تناولت صحيفتان أمريكيتان اليوم السبت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الأخيرة عن شن ضربة عسكرية ضد إيران وعواقبها على المنطقة بأسرها. فقد ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"- فى تقرير بثته على موقعها الإلكترونى- إن الشعب الإسرائيلى ونظيره الأمريكى يشعران بالقلق والخوف من شن ضربة عسكرية ضد ايران. وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من مغادرة نتنياهو واشنطن عقب عدة اجتماعات عقدها هناك إلا أن العديد من المناقشات تجرى حاليا حول ماإذا كان نتنياهو قد حصل على الضوء الأخضر لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية ام لا. وأضافت إن التقييم العام لقرار الرئيس الأمريكى باراك أوباما -الذى يدعو دائما لدعم اسرائيل- قد يكمن فى محاولة إغاثة أو إنقاذ لإسرائيل فى حالة شنها هجوم ضد إيران. وأشارت الصحيفة إلى أنه وسط تصاعد الخلافات بين قادة إسرائيل حول التهديد المحتمل للبرنامج النووى الإيرانى، أظهر الشعب الإسرائيلى قليلا من الحماسة حيال توجيه ضربة عسكرية وقائية منفردة حسبما كشفت استطلاعات الرأى الأخيرة. ونقلت الصحيفة عن افرايم ياعر الأستاذ بجامعة تل أبيب والذى أجرى دراسة شعبية لمدة شهر حول هذه المسألة قوله " الإسرائيليون فى أشد الحرص والحذر من حكومتهم ، وأظهر استطلاع رأى أجرى الأسبوع الماضى ان 60% من الإسرائيليين يعارضون توجية ضربة عسكرية ضد إيران بدون تعاون ومشاركة الولاياتالمتحدة. وفى السياق ذاته ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية- فى تقرير بثته اليوم السبت على موقعها الإلكترونى- إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى فى إسرائيل عقب اجتماعه مع الرئيس الأمريكى أظهرت أن هناك خلافات على طاولة المفاوضات الأمريكية والإسرائيلية بخصوص البرنامج النووى الإيرانى. وقالت الصحيفة إن نتنياهو أعرب عن أمله فى نجاح الضغط الدولى والعقوبات الاقتصادية فى إقناع إيران بان تتخلى عن برنامجها النووى الذى تعتبره اسرائيل والدول الغربية بمثابة غطاء لإنتاج أسلحة نووية. وجدد نتنياهو مع ذلك تصريحاته السابقة ومفادها إذا رفضت إيران تغيير مسارها فستضطر إسرائيل إلى شن ضربة عسكرية لحماية نفسها ، وقال إن ضرب إسرائيل لإيران من الممكن أن يتم في غضون أشهر، وإن إسرائيل لا تحتاج إلى ساعة يد لتحديد التوقيت المناسب. وقال نتنياهو أنه في الوقت الذي تنصت فيه إسرائيل إلى الولاياتالمتحدة، ولدى واشنطن مخاوف حول القيام بعمل عسكري محتمل ضد إيران، فإن الولاياتالمتحدة لا تستطيع أن تقرر كيف يكون التهديد الإيراني قاتلا في حقيقته بالنسبة لإسرائيل. إلا إن الرئيس الامريكى يرى اتاحة الوقت للعقوبات والمفاوضات لتؤتى ثمارها حيث إن السبيل الوحيد لمنع إيران من المضى قدما فى برنامجها النووى يكمن فى إقناعها بالتخلى عن برنامجها النووى كما أنه ليس الوقت المناسب لتوجيه ضربة عسكرية وقائية ضد طهران.