تورتة تحمل شعار يسقط حكم العسكر".. فكرة جديدة لجأ لها أصدقاء رامي حمدي، أحد الثوار الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الحرية، لإحياء ذكرى استشهاده بميدان التحرير بعد حياة قصيرة مليئة بفصول درامية بدأت من رحم الثورة. رامي حمدي، ذو الملامح البريئة التي لم يتجاوز 26 عامًا، شارك زملاءه بمدينة الزقازيق في المظاهرات التي ملأت الشوارع والميادين، إلا أنه لم يكتف بذلك بل اتجه إلي ميدان التحرير يوم جمعة الغضب ليعلن عن رفضه لكل أنواع الظلم، وظل بالميدان حتي أصُيب بموقعة الجمل إصابات بالغة برأسه، إلا أنه لم تمنعه من الاستمرار في قلب الأحداث خلال 18 يوما. وتقول ريهام شقيقة رامي، إنه تخرج بمعهد الحاسب الآلي بتفوق وكان يعمل بمجال البرمجة الإلكترونية لمساعدة والدي علي أعباء الحياة، وتتذكر ريهام، والدموع تمليء جفونها، أن شقيقها الوحيد كان حانيًا علي شقيقاته ولا يتردد في تقديم اي مساعدة لهن برغم أنه الابن الثاني. وتكمل شقيقة "الشهيد" حكايته قائلة: إنه استمر في المشاركة في جميع الاعتصامات والمليونيات بالتحرير، وأصبح الميدان هو النبض الذي يحرك جسده نحو الحرية، لدرجة أنه كان يفضل البقاء فيه أكثر من وجوده في المنزل. وتصمت شقيقته لحظة لتمسح دموعها وبكلمات تفوح منها رائحة الحزن والأسى تكمل حديثها قائلة: كان يشعر بأنه سينال الشهادة بوقت قريب وذلك بعد إصابته فى أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء وعندما عاد إلى المنزل تحدث فى أمور كثيرة يتمنى تحقيقها وفى اليوم التالى وأصر على مغادرة المنزل دون أن يودعنا. وأضافت أنه توجه إلى الميدان وعند محاولته إنقاذ أحد اصدقائه أصيب برصاصة فى قلبه ليتوفى بعد نقله إلى 3 مستشفيات رفضوا استقباله إلا أنه لفظ أنفاسه الآخيرة فى مستشفى عين شمس التخصصى ليسطر اسمه فى سجل شهداء ثورة 25 يناير. وتكمل ريهام أن أصدقاءه فكروا فى عمل عيد ميلاد له فى مكان استشهاده وسيتم شراء تورته عليها صورته ومدون عليها عبارة "يسقط حكم العسكر" مع عرض فيلم تسجيلي له مع وقفة بالشموع عند بوابة طلعت حرب غدًا..