قالت لجنة لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر) في حيثيات منحها للجائزة للروائي اللبناني ربيع جابر، إن الرواية حصلت علي الجائزة، لتصويرها القوي لهشاشة الوضع الإنساني من خلال إعادة خلق فترة تاريخية ماضية في لغة عالية الحساسية. تدور أحداث رواية "دروز بلجراد: حكاية حنا يعقوب" الصادرة عن المركز الثقافي العربي ببيروت، حول بائع بيض بسيط اسمه حنا يعقوب كان في المكان الخطأ في الزمان الخطأ، فكان عليه أن يدفع ثمنا لذلك سنوات من عمره قضاها في سجون البلقان. تبدأ أحداث الرواية بنفي عدد من المقاتلين الدروز إلي قلعة بلجراد علي حدود الإمبراطورية العثمانية بالبحر من جهة لبنان، لقضاء عقوبة السجن بسبب اتهامهم بالتورط في قتل مسيحيين في الحرب، وكان حنا يعقوب وهو مواطن مسيحي غير درزي يبيع البيض المسلوق بقرب الميناء حين كان رجال السلطات العثمانية يبحثون عن أي شخص لنفيه إلى البلقان بدلا من درزي تم إطلاق سراحه لأن والده قام برشوة السلطات. ولم تنفع صرخات حنا بأنه ليس درزيا بل مسيحيا، وحين انتبه إليه القنصل الفرنسي الذي كان متواجدا في المكان، ضلله المترجم وأوهمه بأن حنا درزي يصرخ متباهيا بأنه قتل مسيحيا، ويضطر حنا للعيش باسم وهوية دينية غير هويته، وتضيع خصوصيته بين السجناء. وفي النهاية يهرب حنا ويعود الى قريته التي ترك فيها زوجة شابة وطفلة صغيرة، آملا أن يتابع حياته من حيث تقطعت أوصالها، ليكتشف أن الزمن لم يتوقف أثناء غيابه، فالمرأة الشابة أصبحت كهولا والطفلة غدت شابة تتلمس خطواتها في عالم اليافعين، فهل سيجد له مكانا إلى جانبهما أم سيعيش في منفى داخلي بعد أن تحرر من المنفي الخارجي؟ وكعادة جابر في رواياته وكما روايته السابقة "أمريكا" يستقي جابر أحداث روايته من الماضي البعيد إذ تدور في حدود العام 1860 أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، ويضع المؤلف تفاصيل حياتية غزيرة حول شخصيات الرواية، يضعها جابر في جمل قصيرة مكثة وبلغة حساسة يمتزج فيها التاريخي الحقيقي بالتاريخ المتخيل. ربيع جابر روائي وصحافي لبناني من مواليد بيروت عام 1972. ومحرّر الملحق الثقافي الأسبوعي "آفاق" في جريدة "الحياة" منذ سنّة 2001. روايته الأولى "سيد العتمة" حازت جائزة "الناقد" للرواية سنة 1992. منذ ذلك الوقت أصدر 16 رواية منها: "شاي أسود"، "البيت الأخير"، "يوسف الانجليزي"، "رحلة الغرناطي" (صدرت بالألمانية في برلين علم 2005)٬ "بيريتوس: مدينة تحت الأرض" (صدرت بالفرنسية عام 2009 عن دار "غاليمار") و"أميركا" التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2010.