رغم السنوات الأخيرة للفنانة برلنتى عبد الحميد شهدت نوعا من الصخب السياسيى والفنى، إلا أنها رحلت فى هدوء, وخلفت وراءها كثير من التساؤلات التى لا تزال تبحث عن إجابات . وهل رحيلها سيغلق الباب وراء الخلاف الذى ثار حول فيلم المشير أم سوف تستمر ظلال الجدل تطاردها بعد مماتها؟. عن عمر يناهز 75 عاما، رحلت الفنانة برلنتى عبد الحميد، الزوجة الثانية للمشير عبد الحكيم عامر، وزير الحربية فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، تلك الفنانة التى اتهمها ممدوح الليثى رئيس جهاز السينما - فى نقابة الصحفيين فى 8 فبراير الماضي - بأنها أكثر من أساء إلى المشير، خاصة بعدما تزوجت من ابن شقيقه المهندس أمين عامر. "برلنتى"، ليس الاسم الحقيقى للراحلة، لكن بطاقتها الشخصية تحمل اسم نفيسة عبد الحميد محمد، التى درست فى مدرسة الفنون التطريزية، ثم عملت فى المدرسة الفاروقية، بعدها درست علم النفس والتحقت بمعهد التمثيل. وكونت فرقة المسرح الحديث عام 1954، وكان أول عمل لها وهى طالبة فى مسرحية الصعلوك، ووقتها شاهدها "بيبر زريانللى" واختارها للعمل فى أول ظهور سينمائى لها من خلال فيلم "شم النسيم". وفى أحد الصالونات الثقافية، تعرف المشير عامر على الراحلة، فأعجب بثقافتها الشديدة، التى كانت عاملا قويا فى إقباله على الزواج بها، وهذا ما يحكيه فيلم "الرئيس والمشير"، الذى يخرجه خالد يوسف، لكن الراحلة كانت قد كتبت كتابا يحكى قصتها مع المشير من أول لقاء بينهما حمل اسم "المشير وأنا" وذلك فى عام 1993. تزوجت برلنتى من المشير في عام 1963، وأنجبت منه ابنها عمرو، ثم تزوجت بعد رحيله ابن شقيقه المهندس أمين عامر. واشتهرت الراحلة بأدوار بنت البلد، وأدت بإتقان بعض أدوار الإغراء، كما قامت بنشر العديد من الكتب منها مذكراتها "أنا والمشير"، ومنحها المخرجون أدوارا عدة في أفلامهم، مثل المخرج توفيق صالح فى فيلم "رنة الخلخال"، والمخرج يوسف شاهين فى فيلم "نداء العشاق". استقلت برلنتى بنفسها وأسست شركة للإنتاج السينمائى، وأنتجت فيلم "العش الهادئ" أمام الفنان محمود ياسين عام 1976، وفيلم "الهانم بنت مين" عام 1988، ومن أعمالها أيضا "ريا وسكينة" و"درب المهابيل" و"فضيحة فى الزمالك"، و"قصة مدينتين"، و"النجيل". وشهدت الأشهر الأخيرة من حياة برلنتى مفارقات عدة، وحقائق لم تكن معلومة من قبل، وهذا ما تأكد فى كتابها الذى حمل اسم "الطريق إلى قدري" فى 2002، والذى اعتبرته شهادة صادقة عن حياة المشير، وذكرت فى أحد تصريحاتها الصحفية أن كل معلومة بالكتاب موثقة بالمستندات، خاصة التقرير الطبى الذى يؤكد أن المشير عامر مات مقتولا، حسبما ذكر أحد التقارير الطبية آنذاك. واتهمت برلنتى الدراما المصرية بأنها ظلمت المشير، وجعلته المسئول الوحيد عن نكسة 1967، وأن شركات الإنتاج ليس لديها ضمير، وأعلنت على الملأ وقتها أنها تفرغت للعبادة فقط والدفاع عمن يسئ إلى المشير الراحل.