بدأت بمقر الجامعة العربية صباح اليوم الاجتماعات التحضيرية للدورة (137) على مستوى المندوبين الدائمين، والمقرر أن تستمر يومين بحضور الأمين العام للجامعة العربية د. نبيل العربي ومساعديه. ويناقش جدول أعمال الاجتماع مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والتنموية والخاصة بالعمل العربي المشترك، ومن بينها تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، والوضع المتدهور في سوريا، والترتيبات الجارية لعقد القمة العربية الدورية الثالثة والعشرين نهاية الشهر الجاري في بغداد. وقد بدأت أعمال الجلسة بكلمة لمندوب قطر الدائم لدى الجامعة العربية وسفيرها في مصر صالح البوعينين، أبرز خلالها أهم ما تم إنجازه خلال الدورة السابقة للمجلس والتي كانت برئاسته قدم الشكر خلالها لدولة فلسطين لتنازلها لبلاده عن رئاسة الدورة 136 لمجلس الجامعة العربية، نظرا لانشغال فلسطين بالوضع في الأراضي المحتلة. كما تعرض سفير قطر للاجتماعات التي عقدها المجلس خلال دورته السابقة، وأشار الي أن القضية الفلسطينية التي تعد قضية العرب الأولى جاءت في مقدمة اهتمامات هذه الاجتماعات، وخصصت لها العديد من الاجتماعات المهمة سواء على المستوى الوزاري، أو لجنة مبادرة السلام العربية. وأوضح أن هذه الاجتماعات شهدت أحداث مهمة مثر توصل كافة الدول العربية بالاتفاق، ومساندة الأخوة الفلسطينيين لنيل الاعتراف بدولة فلسطين عضو كامل العضوية لدى منظمة الأممالمتحدة. وذكر أن مؤتمر دعم القدس الذي عقد في الدوحة قبل بضعة أيام حقق النتائج المرجوة، مشيرا إلى أهمية دعوة أمير قطر بخصوص التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار يقضي بتشكيل لجنة دولية للتحقيق قي جميع الإجراءات، التي اتخذتها إسرائيل منذ احتلالها القدسالشرقية عام 1967 بقصد طمس معالمها الإسلامية والعربية، وكذلك جعل القدس وحريتها نقطة ارتكاز لكل الفلسطينيين والمحفز لإتمام المصالحة وإنهاء الانقسام. وأشاد سفير قطر بالجهود التي بذلتها الجامعة العربية في تحقيق الأهداف المرجوة لتلك الاجتماعات، مشيرا إلى الحراك الموجود على الساحة العربية والمطالب بمزيد من الحرية، معبرا عن بالغ أسفه لاستمرار الأحداث المؤسفة في سوريا ، مؤكدا الحرص على وحدة سوريا، وأهمية أن تحظى المبادرة العربية التي أقرت نهاية العام الماضي وصولا لحل الأزمة السورية سلميا. وقدم التهنئة للشعب اليمني الشقيق لتحقيقه إرادته وخياراته، وأعرب عن الثقة في قدرته على القيام بمهام المرحلة الجديدة بكل مسؤولية، وفي جو من الوحدة والوئام والتوافق وسيادة القانون. كما هنأ العراق لاستضافته القمة العربية نهاية الشهر الجاري، متمنيا التوصل لقرارات تاريخية تتناسب مع المرحلة الراهنة خلال هذه القمة. وعرض مندوب الكويت الدائم لدى الجامعة العربية رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة السفير جمال الغنيم لأهم التحديات، التي تواجه المنطقة والعمل العربي المشترك في ظل الحراك المستمر بالمنطقة العربية. وقال: إن الأجواء التي تحيط بعقد الدورة الحالية بالغة الحساسية نظرا للوضع الإنساني الصعب في سوريا، مشيرا إلى الترتيبات الجارية لعقد القمة وأن هذه الترتيبات ستزيد من أهمية هذه الدورة. وأضاف مندوب الكويت قوله أن الوضع العربي والتحديات التي تواجه الأمة تتطلب النهوض بمسؤولياتنا وخلق الآليات التي تمكنها من مجابهة التحديات وتحقيق وحدة الصف العربي، ووزراء الخارجية ينتظرون منا إنجاز مشاريع القرارات والبنود التي ستناقش السبت المقبل في اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري. ويناقش المجلس في دورته الجديدة 18 بندا تتناول مختلف قضايا العمل العربي المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية في مقدمتها التحضير لاجتماعات مجلس الجامعة العربية علي مستوي وزراء الخارجية العرب المقرر عقدها بالجامعة العربية السبت المقبل برئاسة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والدولة لشئون مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح. ويتصدر جدول أعمال الاجتماع التحضير لمشروع جدول أعمال القمة العربية في دورتها 23 والمقررة في بغداد في ال29 من الشهر الجاري، ومن المنتظر أن يركز مشروع جدول أعمال القمة العربية على عدد من القضايا الرئيسة خاصة القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، وقضايا التعاون الاقتصادي، حيث تم الاتفاق أيضا على عقد جلسة خاصة للقادة العرب لبحث تطورات الأوضاع في المنطقة خاصة الأحداث التي تشهدها سوريا وكذلك المتغيرات في بلدان الربيع العربي . كما يتضمن جدول أعمال مجلس الجامعة العربية بندا حول قضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي , ويشتمل هذا البند علي عدة موضوعات أساسية من بينها متابعة التطورات السياسية للقضية الفلسطينية والصراع العربي -الإسرائيلي وتفعيل مبادرة السلام العربية، والاجراءات الإسرائيلية في القدس, وسرقة إسرائيل للمياه العربية في الأراضي العربية المحتلة، وتقرير حول المقاطعة العربية لإسرائيل، والوضع في الجولان، والتضامن مع لبنان. وفي هذا الإطار تقدم لبنان بمشروع قرار حول البند المتعلق بالتضامن معه، فيما قدمت دولة الإمارات مشروع قرار من أجل الحصول على دعم الدول العربية لاستضافة معرض "اكسبو" الدولي 2020 . ويناقش مجلس الجامعة رفع العقوبات الأمريكية أحادية الجانب المفروضة علي سوريا، وبندا حول الحصار الجائر المفروض علي سوريا والسودان من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية بخصوص شراء او استئجار الطائرات وقطع الغيار ونتائج هذا الحصار الذي يهدد سلامة وأمن الطيران المدني، كما يتضمن جدول الأعمال بندا حول معالجة الأضرار والإجراءات المترتبة علي النزاع حول لوكيربي . ويتضمن جدول الأعمال أيضا ملفا مهما حول مخاطر التسلح الإسرائيلي على الأمن القومي العربي والسلام الدولي، وبندا حول الإرهاب الدولي وسبل مكافحته، إلى جانب بند يتعلق بالحل السلمي للنزاع الجيبوتي – الاريتري، بالإضافة إلى بند حول العلاقات العربية مع التجمعات الإقليمية خاصة في إفريقيا وآسيا و أوروبا ودول أمريكا الجنوبية بالإضافة إلى إنشاء المحكمة العربية لحقوق الإنسان. وقد انبثق عن المجلس أربعة لجان رئيسية خاصة بالشئون السياسية والشئون الاجتماعية والثقافية، والشئون القانونية، والشئون المالية والإدارية، حيث تقوم كل لجنة بدراسة الموضوعات الخاصة بها، وإعداد مشروعات القرارات الخاصة بها لرفعها للجنة السياسية على مستوى المندوبين الدائمين، تمهيدا لرفعها لوزراء الخارجية العرب السبت القادم. وسيعقد وزراء الخارجية العرب جلسة خاصة يوم السبت المقبل بالقاهرة برئاسة نائب رئيس الوزراء الكويتي وزير الخارجية ووزير الدولة لشئون مجلس الوزراء الشيخ صباح خالد الصباح وبحضور وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف لبحث تطور الأوضاع في سوريا والاستماع إلى رؤية وزير الخارجية الروسي خاصة في ضوء تفاقم الوضع الإنساني والمعيشي في سوريا، كما يعقد وزراء الخارجية العرب جلسة تنسيقية تشاورية حول الوضع في سوريا قبيل لقائهم لافروف. ويستمع الوزير الروسي لتقييم من الجانب العربي لما يحدث من تطورات في سوريا والرؤية العربية لحل الأزمة السورية سلميا في إطار المبادرة العربية المقترحة لحل هذه الأزمة بشكل سياسي.