منذ بدأت محاكمات مبارك ونجليه وعدد من أعضاء النظام السابق، تناقضت الآراء حول إمكانية نقل الرئيس المخلوع مبارك من المركز الطبى العالمى إلى مستشفى ليمان طرة، مثله فى ذلك كأى سجين عادى. وفى الفترة الأخيرة ورغم تأجيل المستشار أحمد رفعت رئيس محكمة الجنايات بالقاهرة، قرار نقل مبارك لمستشفي، أكدت بعض المصادر أنه خلال شهر مارس سيتم نقل مبارك وتحسم القضية. ولكن.. السؤال هنا هل تم بالفعل تجهيز مستشفى طرة؟ وهل هناك أى خطوات توحى برغبة المجلس العسكرى فى نقل الرئيس المخلوع لمستشفى طرة؟ أم أن مبارك لن يتم نقله من المركز الطبى العالمى إلى مستشفى طرة حتى شهر يونيو المقبل؟ أم أن التصريحات التى تتناقلها وسائل الإعلام من هنا وهناك حول جهازية مستشفى ليمان طرة مجرد مهدئ للرأى العام حتى شهر يونيو المقبل؟ وقد وضعت بوابة الأهرام يدها على حقائق خطيرة حول تلك القضية نرصدها لكم، فقد صرح مصدر بسجن طرة لبوابة الأهرام: أن مستشفى سجن طرة غير مؤهل نهائيا لاستقبال الرئيس المخلوع مبارك خلال شهر مارس الحالى أو أى شهر آخر، وأن جميع التصريحات الصحفية التى ذكرت على ألسنة المسئولين والتى تؤكد جهازية مستشفى طرة لاستقبال مبارك غير صحيحة ولا تمت للحقيقة بصلة، فلم تكن هناك أى خطوة من قبل إدارة السجن توحى من قريب أو بعيد ببدأ تجهيزات مستشفى ليمان طرة. ويؤكد المصدر الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته، أن الحالات المرضية الحرجة للمساجين بسجن طرة والتى تتشابه مع الحالة المرضية لمبارك يتم تحويلها إلى مستشفى المنيل الجامعى القريب من السجن أو مستشفيات أخرى ولا نبقى عليها داخل مستشفى طرة غير المجهز بالمرة سوى بالإسعافات الأولية. وفى تصريح خطير، أكد أنهم خلال لقاء جمعهم باللواء محمد نجيب رئيس مصلحة السجون منذ عشرة أيام، اتفقوا على استحالة تجهيز هذه المستشفى لاستقبال الرئيس المخلوع مبارك وخصوصا بعد أن أجل المستشار أحمد رفعت، رئيس محكمة جنايات القاهرة - التى يحاكم أمامها الرئيس المخلوع مبارك ونجليه وعدد من مساعديه- النظر فى نقل مبارك لمستشفى طرة. وعن سؤال بشأن استحالة تجهيز مستشفى طرة لاستقبال مبارك أمر نهائي أم لا قال لنا: "حتى الآن ليس أمرا نهائيا ولكن يمكن بالضغط الإعلامى والرأى العام أن تعيد مصلحة السجون النظر فى الأمر مرة أخرى، ليتم تجهيز المستشفى فى وقت قياسى خصوصا وأن إدارة الخدمات الطبية بالسجن لديها الأجهزة الطبية اللازمة وأنه لن يكون صعبا الاستعانة بالعنصر البشرى. ورغم ذلك أعرب عن وجهة نظره وراء إصرار البعض بنقل مبارك لمستشفى طرة أنها جاءت من خلفية للرغبة منهم فى إذلاله لأن بقاءه فى المركز الطبى كمجرد مريض فى حالة حرجة لا ضرر منه عليه. وأضاف قائلا: المهم أن نركز فى المحاكمات وما سيتم فيها، جاءت تصريحات هذا المصدر بسجن طرة بعد العديد من التصريحات التى أكدت أن الفترة القادمة ستكون مستشفى ليمان طرة مستعدة تماما لاستقبال الرئيس المخلوع مبارك خلال شهر مارس، فقد أشار اللواء محمد نجيب رئيس مصلحة السجون منذ فترة قريبة بأن كل سجون مصر غير مؤهلة لاستقبال أى حالات حرجة وغير مستقرة كحالة الرئيس المخلوع مبارك ومع ذلك فقد أكد نجيب خلال اتصال هاتفى مع برنامج "بلدنا بالمصرى " أنه تم انتداب لجنة طبية من قبل النائب العام لكى تعاين المستشفى وكان قرارها أن مستشفى طرة بحاجة إلى تجهيزات إنشائية وطبية وكوادر بشرية وأضاف أيضا أن التجهيزات الإنشائية ستتكلف حوالى مليون و800 ألف جنية، ممثلة فى غرفة إفاقة وغرفة إنعاش مؤكدا أن تلك التجهيزات لن تستغرق أكثر من شهريين. ولكن الغريب هو ماذكره الدكتور حسن البرنس، وكيل لجنة الصحة بمجلس الشعب وأحد أعضاء اللجنة التى زارت مستشفى سجن ليمان طرة، أن مستشفى السجن "جاهز تمامًا لاستقبال مبارك"، وقال أيضا فى حديث لبرنامج "العاشرة مساءً": إن اللجنة التى زارت مستشفى سجن طرة أصيبت بالاندهاش مضيفًا "كنت أحد سجناء طرة يوما، وما رأيناه عند زيارته أنه تم هدم أجزاء كبيرة من المستشفى ليبدو قديمًا وغير مجهز لاستقبال مبارك ". وأضاف أنه " فى أبريل الماضى أفاد تقرير اللجنة المشكلة بتكليف من النائب العام، والتى ترأسها رئيس مصلحة الطب الشرعي، بأن مستشفي ليمان طرة عبارة عن حجرات خالية، لكن الأجهزة الطبية مخزنة وجديدة بجوار المستشفى وتحتاج شهرا واحدا فقط لتركيبها. وفى فترة لاحقة أيضا، صرح اللواء مروان مصطفى الناطق باسم وزارة الداخلية: بأن الوزير قد أمر بتجهيز مستشفى سجن طرة تمهيدا لاستقبال الرئيس المخلوع حسنى مبارك والذى ما يزال محتجزا فى مركز طبى عسكرى، وأشار مصطفى إلى أن وزير الداخلية أمر أيضا بنقل أعضاء سابقين فى نظام مبارك من سجن طرة إلى خمسة سجون مختلفة فى جميع أنحاء البلاد وطالما طالب محتجون ومحامون بنقل مبارك إلى مستشفى السجن، قائلين إنه يحظى بمعاملة خاصة من جانب المجلس العسكرى. كما اهتمت أيضا صحيفة (لوس أنجليس تايمز) الأمريكية بتأجيل نقل المخلوع إلى مستشفى سجن طرة، على الرغم من حصوله على تأكيد يفيد بأن المستشفي مجهز لاستقاله، وكانت قد أشارت الصحيفة أيضا إلى أن الرئيس المخلوع يزعم أن حالته خطيرة جدا ولا تسمح بنقله إلى مستشفى سجن طرة، مضيفة أن مبارك دخل جميع جلسات الاستماع فى المحكمة على سرير متحرك. وذكرت أيضا أن رئيس المحكمة الذى أمر ببقاء مبارك فى المركز الطبى العالمى لم يأمر بنقله إلى مستشفى السجن، وقالت إن المحكمة ستناقش المسألة وتصدر قرارها النهائى، مشيرة إلى أن مبارك مازال فى المركز الطبى حتى الآن.