجتمع ولكنهم يعانون في صمت. حققت الفرقة نجاحا كبيرا داخل الأقصر وخارجها، حيث حصلت على المركز الثاني على مستوى الجمهورية في مسابقات وزارة الشباب والرياضة بمهرجان الحلم المصري، على عرض "قلب صافي" والذي يدور حول هروبهم من الناس وأصبحوا تمثايل شمع، وحصل اثنان من أعضاء الفرقة على جائزة أحسن ممثل، وفازت الأديبة والكاتبة أميرة عبدالهادى بأحسن كاتبة على مستوى المهرجان، كما كرمتهم وزارة التضامن الاجتماعي والشباب والرياضة ومحافظ الأقصر وبيت الشعر، وبعد ذلك النجاح قامت الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة باعتماد الفرقة، واعتماد الكاتبة والأديبة مديرة الفرقة. قدمت الأديبة، أول عرض مسرحي للمكفوفين بعنوان "عيون الفجر" والعرض المسرحي "جبل الصمت" للصم، للمخرج محمد الشولي ثم قامت بتأليف مسرحية "قلب صافي" للإعاقة الحركية إخراج ناصر سنبل. وقامت بتأليف اسكتش "كلنا واحد"، أيضا، الذي دمج بين الصم والمكفوفين، واسكتش مسرحي "هو في كدا" للصم، و"قلب واحد" اسكتش مسرحي للصم، والليلة المحمدية، وتحيا مصر، والشهيد، الذين تم عرضهم في ليالي رمضان بساحة أبو الحجاج كما قامت بتكوين أول كورال للمكفوفين بالاشتراك مع الفنان الأقصري حجاج الحلواني. كما قامت بإعادة مسرح العرائس بطريقة محتلفة وعرض للأطفال داخل المدارس، وقدمت مسرحية للطفل بعنوان "عندما بكى الكتاب". وعن فكرة تكوين فرقة مسرحية من الصم والمكفوفين تقول الكاتبة والأديبة أميرة عبد الهادي، ل"بوابة الأهرام"، إن الفكرة جاءت بالمصادفة ولم يكن مخطط لها كما أنها لم تكن تحلم بالدخول لعالم المسرح. وتابعت: "علاقتي بالصم كانت مصادفة غريبة، فتعلمت لغة التخاطب وقمت بعمل ورش عمل لهم لتعليمهم لغة المخاطبة بالمشافهة، فكان التعامل معهم في البداية في غاية الصعوبة حتى أشعرناهم بالأمان معنا وأنهم أشخاص مثلنا لا يقلون عنا في شئ"، مؤكدة أنهم يمرون بظروف خاصة لا يسمعون ولا يتكلمون ونحن نسميهم ضعاف السمع وأرفض كلمة "صم". فكرة تكوين فرقة مسرحية مثلت تحديا كبيرا لتخرج إلى النور، وواجهنا صعوبة كبيرة في كسر حاجز الرهبة والخوف، خوفهم من التعامل مع الجمهور من جهة ورهبتهم من خشبة المسرح، فبدأنا بتنظيم ورش لنطق الحروف للصم لكسر حاجز خوف التعامل فيما بينهم حتى صاروا أصدقاء- بحسب "عبد الهادي". واستكملت.. بالنسبة للمكفوفين تمثلت الصعوبة في شرح أبعاد المسرح وحفظ كل ممثل لمكان دخوله وطريقة حركته وخروجه، مضيفة أنها كان تمشي معهم وتقوم بعد خطوات المسرح يمينا ويسارا، لكن المفاجأة الكبيرة كانت سهولة حفظهم وتحركهم بسلاسة ومرونة كبيرة. ولأن التعامل معهم كان عن طريق الحب الذي كان هو الطريق الوحيد للوصول لقلوبهم، فمع الوقت قاموا بإخراج جميع ما لديهم وأصبحوا لا يهابون المسرح ولا الناس- وفق ما قالته الأديبة. تضيف أيضا، أنهم اتخذوا من الفن وسيلة للتعبير عن مشاكلهم، واستخدموا المسرح في نقل معاناتهم لمجتمع طالما تجاهل حقوقهم، وتوضح أنهم مكفوفون، وصم وبكم، ورغم معاناتهم يبقى الفن بالنسبة لهم حياة وعمل معا، لذا أنشئوا فرقا مسرحية، لاقت اهتمام البعض، لكنها وجدت تجاهل البعض الآخر. وعن شعور أميرة، بعد نجاح أول عرض على المسرح قالت: "شعوري كان لا يوصف عندما خرج العرض للنور وأعجب به الناس، فالتجربة كانت صعبة جدا ولكن بالحب والإصرار تحدينا أنفسنا والمجتمع" . وعن الجديد قالت: قريبا سيكون هناك عرض مسرحي جديد بعنوان "خمسة نصب" يقوم على فكرة أن كفيفا يقود مجموعة من الصم إلي عالم النصب وفي نهاية المسرحية يتم عمل دمج بين الصم والمكفوفين حيث قمت بتدريبهم على فهم لغات بعضهم البعض. وفي نهاية حوارها قدمت الشكر لسعد فاروق رئيس إقليم جنوب الصعيد الثقافي ومحمد العدوي مدير عام ثقافة الأقصر وحسين النوبي وحسين القباحي مدير بيت الشعر. كما التقينا أثناء اللقاء، إحدى بطلات المكفوفين، وهي هدى محمد، التي قالت:" نرفض كلمة معاقين لأننا لسنا كذلك وبالاهتمام بنا سنكون جزءا منتجا في المجتمع، فنحن نملك مواهب غير موجودة عند الأصحاء". وتابعت "أنا متزوجة من كفيف أيضا وأعيش حياتي بشكل طبيعي كالمبصرين حتى أني أقوم بلضم الإبرة". ومن جانبه، قال الباحث سعد فاروق رئيس إقليم جنوب الصعيد الثقافي، إن هذه الفرق هي الأولى من نوعها في جنوب الصعيد ونجاح تلك الفكرة يعطينا بارقة أمل لتكوين فرقة من المحترفين يكون أبطال هذين العرضين هم أبطالها، تشارك في المهرجانات والمسابقات في كل أنحاء الجمهورية بل وتنطلق للعالمية . مديرة الفرقة فرقة مسرحية للصم والمكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة فرقة مسرحية للصم والمكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة مديرة الفرقة