كشف الدكتور ماهر مير فرغل، المدير العام لأبحاث التزوير وتزييف وتقليد العملات الورقية بمصلحة الطب الشرعي، أن عمليات التقليد والتزييف تزايدت حدتها خلال عام 2011 نتيجة لفتح الحدود مع غزة وليبيا، والانفلات الأمني الذي يسود البلاد مما ساعد علي نشاط المافيا الدولية لتهريب العملات الأجنبية المقلدة بإتقان كبير خاصة الدولار. وأشار فرغل، في حوار مع "بوابة الأهرام"، إلى أن قضايا الأحبار المتلاشية تزايدت أعدادها في السنوات القليلة الماضية بسبب استخدام التكنولوجيا الحديثة، مما يهدد النشاط التجاري والمصرفي، واضعًا مجموعة من النصائح لكل من ساقه حظه العثر أن تتعرض لتلك الأعمال الاحتيالية. نشطت في الفترة الأخيرة عصابات تزوير العملات الورقية.. فما أسباب انتشار تلك العصابات؟ ** عمليات التقليد والتزييف تزايدت حدتها خلال عام 2011 نتيجة لفتح الحدود مع غزة وليبيا، والانفلات الأمني الذي يسود البلاد، مما ساعد علي نشاط المافيا الدولية لتهريب العملات الاجنبية المقلدة بإتقان كبير خاصة الدولار، وانشغال النيابات العامة والمحاكم الجنائية بمحاكمة رؤوس وأعوان نظام مبارك والتحقيقات في جرائم القتل التي ارتكبها هؤلاء والتحقيقات في جرائم السطو المسلح من العصابات المسلحة المكونة من المسجلين الخطرين والهاربين من السجون حجبت إرسال قضايا تزييف وتقليد العملات إلي مصلحة الطب الشرعي لكن تلك القضايا بدأ إرسال ملفاتها بصورة مكثفة لإدارات المصلحة علي مستوي الجمهورية خصوصا الورقة ال 100 دولار، وأمكن اكتشاف عمليات التزوير بسهولة لخلو تلك الورقات من الطباعة الدقيقة "ميكروبرينت". في رأيك ما أسباب انتشار ظاهرة الأحبار المتلاشية؟.. وكيف يمكن مواجهتها؟ ** قضايا الأحبار المتلاشية تزايدت أعدادها في السنوات القليلة الماضية بسبب استخدام التكنولوجيا الحديثة، مما يهدد النشاط التجاري والمصرفي، وهناك مجموعة من النصائح لكل من ساقه حظه العثر أن يتعرض لتلك الأعمال الاحتيالية، أولها مراعاة السرعة وعنصر الوقت فإذا تلاحظ للشخص أن توقيع العميل الذي يتعامل معه يتلاشي تدريجيًا عليه أن يلجأ إلي النيابة العامة لتحرير محضر تزوير للمستند الذي يحمله سواء كان ذلك شيكات أو عقودا تجارية او مصرفية ويطعن عليها بالتزوير لتقوم النيابة بإرسالها الي مصلحة الطب الشرعي، مؤكدًا انه كلما تم اكتشاف الحبر مبكرا قبل أن يتلاشي، كلما كانت الأمور أكثر سلاسة في الكشف وتثبيت توقيع العميل على تلك المستندات بهذا القلم من الحبر المتلاشي . ولكن.. ماذا لو كان التوقيع بقلم جاف؟ ** إذا كان التوقيع قد تم بقلم جاف فإنه يسهل اكتشافه حتي ولو كان ذلك بعد فترة من اكتشاف تلاشيه؛ لأن التوقيع بذلك القلم ينتج عنه ضغط من يد الشخص صاحب التوقيع علي ظهر الورقة، وهنا يقوم خبير التزوير والتزييف بتسليط أضواء من جهاز كشف الخطوط، لتقوم تلك الموجات الضوئية ذات الأطوال الموجبة علي مكان التوقيع الذي تلاشت منه الكتابة، ومن خلال التفاعلات الضوئية والكيماوية يحدث تفاعلًا بين باقي مكونات حبر الكتابة، والمادة اللونية للحبر التي تختفي لأنها تتفاعل مع الأكسجين في الهواء الجوي . ويقوم خبير الطب الشرعي بتثبيت تلك الخطوط ويقوم بإظهارها بواسطة بعض المواد الكيماوية لأن الكتابة تختفي تدريجيًا ويتم إحضار الموقع علي المستند إلي مصلحة الطب الشرعي لاستكتابه ومقارنة توقيعه المتلاشي، ثم إرسال تقريرا واف إلي النيابة العامة ومثل هذه الجريمة تكون ارتكاب التزوير المقترن بالنصب والاحتيال . هل توجد طرق معينة يمكن من خلالها حفظ المستند الموقع بواسطة الحبر المتلاشي؟ *** بالفعل، طريقة حفظ المستند الذي يحمل التوقيع بالاقلام المتلاشية تلعب دورًا مهما في سرعة زوال التوقيع من عدمه فإذا حفظ المستند في حافظة بلاستيكية او داخل حافظة النقود الشخصية فإن نسبة زوال الحبر ضئيلة لابتعاده عن الهواء الجوي الذي يساعد علي تبخير الحبر، أما اذا ترك هذا المستند فوق سطح المكتب ، فإذا الاحبار تجف وتبخر بسرعة خاصة إذا كانت التوقيع بقلم حبر فإنه يصعب تثبيته واسترجاعه لأنه لا يوجد ضغط ملحوظ من يد الشخص الذي وقع علي المستند . ماذا عن جدول أعمال مؤتمر الاتحاد العربي لمكافحة جرائم التزييف؟ ** الاتحاد العربي لمكافحة جرائم التزييف والتزوير بعقد مؤتمره السنوي بشرم الشيخ يوم 20 أبريل المقبل ويستمر 3 أيام الذي يتناول العملات الورقية المزيفة خاصة الدولار والعملات العربية الأكثر تزييفا. ولكن.. ماذا عن تجارب بعض الدول الأجنبية في مجال مكافحة تزوير العملات؟ ** الولاياتالمتحدة قامت بتأجيل إصدار العملة الورقية الجديدة ال 100 دولار طبعة 2009 بعدما اكتشفت وجود عيوب في الطباعة علي رأسها حدوث "كرمشة" بورقة العملة حول شريط الضمان المدون عليه "فئة العملة"، وكذلك حوافها الخارجية بجابن حدوث كرمشة بذلك الإطار المحيط بالصورة "البورتورية" لفرانكلين رئيس الولاياتالمتحدة الأسبق، وهذا مرجعه اختلاف نسبة الكتان والقطن المستخدمين في صناعة عجينة الورقة الجديدة . وقامت الولاياتالمتحدة بالإعلان عن المواصفات الكاملة لتلك العملة، وانها بصدد طرحها للتدول في فبراير 2010 لكن هذه العيوب الطباعية، حالت دون ذلك، وتلك العملة فئة ال 100 دولار تتضمن جرسًا علي يمين الشريط الأزرق داخل محبرة يتغير لونه من النحاسي إلي الأخضر عند إمالة تلك الورقة يمينًا أو يسارًا، نظرًا لطباعته بالحبر المتبدل الألوان ضوئيًا.