أكد الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودية، الدور الفاعل الذي لعبه مجلس التعاون مع الأحداث والمستجدات التي عصفت بالعالم العربي منذ مطلع العام الماضي بروح المسئولية والإرادة المخلصة للإسهام في أمن واستقرار الدول العربية، التي كانت عرضة لهذه المتغيرات ومن منطلق تفهمها. وقال خلال افتتاح الدورة 122 لمجلس وزراء خارجية دول مجلس التعاون مساء اليوم بالرياض جميعنا يتذكر أن جامعة الدول العربية عندما تحركت للتعامل مع مشكلة ليبيا فقد كانت دول المجلس في طليعة هذا التحرك كما أن مساعي الجامعة العربية لحل الأزمة الطاحنة في سوريا استندت في مجملها إلى رؤى ومبادرات طرحتها دولنا على مجلس جامعة الدول العربية في اجتماعاته المتتالية على امتداد الحقبة المنصرمة ونشهد جميعا في أيامنا هذه عملية نقل السلطة في اليمن الشقيق ووضعه على عتبة مستقبل جديد كل ذلك تم بناء على مبادرة خليجية هدفها الحفاظ على وحدة واستقرار وازدهار هذا البلد الذي تربطه بدول المجلس روابط ووشائج عديدة وعميقة ". وأكد حرص دول المجلس دائمًا على تجنيب الدول العربية مغبة الوقوع في أتون الصراعات الداخلية ومخاطر التمزق والانقسامات الفئوية والجغرافية، والتأكيد على أهمية استيعاب مطامح وتطلعات الشعوب في العيش بعزة وحرية وكرامة بعيدًا عن سياسات القهر والتنكيل. وحول مسيرة مجلس التعاون وتحويله إلى اتحاد دول الخليج العربية قال: يأتي على رأس الموضوعات المعروضة على هذه الدورة متابعة تنفيذ قرار المجلس الأعلى في دورته الثانية والثلاثين الذي رحب فيه قادة دول المجلس بالمقترح الذي تقدم به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بشأن الانتقال من مرحلة التعاون إلى أفق الاتحاد الخليجي بعد 32 عامًا من التنسيبق والتكامل والترابط بين دول المجلس. وأوضح أن مقترح الاتحاد ينطلق من قناعة راسخة بأن التحديات تستدعي مثل هذه النقلة النوعية وقال إن الاتحاد لن يمس من بعيد أو قريب سيادة أي من الدول الأعضاء أو أن يكون مطية للتدخل في شئونها الداخلية وأن المشروع الاتحادي لا يتعدى كونه وسيلة تتيح لدول المجلس إمكانية العمل من خلال هيئات ومؤسسات فاعلة ومتفرغة تتمتع بالمرونة والقدرة على تحقيق ما يرسم لها من سياسات وبرامج.