شهدت السنوات الأخيرة تزايداً في جرائم الأقلام الكتابية ذات الأحبار المتلاشية للنصب علي رجال الأعمال والبنوك حتي وصلت عددها لأكثر من 70 قضية.. كبير الخبراء الدكتور ماهر مير علي مدير عام أبحاث التزييف والتزوير بمصلحة الطب الشرعي يلقي الضوء علي هذه الجريمة المستحدثة التي ظهرت بشكل كثيف يهدد نشاط "البيزنس" والعمل المصرفي حتي يمكن للضحايا تجنب الآثار السلبية. علي رأس هذه الإرشادات.. يحث ماهر مير بضرورة مراعاة السرعة وعنصر الوقت إذا تلاحظ للشخص أن توقيع العميل الذي يتعامل معه يتلاشي تدريجياً فعليه أن يلجأ إلي النيابة العامة لتحرير محضر تزوير للمستند الذي يحمله سواء كان ذلك شيكات أو عقود تجارية أو مصرفية ويطعن عليه بالتزوير لتقوم النيابة بإرساله إلي مصلحة الطب الشرعي قسم أبحاث التزييف والتزوير لفحصه مشيراً إلي أنه كلما تم اكتشاف هذا الحبر المتلاشي مبكراً كلما كانت الأمور أكثر سلاسه في الكشف وتثبيت توقيع العميل المزور موضحاً أنه إذا كان هذا التوقيع بالحبر الجاف فإنه يسهل اكتشافه حتي ولو بعد فترة من اكتشافه معللاً السبب أن التوقيع بالقلم الجاف المتلاشي ينتج عنه ضغط التوقيع في ظهر الورقة التي يوقع عليها هذا العميل اللعوب حيث يقوم خبير الطب الشرعي بتسليط أضواء ذات أطوال موجيه علي مكان التوقيع الذي تلاشي ومن خلال التفاعلات الضوئية والكيماوية يحدث تفاعلاً بين باقي مكونات حبر الكتابة وهي المواد الزيتية والشمعية أما المادة اللونية للحبر فهي التي تختفي لأنها تتأكسد مع الأكسجين في الهواء الجوي وتختفي ونظراً لأن التلاشي لا يحدث بشكل فجائي لكنه يتم بشكل تدريجي فإن خبير الطب الشرعي يقوم بتثبيت هذا الخط الذي كتبه المزور ويقوم بإظهاره بواسطة بعض المواد الكيماوية حيث يتم إخطار النيابة العامة التي تقوم بإرسال المتهم إلي المصلحة لاستكتابه وبيان مدي تثبيته بتوقيعه الذي تم استكتابه ومضاهاته ثم كتابة تقرير وافي عن الواقعة وإرساله إلي النيابة ومثل هذه الجريمة تكون التزوير المقترن بالنصب والاحتيال وهما عقوبتان يواجههما المتهم. يؤكد الدكتور مدير عام أبحاث التزييف والتزوير أن طريقة حفظ المستند الذي يحمل التوقيع بالأقلام المتلاشية تلعب دوراً هاماً في سرعة وزوال التوقيع من عدمه فإذا حفظ هذا المستند في حافظة بلاستيكية أو داخل حافظة النقود الشخصية فإن نسبة زوال الحبر لا يجد هواء جوي يتصاعد معه ليتبخر أما إذا ترك هذا المستند فوق سطح المكتب بلا غلاف فإن الحبر يزول بسرعة كبيرة مشيراً إلي أنه إذا كان التوقيع بقلم جاف فإن ذلك يكون من حسن حظ الضحية لأن خبير الطب الشرعي يعتمد علي استرجاع التوقيع من خلال ضغط الكتابة بالقلم عن طريق اليد أما إذا كان التوقيع بقلم حبر فإنه يصعب استرجاع التوقيع وتثبيته بعد تلاشيه حيث لا تكون هناك ضغط في اليد عند التوقيع. أما قصة ظهور هذه الأقلام فيرويها في عجالة الدكتور ماهر مير علي بأن هذه الأقلام تستخدم في الأصل في مصانع الملابس الجاهزة من قبل مصممي الملابس لتحديد الأماكن المراد سراجتها بحيث تختفي بعد فترة قصيرة ولا تترك آثارا سلبية بعد التفصيل لكن أصحاب النوايا السيئة استخدموها لأعمال النصب والاستيلاء علي أموال البنوك والتجار وأن هذه الأقلام كانت تدخل مصر عبر المنافذ الجمركية من الصين وتايون واليابان وأمريكا وقد تم منعها لكن بعض المهربين يقوموا بتهريبه. ولكن يتجنب رجل الأعمال محاولات النصب بالأقلام المتلاشية يجب إلزام العميل الذي تتعامل معه أن يوقع بقلم جاف يحضره الشخص.